
اعداد عبد الرحيم لعماري
(ولد يوم 19 نوفمبر 1925 – 9 يناير 2017) .
نشر بومان ما يقارب السبعة والخمسين كتاب ولديه أكثر من مائة مقال.. وأغلب كتاباته كانت تحوي على مواضيع متشابهة مثل: العولمة، الحداثة وما بعد الحداثة، المادية (الاستهلاكية)، وعن النظام الأخلاقي:
الحداثة السائلة، الحياة السائلة، الخوف السائل، الحب السائل، الثقافة السائلة، الرقابة السائلة، الأزمن السائل…
المشروع السائل لدى باومان:
“عكس الجسم الصلب، لا تستطيع السوائل حفظ شكلها حينما تُضغط أو تُدفع عن طريق قوة خارجية”. فالروابط بين جسيماتها ضعيف جدا لتقاوم…تلك هي سمة الأكثر إضرار لنوع التعايش البشري النموذجي للحياة السائلة.”
ثم يضيف:
“ما قرّرت أن أسميه بوضوح (الحداثة السائلة) إنما هو الإيمان المتنامي بأن التغير هو الثبات الوحيد، وأن اللايقين هو اليقين الوحيد؛ إذ كانت الحداثة في المئة عام الماضية تعني محاولة الوصول إلى حالة نهائية من الكمال، أمّا الآن فإن الحداثة تعني عملية تحسين وتقدم لاحد لها، من دون وجود حالة نهائية في الأفق، ومن دون رغبة في وجود مثل هذه الحالة”.
ثم يقول عن التدوير بين الإستهلاك والنفايات:
“ما من شيء يولد هاهنا ليعيش طويلا، ومن شيء يموت موتا مؤكدا، وما دامت الموت والحياة قد فقدت التفرقة التي تضفي عليها المعنى، وكانت هذه التفرقة هي التي تطبع الزمان بطابع الخطية، فلم يبقى لأي ثنائية أن تحتفظ بالمعنى..”، فحسب باومان أن حياة المرء محدودة بين إنتاج السلعة و بين إعادة تدويرها.
ثم يعرف الموضة حيث يقول:
تتمحور ظاهرة الموضة حول فكرة أن كل شيء نبتاعه ينبغي تجاوزه وركنه سريعاً في زاوية المخلّفات ، وقد يكون لدينا الكثير من الملابس الجيدة – مثلاً – والتي لاتزال مناسبة للإرتداء؛ ولكن لأنها صارت عتيقة وخارج نطاق الموضة السائدة فقد بتنا نشعر بالخجل من ارتدائها ثانية كما صار الخوف يتلبّسنا خشية رؤيتنا ونحن مرتدون لتلك الملابس !! : قد ينظر المدير في العمل إلينا في مكتبه ويرمقنا بنظرة ساخرة من فوق إلى أسفل ثم يتساءل متعجّباً ” كيف تجرؤون على الظهور بملابس مثل هذه ؟ ” ، وكذا الأمر مع الأطفال إذا ما ذهبوا إلى المدرسة وهم مرتدون ملابس السنة الماضية ؛ إذ سيكونون عرضة للتشنيع السخيف الذي لايطاق. ثمة ضغط هائل علينا لكي نتماثل في سلوكنا مع السلوك الجمعي للآخرين”.