المنتدى الوطني لحقوق الانسان يندد

بيان تنديدي استنكاري، موجه على وجه الخصوص، إلى كل من:

           مؤسسة رئاسة النيابة العامة لدى محكمة النقض؛  المجلس الأعلى للحسابات؛  وزارة الداخلية؛  القطاع الوزاري المسؤول عن الرياضة؛ مجلس الدار البيضاء؛ الجامعة الملكية لكرة القدم؛ “الشعب الرجاوي”، كما يحلو للجماهير الرجاوية أن تسمي نفسها؛   المكتب المسير لنادي الرجاء الرياضي؛ وإلى كل من يهمه الأمر؛

دم الفقيدة نورأ الزبيري، في أعناقنا جميعا.. يسائل واقع كرة القدم الوطنية.. !

  فعلا كان سبتا أسودا بكل المقاييس، ذلك الذي شهد فيه المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، مقابلة الإياب بين الرجاء العالمي والأهلي المصري، برسم إياب ربع نهاية العصبة الإفريقية؛

      مشهد من الفوضى العارمة، والتنظيم العشوائي، والعبث المتكرر في كل مناسبة رياضية، واللا مبالاة غير المفهومة لكل المسؤولين عن التنظيم والسهر على أمن وسلامة المشجعين/المواطنين، وانسيابية الولوج إلى الملعب..

      واقع حال مخجل وكارثي، تعيشه ملاعبنا الرياضية، موازاة مع كل تظاهرة رياضية؛ وهو نفس المشهد ـ وإن كان أقل حدة ـ الذي عرفته مباراة أول أمس الجمعة، بين الوداد البيضاوي وسيمبا التانزاني، برسم نفس المسابقة، لولا ألطاف الرحمان؛

      ونفس المشهد المخجل وللأسف الشديد، يتكرر يومه الأحد، خلال الماراطون الدولي للرباط، في دورته السادسة، وإن تميز بتحطيم ثلاثة أرقام قياسية، وسيطرة كاسحة للعداءات والعدائين المغاربة، فسوء التنظيم ـ حسب تصريحات العديد من العدائين والمشاركين ـ وحسب كذلك الكثير من الصور والأشرطة التي تتناقلها الجرائد الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي.. كل ذلك يوحي بأننا قد حطمنا فعلا رقما أخر جديد في الفوضى وسوء التنظيم.. والارتجالية والعشوائية؛

      إن ما عرفه محيط المركب الرياضي محمد الخامس، من تواجد آلاف أنصار “النسر الأخضر”، والذين تمت محاصرتهم وتذاكرهم، بالخراطيم القاذفة للمياه، من قبل فرق الشرطة المتخصصة في محاربة الشغب بمركباتها المذرعة الخاصة؛ وما تناقلته الصحاف العالمية البريطانية والإسبانية والفرنسية.. لخبر موت الشابة نورا الزبيري تحت أقدام حشود الجماهير الرجاوية الفارة من فواهات الخراطيم القاذفة للمياه.. كل ذلك يدفعنا داخل المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، ونحن نتقدم بكل حزن وأسى بتعازينا الصادقة، إلى كل أفراد أسرة الفقيدة، وزميلاتها وزملائها وجيرانها وإلى الرياضة الوطنية، وإلى كل جمعيات أنصار الرجاء العالمي، وعلى رأسهم “الكورفا سود”، وإلى كل مكونات النادي الأخضر، على غرار كل أصوات الحق، والضمائر الحية.. داخل وخارج الوطن، أن نفسح المجال لعشرات الأسئلة، التي ما فتئت تتناسل بشكل مستفز، لتسائل بإلحاح كبير، كل مسؤول كيفما كان موقعه داخل الهرمين الإداري والرياضي الوطنيين؛ علما بأن المنتدى الوطني قد سبق له في عدة مناسبات أن أصدر عدة بيانات وعدة رسائل مفتوحة، في موضوع التسيب والفوضى والغموض ـ في غياب تام لتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ـ والتي تعرفها مجموعة من القطاعات الرياضية، والأندية الوطنية؛ نذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

