تغريدة من خارج السرب ام سباحة عكس التيار ؟

بقلم ابو ايوب


دولة الامارات العربية تعترض على تعيين الامين العام الاممي غوتيريش ، لوزير الخارجية السابق الجزائري صبري بوقادوم كمبعوث أممي في الملف الليبي . اختيار انطونيو غوتيريش لبوقادوم السفير و الممثل للجزائر بالامم المتحدة سابقا ، له مبرراته من زاوية ما راكمه من خبرات في العمل الديبلوماسي بالتالي الترشيح لم يأتي من فراغ . تجدر الاشارة الى ان المرشح الجديد لخلافة الاسباني الذي انتهت مدة انتذابه ، لعب دورا محوريا في انجاح مؤتمر برلين حول ليبيا ، و هو في نفس الوقت الذي ساهم بقسط وفير في اقبار اتفاقية الصخيرات و الغاء اي دور للمغرب في الملف الليبي .
تصويت 14 دولة في مجلس الامن الدولي لم تعترض على الترشيح لصالح الوافد الجديد ، قابله رفض او تحفظ او اعتراض اماراتي ، و هذا ما شجع غوتيريش على التمسك بمرشحه حرصا منه على ملئ الفراغ بعد انتهاء انتذاب الاسباني ، بالتالي سؤال يفرض نفسه حول معنى الموقف الرسمي لدولة الامارات العربية ، و ما تناسل عنه من فرضية ضغوطات مارسها اللوبي الاسرائيلي ، في محاولة منه لجر ليبيا الى التطبيع على غرار الامارات و البحرين و السودان و المغرب ، في ظل انباء متواترة عن محاولات جارية لاستقطاب تونس ؟ .
ارتباطا مع المساعي الاسرائيلية الحثيثة لنيل صفة عضو مراقب بالاتحاد الافريقي ، و ما تلاه من بوليميك و تطورات و تجاذبات افضت في الاخير الى ارجاء العضوية ، او تعطيلها و لم لا ادخالها الى الثلاجة تحت تاثير الضغوطات التي مارستها الجزائر موطن المرشح الجديد ، تتوضح الرؤى حول الدور المحوري الذي بدأت تلعبه الجارة الشرقية في ملفات المنطقة ( ليبيا.تونس.النيجر.مالي.الصحراء….مثال ) .
دور معاكس بالمرة لمصالح الدول المطبعة و على راسها دولة الامارات ( الاخيرة تورطت مباشرة ماليا تسليحيا…الى جانب كل من مصر و تركيا و فرنسا بتغلفة اماراتية ، فضلا عن حلف شمال الاطلسي و الدور القذر الذي لعبه في نشر الفوضى في شمال افريقيا و دول الساحل و الصحراء) ، بما شمل دورها في موريتانيا و محاولات الاستثمار في الموانئ الموريتانية من اجل استقطابها ( للاشارة موريتانيا ارتبطت سابقا بعلاقات رسمية مع اسرائيل ، و بمجيئ محمد ولد عبد العزيز جمدت كل علاقاتها و طردت البعثة الاسرائيلية ).
بالتالي هو دور محوري يتعزز باستمرار و ما يعزز الطرح ، الاتفاقية السداسية( تونس.التشاد.النيجر.مالي.الجزائر.نيجيريا) ، بخصوص الطريق السيار العابر للصحراء( SAHARAN HIGHWAY) ، و هذا ما يشكل عزلا في حد ذاته للمغرب بعدما تم اقصاءه من لعب اي دور في الازمة الليبية( عدم دعوته لمؤتمر برلين رغم رصيده الاممي من خلال اتفاق الصخيرات ، عزل و نعي دور تعتبر مقدمة لعزل اكبر خصوصا فيما له ارتباط بالمشروع الصيني العملاق( حزام و طريق احياءا لمشروع طريق الحرير ).
اليوم تتوضح الرؤيا اكثر فاكثر ارتباطا ، سواء بالدور الذي يلتبه الحليف التقليدي لروسيا بافريقا ، او بسير العمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا و ما تولد عنها من انتصار روسي ساحق رغن الانكار الرسمي الغربي ، ناهيك عما انتجته من تداعيات و تهديدات روسية لكل من بولونيا و السويد و فلندا…و ما تبعها من حرب غاز و غذاء شملت كل الدول الاوروبية دون استثناء ، و ما استتبعها ايضا من تهديدات صينية شملت تايوان و اليابان و التواجد البحري الامريكي ببحر الصين الجنوبي ، فضلا عن الملف النووي الغربي الايراني و مفاوضات الدوحة بقطر….ربما ايذانا بحرب عالمية ثالثة لا قبل للغرب بها باعترافه نفسه.
الحقيقة المرة التي يجترها الغرب اليوم و يحاول التعايش معها ، ما دأبت على ترديده من حقيقة تمدد محور و حلفاء على حساب مصالح حلف و ادوات يتبدد و يتحلل ، و تحلله هذا و انهياره ما هي الا مسالة وقت بعدما كشر الدب و من وراءه الثنين مؤازرين بدعم و تعاطف و اسناد مجموعة دول البريكس( البرازيل.الهند.جنوب افريقيا…..و قريبا ايران و الجزائر و لم لا حتى فينزويلا اول احتياطي عالمي للنفط ، بالتالي حرب اليوم هي حرب طاقة و غذاء …) .
دليلي زيارات مادورو و تولي اليسار السلطة في كولومبيا و بوليفيا …..بامريكا اللاثينية التي كانت تعتبر الى وقت قريب الحديقة الخلفية لامريكا ، و تصريحات بوتين…، لذا ما على الحلف و الادوات الا بربط الاحزمة كخيار اوحد وحيد ، فزمن الغرب قد ولى و من يدور في فلكه في خسران مبين ، و اول الغيث قطرة و قطرتنا اليوم من اعترضت او رفضت او تحفظت على الترشيح و الايام بيننا ( مقال مدن من زجاج خير مثال). اسعدتم اوقاتا كل بحسب تموقعه الجغرافي ، و ان غدا لناظره قريب او قاب قوسين و ادنى .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *