بوادر حرب استنزاف قد تتطور لحرب تقليدية اقليمية شرق الابيض المتوسط، الخاسر الوحيد منظومة غربية مهترئة ، كيف ذلك ؟ .

بقلم ابو ايوب


في حال اندلاعها سيكون الغاز هو السبب الرئيسي في اشعال فتيلها ( المصادر الغربية تقدر الاحتياطات الغازية للبنان باكثر من 600 مليار دولار ) ، و هذا الاحتياطي كفيل لوحده أن يعيد لبنان الى مرتبة سويسرا العرب قبل الحرب الاهلية . كل المؤشرات تسير في هذا الاتجاه بحسب القرارات الاخيرة المتخذة من كلى الطرفين (اسرائيل و لبنان ) ، و من المرتقب و المؤكد ان تتوسع جغرافيتها لتشمل قطاع غزة و الضفة الغربية/ سوريا/ العراق ، قبل ان تتحول الى حرب اقليمية تشمل الخليج الفارسي ، اي بمعنى دخول ايران الحرب سواء بطريقة مباشرة او باخرى ، كما يعني ايضا تهديد مباشر للمصالح الاوروبية و اليونانية بوجه التحديد .
* المصالح اليونانية و الغربية عموما :
ما جرى قبل ايام لسفينتين يونانيتين بالخليج الفارسي ، حيث تم احتجازهما من طرف الجيش الايراني بخلاف ما جرت عليه العادة ( فيلق القدس او قوات الحرس الثوري مثال) ، كردة فعل على احتجاز اليونان لحاملة نفط ايراني تحمل العلم الروسي و مصادرة حمولتها لفائدة امريكا ، حدث يعتد به كمثال على تسريع وثيرة النبرة التصعيدية للمحور و الحلفاء في مواجهة المنظومة الغربية و مصالحها بالمنطقة ، ما يؤكد الطرح ، التهديد الايراني وقتذاك باستهداف 17 سفينة يونانية تنشط بمياه الخليج .
ما تسرب يومذاك من مكالمات مسجلة بين الجيش الايراني و طاقم السفينتين قبل احتجازهما ، تؤكد النبرة التصعيدية الايرانية ( الطاقمين يصرحان بانهم لم يخرقا القانون و لم يرتكبا اي مخالفة ، قابله رد المتحدث العسكري الايراني قائلا نحن هنا القانون ) ، ليتم من بعد قطر السفينتين بطواقمها الى الموانئ الايرانية .
يذكرنا هذا بما حدث لبريطانيا عندما احتجزت حاملة نفط ايرانية بجبل طارق كانت متوجهة الى سوريا ، و قد بررت سلطات جبل طارق بان الامر تم بموجب امر قضائي امريكي مرتبط بالعقوبات الامريكية التي فرضها الغرب على سوريا ، حيث بادر الحرس الثوري الايراني آنذاك في ردة فعل من ايران الى محاصرة ناقلة نفط بريطانية بالخليج و الاستيلاء عليها من خلال عملية انزال عسكري لكوماندو جوي على مثنها و اقتيادها الى ميناء بندر عباس ، و قد حدث هذا امام اعين و متابعة الاسطولين الامريكي و البريطاني ( التسجيلات الصوتية للتحذيرات الايرانية اثناء العملية تناقلتها العديد من القنوات الاعلام الدولية بما فيها الامريكية و البريطانية ، حيث جاء بالواضح و بلغة انجليزية ” Don’t Interfer ….This is a Military Opération” ، جرى هذا في ظل تواجد بارجتين حربيتين امريكية بريطانية كانتا تؤمنان الحماية لناقلة النفط !