      ــ الرسالة الصادرة في شهر أبريل 2018، بخصوص المهزلة التي عرفتها النسخة 31 من طواف المغرب لسباق الدراجات، والمتمثلة في انسحاب الفريق الوطني قبل انطلاق الدورة العاشرة الرابطة بين أكادير والصويرة، وما تلاها من تصريحات للفريق المنسحب، تفضح ممارسات وتصرفات في حق الدراجين المغاربة، من قبل المسؤولين على القطاع، أقل ما يمكن أن توصف بها، أنها لا مسؤولة وشاذة؛ تزكيها ما خرج به المكتب الجامعي من قرارات مجحفة في حق أعضاء الفريق الوطني؛

      ــ رسالتنا الصادرة بتاريخ 24 نوفمبر 2021 تحت عدد 118/ 2021، في موضوع طلب افتحاص مالية فريق الرجاء الرياضي البيضاوي لكرة القدم؛

      ــ رسالتنا الصادرة بتاريخ 31 غشت 2021، في موضوع طلب افتحاص مالية الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم؛ بل والذهاب إلى حد مطالبة مؤسسة النيابة العامة ـ مع استحضار مبدأ قرينة البراءة ـ إلى دراسة إمكانية متابعة ع.م من أجل خيانة الأمانة، حال توافر الركنين المادي والمعنوي لهذا الفعل الجرمي؛

      ــ بياننا الاستنكاري/التنديدي، الصادر بتاريخ 16 ماي 2022، تحت عنوان معبر: “من أخلاق الرياضة وطُهْرِ اللعب، إلى التخريب وشغب الملاعب!“؛ وذلك عقب أحداث الشغب، التي عرفتها أحياء وشوارع مدينة خريبكة، عقب مقابلة كرة القدم بين سريع واد زم والرجاء الرياضي البيضاوي؛

واليوم ـ وما أشبه اليوم بالأمس! ـ نجد أنفسنا مضطرين مرة أخرى، داخل المنتدى الوطني لحقوق الإنسان،

 إلى التذكير وبإلحاح كبير، مع المطالبة القوية، وطرح أسئلة مستفزة تسائل واقع الرياضة ببلادنا.. بما يلي:

1/ أ ولم يكن من الممكن، والكل يعلم بأن المركب الرياضي الذي احتضن لقاء الرجاء والأهلي، يعرف بعض التصدعات والتشققات على مستوى المنطقة 6، مما حدا بالسلطات العمومية مشكورة، في وقت سابق إلى إغلاق المدخلين رقم 22 و20، المتواجدين بالمدرج الشمالي للملعب، لدواعي أمنية، ان يتم نقل المقابلة إلى ملعب آخر، الملعب الكبير بمراكش على سبيل المثال؟؟؟

أ ولا، يرى من يهمه الأمر، أن سوء التنظيم هذا، سيؤثر سلبا لا محالة على ملف التنظيم الثلاثي المشترك ،بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، لكأس العالم 2030؟

 2/ ضرورة فتح مؤسسة “النيابة العامة” لتحقيق نزيه ومحايد ومعمق، بهدف كشف أسباب وظروف وملابسات، وفاة المشجعة الرجاوية نورا، وكذلك الإصابات التي طالت مجموعة من المشجعات والمشجعين، خاصة وأن الأخبار تتحدث عن فقد شاب ليده..

3/ الوعي التام بأن النتائج الباهرة، التي حققها فريقنا الوطني لكرة القدم، في مونديال قطر 2022 ـ باحتلاله للمرتبة الرابعة عالميا، بتركيبة غالبيتها الكبرى، من أباء الجالية المغربية بالمهجر ـ لا يمكن أن تحجب علينا الفساد المستشري الذي تعرفه الرياضة الوطنية عامة، وكرة القدم على الخصوص، تسييرا وتدبيرا وتنظيما وبرمجة وتحكيما.. إلخ؛    وما فضيحة تذاكر المونديال ببعيدة؛ والتي نلح على ضرورة كشف ما وصل إليه التحقيق، الذي تبناه السيد رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم من نتائج، مع تقديم كل من تبث تورطه في هذه الفضيحة العدالة؛

