المرأة وطقس الكتابة
سلمى الزوالي –
المرأة ﻭ ﺟﻨﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺴﺤﺮ ﺍﻧﻮﺛﺘﻬﺎ ﻭ ﻗﻮﺓ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﺗﺄﻟﻘﺖ ﻭ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺘﺄﻟﻖ ، ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻦ ﺍﻧﻬﺎ ﺣﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ، ﻭ ﻛﺴﺮﺕ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﻭ ﻃﺎﺑﻮﻫﺎﺕ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻭ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺠﺘﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﻭ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﻭﺟﻬﻨﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻻﻥ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ.
ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻐﻤﺲ ﻓﻲ ﺯﺟﺎﺟﺔ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺺ ﻟﺮﻳﺸﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ، ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻄﺮﺣﻪ ﺍﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺗﻮﺿﻊ ﻣﺤﻂ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ، ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺠﻨﺎﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .ﻓﺎﻥ ﺿﻢ ﺳﻄﺮ ﻣﻦ ﺳﻄﻮﺭﻫﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺮﻣﻲ ﻟﻤﺬﻛﺮ ﻋﺎﻗﻞ ﻳﺮﻣﻰ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ، ﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺑﺄﻏﻼﻝ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﻣﻦ ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ؟ ﻭ ﻣﻨﺪ ﻣﺘﻰ ؟ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﺭﺓ…. ﺍﻡ ﺍﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺗﺼﻴﺮ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ.
ﻟﻌﻞ ﺧﻴﺮ ﻣﺪﺭﻙ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻫﻢ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ.ﺍﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻫﻲ ﻧﺎﻓﺪﺓ ﻟﻠﺠﻨﻮﻥ ﻓﺤﻴﻦ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻭ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻐﺮﺏ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻭ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﺗﻌﺸﺶ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻓﻘﻂ… ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺗﺠﺮﺩﻙ ﻣﻦ ﺳﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﺘﻬﻴﻢ ﺑﻮﺍﺩ ﺍﺧﺮ ﻭ ﺗﻠﺘﺤﻖ ﺑ”اﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ” ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺗﻐﺎﺯﻝ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﺣﺒﺮﻳﺔ ﺗﻤﻴﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺤﻴﻴﻬﺎ، ﺗﺰﺝ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺰﺍﻥ ﻭ ﺗﻨﺘﺸﻠﻬﺎ ﻟﺘﺮﻣﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻓﺮﺍﺡ…ﺍﻱ ﺑﺈﻳﺠﺎﺯ ﺗﺸﻲﺀ ﻛﺎﺋﻨﺎﺗﻬﺎ ..ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﺠﺒﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻭ ﻭﺍﻗﻌﻲ ، ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺤﺒﻴﺐ ﻛﻲ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻭ ﺣﺘﻰ ﻟﺘﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ…ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﻥ ﻛﻲ ﺗﺨﻂ ﻋﻦ ﺍﻟﻢ ﺑﻞ ﺫﺍﻛﺮﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﻄﺎﻟﻌﺎﺗﻬﺎ..ﻫﻲ ﺧﻴﺎﻟﻬﺎ..ﻭ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻟﺸﺮﺡ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ..ﻭ ﻫﻨﺎ ﺍﺗﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺩﺍﺭ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺭ ﺑﻴﻨﻲ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺗﻮﺃﻣﻲ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ :ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻛﻔﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺭﻳﻌﺎﻥ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﺎﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺗﻤﺤﻴﺼﻬﺎ ﻓﻘﺪﺕ ﻋﺬﺭﻳﺘﻬﺎ ، ﺍﻥ ﺍﺧﻄﺮ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﺨﻀﻮﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻄﺎﺑﻮﻫﺎﺕ ﻳﺒﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺑﻴﺴﻲ (ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ- ﺣﺸﻮﻣﺔ-ﻋﻴﺐ) ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ ﻟﻢ ﻳﻘﻔﻦ ﻣﻜﺘﻮﻓﺎﺕ ﺍﻻﻳﺪﻱ ﻓﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ، لعل خير دليل بروز أسماء وازنة في الساحة تضفي للكتابة طعما خاصا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.