* لبنان/ اسرائيل/اليونان :
الخطاب الصاعقة الاخير لامين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله لم يكن تحذيريا هذه المرة ، بل الامر تعلق بقرار حربي عملياتي تحضيري للقادم من الايام ، اجتماع الكوادر العسكرية و الحزبية …..اجمع على ان الحرب قادمة و تم بالفعل اتخاذ كافة الاحتياطات ….، خطاب حمل عدة رسائل للداخل و الخارج عنوانها الابرز ( المقاومة لن تسمح في التراب و لا في الثروات في اشارة الى آبار الغاز بالابيض المتوسط و الى مزارع شبعا ، و هي في حربها التحريرية منذ نشاتها و في كل حروب لبنان و اسرائيل لم تستأذن الرئاسات الثلاث لاثبات شرعيتها ( رئاسة الدولة مسيحية/ رئاسة الحكومة سنية/ رئاسة البرلمان شيعية بنص روح اتفاقية الطائف ) ، بالتالي هي اليوم ليست على استعداد في استئذان احد للدفاع على الجغرافيا و الثروات بما يضمن امن و استقرار لبنان بكل طوائفه ، تحت شعار متى كان تحرير الارض و الانسان مرهونا باذن و استئذان؟
كانت هذه رسالة واضحة لاسرائيل و اليونان معا ، الاولى معنية بحقل كريش الغازي المتنازع عليه و بالحدود ، فيما الاخيرة معنية من زاوية وصول سفينة منصة استغلال الغاز و تصديره و ليس للاستكشاف ، اي بمعنى ان المنصة و الحقل معا من ضمن بنك اهداف الحزب بما يشمل الداخل الاسرائيلي ، انها الحرب يا سادة اليس كذلك؟ ، للاشارة الحزب يمتلك قدرات صاروخية و مسيرات …..مهولة ، و هو اليوم امسى قوة عسكرية اقليمية تضاهي جيوش المنطقة بل تتفوق على بعض منها .
قواته راكمت تجارب كثيرة سواء بسوريا او العراق او اليمن ، كما علينا ان نستذكر نصره على اسرائيل في حرب تموز سنة 2006 بشهادة تقرير لجنة فينوغراد ، يومها اعترفت اسرائيل باول خسارة لها في تاريخ الجيش الذي لا يقهر …و نهاية مفخرة الصناعات الحربية الاسرائيلية ( دبابة ميركافا/ بارجة ساعر/ القبة الحديدية …..مثال .
موقع والاه الاسرائيلي المقرب جدا من الاوساط الأمنية و العسكرية ، تطرق بحسب التقارير الاسرائيلية نفسها بان الجبهة الداخلية غير مستعدة للتصدي للصواريخ الدقيقة و المسيرات الحديثة التي اصبحت في حوزة الحرب ، لا سيما بعد فشل القبة الحديدية في اعتراضها او كشفها و اسقاطها ، فيما الطبقة السياسية مدركة تمام الادراك بان حزب الله اللبناني بنى عقيدته على اساس ان الصراع جوهره وجودي و ليس حدودي ، بخلاف الدول العربية التي شاركت في الحروب العربية الاسرائيلية ، بالتالي اصبح الصراع مع المحور و الحلفاء صراعا عقائديا و ليس ايديولوجيا ( ارض الميعاد/ اولى القبلتين) ، فماذا لو استمرت الحرب لفترة طويلة ؟ و هل تقوى اسرائيل على ذلك و هي التي تعودت على الحرب الخاطفة ( حربي 56/67 مثال)؟ .
وسائل الاعلام الاسرائيلية تطرقت اليوم لعملية اغتيال رئيس وحدة الاغتيال في جهاز الموساد ، و اليوم كذلك وسائل الاعلام الدولية تطرقت ايضا لحرب الناقلات ، كما سلطت الضوء على احتراق اكبر مصفاة امريكية لمعالجة الغاز و تخزينه مما ساهم في ارتفاع قياسي لاسعار الغاز بالاسواق الدولية ، خروج المصفاة من الخدمة لاكثر من ثلاثة اسابيع نذير شؤم منذر بازمة طاقية امريكية اوروبية ( امريكا اليوم في ازمة طاقة من بنزين و غازوال و كيروزين …و المواطن الامريكي ضحية ارتفاع اسعار الطاقة و هو على موعد مع تغيير نمط عيشه بعدما ألف و اعتاد على الرخاء و البحبوحة …..) .
فماذا يتوقعه الغرب عموما سوى خراب الاقتصاديات ، بعدما انقلب السحر على الساحر على ضوء العقوبات التي تمسكت المنظومة الغربية على فرضها على كل دولة مخالفة او غير منصاعة او متمردة او محافظة على استقلالية قرارها السياسي السيادي ؟ ثم ماذا سيخسره لبنان الذي يعيش ازمة غذاء و طاقة من بترول و غاز و كهرباء قياسا بخسائر اسرائيل( 85% من الشعب اللبناني في فقر مدقع) ، فيما 100% من المجتمع الاسرائيلي معرض للقصف و ما يترتب عن الوضع من هجرة معاكسة هروبا من الجحيم .
انعمتم ………كل بحسب تموقعه الجغرافي ضاربا لكم موعدا آخر بحول الله .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *