من أجل دخول مدرسي ممتع 2
فاطمة رباني * –
تحدثنا سابقا عن دور الأسرة في مساعدة الأطفال على تخطي صعوبات البداية، و توتر الدخول المدرسي ليتحول من محنة إلى منحة و نخصص حديثنا اليوم عن دور المدرسة في هذا الباب باعتبارها فضاء للتربية و التعليم والتواصل وتطوير المكتسبات، … إن أكبر تحد تواجهه المدرسة هو الانتقال بالمتعلمين من واجب التعليم إلى متعة التعلم حيث يتمكن المتعلم من الإبداع و إبراز قدراته على مستوى التفكير و التعبير و التطبيق، وهنا نقدم توجيهات للأطر الإدارية التربوية:
ü حينما تعترض سبيلك مشكلة ما فإن أمامك خياران لا ثالث لهما : إما أن تواجهها و إما أن تتجاهلها و الخيار الثاني سلبي لأنه هروب و استسلام، لذلك فإذا كان لديك استعداد حقيقي لتغيير واقع مؤسستك و النهوض بالمستوى التربوي التعليمي، فعليك مواجهة المشكلة و هذا يستلزم منك وعيا بالمتطلبات ، و تشخيصا للاحتياجات الذي على إثره يتم تحديد الأهداف والمنطلقات، و ترتيب الأولويات ثم توظيف الإمكانات في إطار السعي لتحقيق الأهداف و بلوغ الغايات…
ü أنت في موقع مسؤول إذا أنت راع كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ” هذه المسؤولية أنت تتحملها أمام الله تعالى ، و أمام التاريخ و أمام وطن أنت ترعرعت فوق أرضه و أمام أجيال وضعت عليها بصمتك و أنت وحدك من يقرر هل تكون هذه المسؤولية لك أم عليك.
ü وسع أفقك و عمق رؤيتك و ستدرك أنك وحدك لن تستطيع تغيير واقع المؤسسة ، و ستجد لك شركاء أساسيين على رأسهم : الأسر، جمعية آباء و أولياء التلاميذ ومؤسسات المجتمع المدني … كلما حرصت على تفعيل هذه الشراكات و التواصل الفعال و المستمر مع الأطراف المعنية كلما أحرزت تقدما على المستوى التربوي و التعليمي و المهاراتي للمتعلمين .
ü توفير البيئة الإيجابية و الفعالة للعمل للأساتذة حتى يتمكنوا من الإبداع في إعداد الأجيال ، ففاقد الشيء لا يعطيه و يقيننا تام أنه كلما توفر المناخ الجيد و التواصل الفعال والاحترام المتبادل ، كلما برزت النتائج مبهرة و تواصلت رسالة التربية و التعليم من جيل إلى جيل متممة مهمة الأنبياء و الرسل…
ü الاهتمام بالمكتبة و تجديدها و صيانة مرافقها و تسهيل استفادة التلاميذ منها و تنظيم مسابقات للقراءة و الكتابة و الشعر و القصة … حتى نحبب للتلاميذ المطالعة الحرة و نكسبهم مهارة القراءة المسترسلة.
ü إعادة النظر في أسلوب الاحتفال بعيد المدرسة و الانتقال به من الشكل النمطي المعهود، إلى مهرجان تواصلي مع الأسر و جميع الطاقات الفاعلة في المجال .
ü تفعيل الأندية المدرسية و تشجيع المبادرات و اكتشاف الطاقات و احتضان الأنشطة الثقافية ، التي تعتبر الرحم الزاخر بالمواهب و القدرات الشبابية و توجيهها و ترشيدها لترسم طريق نجاحها و يبرز نجم إبداعها …
ü الاهتمام بالأنشطة الرياضية و صيانة الملاعب و المستودعات و الرقي بالرياضة من التوجه الحركي إلى الفلسفة التربوية، التي تسمو بالروح الإنسانية في عالم الحب و الاحترام و التعاون و التقدير المتبادل.
ü الاهتمام بالتوثيق المرئي و المسموع للأنشطة و نشرها و رفع التقارير للجهات المختصة لتعميم الاستفادة، و تحفيز المؤسسات الأخرى على الإبداع و الاستفادة من التجارب الناجحة في الاستراتيجيات العامة.
ü استضافة أخصائيين و مرشدين تربويين و كذا شخصيات ناجحة إما تخرجت من نفس المدرسة سابقا أو من مؤسسة أخرى لتكون قدوة للمتعلمين و مثلا يحتدا به.
*استشارية أسرية ومدربة في التنمية الذاتية
مديرة مركز صناعة القادة للتدريب والإرشاد الأسري