4/ التشبث القوي بمضامين بيانات ورسائل المنتدى الوطني لحقوق الإنسان الواردة أعلاه، مع الإلحاح على ضرورة تدخل النيابة العامة على الخط للقيام بواجباتها كاملة؛ ولهذا الغرض سيتم بالموازاة مع نشر هذا البيان، إعادة إرسال إصداراتنا المشار إليه أعلاه، إلى رئاسة النيابة العامة لدى محكمة النقض بالرباط؛

5/ دعوة القطاعات الحكومية المختصة، كل في مجال مهامها الإدارية، إلى ضرورة القيام بالأبحاث الضرورية النزيهة لتحديد المسؤوليات، واتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة، في مَن كان سببا في إزهاق روح المشجعة الرجاوية نورا؛

6/ مساءلة الشركة المنظمة المكلف بالملعب مكان الفاجعة، بالدرجة الأولى؛ واتخاذ الإجراءات الإدارية والمالية والقضائية في حقها، حال تبوث تقصيرها في القيام بمسؤوليتها كاملة دون نقصان؛

7/ إدانتنا بشدة، لعدم حضور أي ممثل عن المكتب المسير من نادي الرجاء ـ كما تداولت ذلك قصاصات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي ـ لتشيع جنازة الفقيدة نورا التي لم تبخل بالحضور في مقابلة الذهاب بالقاهرة ـ كما يروج ـ لتشجيع ناد تفانت في حبه.. وتنكرت لها قيادته، حتى في مجرد تقديم العزاء لعائلتها الصغير والكبيرة؛

8/ تساؤلنا ـ في استغراب كبير ـ عن مصير التقرير “أبو خمسة وستين صفحة”، المنجز من قبل قضاة المجلس الأعلى للحسابات، خلال زيارتهم الأخيرة لملعب كرة القدم، الذي شهد هذه الفاجعة.. وهو التقرير الذي رصد عددا من الاختلالات  والأعطاب القاتلة، والتي تضمنتها عناوين بارزة ومستفزة لكل ضمير حي..؟ وإلى متى ستظل تقارير المجلس الأعلى للحسابات.. مجرد حبر على ورق؟ وهل بهكذا تقارير يتم إقبارها فور صدورها، سنساهم في تخليق الحياة العامة، ومحاربة الفساد والمفسدين؟

9/ دعوتنا الجهات المسؤولة عن كرة القدم، بما في ذلك الجامعة الملكية لكرة القدم والأندية، إلى ضرورة مصاحبة الجماهير الرياضية، وكذا الاستجابة لمطالبها، في التغير والذي لطالما صدحت به حناجرها داخل الملاعب؛ وأخص هنا بالذكر “الشعب الرجاوي” ـ كما يحلو للجماهير الرجاوية تسمية نفسها بذلك ـ والذي أصبح يتحدث بملء فيه،عن تبديد أكثر من 17 مليار من ميزانية نادي الرجاء العالمي، في أسابيع معدودات.. وعن انتذابات مشبوهة.. وعن تسيير قزم لا يرقى لمستوى جمهور عظيم، وناد عملاق، رفع الراية الوطنية خفاقة قاريا ودوليا؛

 10/ المطالبة بالإقفال الفوري لملعب كرة القدم، الذي شهد هذه الفاجعة، التابع للمركب الرياضي محمد الخامس، ونقل مقابلات كل من الرجاء والوداد، خارج الدار البيضاء؛ مع ضرورة الإسراع بمشروع الملعب الكبير لكرة القدم بالدائرة الترابية لابن سليمان؛

11/ التأكيد على أن ما وصلنا إليه، من تراجع على مستوى القيم والمبادئ والأخلاق، نتحمل فيه جميعا المسؤولية (سلطات عمومية، ومنتخبين، وهيئات مجتمع مدني، بما في ذلك الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية)؛ ووعيا منا بواقع الحال هذا، فإن المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، يظل باسطا ذراعيه، للانخراط بدون قيد ولا شرط، في أية عملية بناء، تصب في اتجاه تطوير وتأطير وتثمين الرأسمال البشري، الذي هو محور أية تنمية؛  

الدار البيضاء في: 30 أبريل 2023

المكتب التنفيذي للمنتدى الوطني لحقوق الإنسان

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *