زمن العنتريات و الفانطازيا ولى

بقلم ابو ايوب :

وجهة نظر وفق نص و روح ميثاق الأمم المتحدة ” الأزمة الأوكرانية مثال)…كيف ذلك ؟
الفرق بين ما قامت به امريكا في العراق و دول عديدة عبر العالم ، و ما قامت به روسيا بأوكرانيا من قضم و ضم اثار حفيظة العم سام .اذ ليس بحسب الاهواء و لغة المصالح يفسر ميثاق الأمم المتحدة ، بقدر ما هو ملزم تفسيره بمنطق نص و روح الميثاق نفسه. الاجماع الغربي على التنديد بما قامت به روسيا من ضم لاربع مناطق شرق اوكرانيا ، و ما نتج عنها من سيطرة روسية كاملة على بحر آزوف و تامين جزيرة القرم ، بالتزامن مع الاعلان الرسمي لانضمام تلك المناطق لروسيا بحسب ما اسفرت عنه نتائج الاستفتاء ( حق تقرير مصير الشعوب مكفول بحكم روح الميثاق الأممي ) ، و وصف الغرب للخطوة الروسية بغير الشرعية و هو نفس الموقف الذي صدر على لسان الأمين العام الأممي السيد انطونيو غوتيريش اول امس ، قلت الاجماع الغربي…….لا يعدو كونه سوى زئير اسد هرم جريح
بهكذا تصريح يكون الأمين العام الأممي السيد غوتيريش قد فقد مصداقيته و معه كامل المنظومة الغربية ، ليس فقط من موقفه الانحيازي لامبراطورية مورغان ” دولة العم سام” و التماهي مع سياساتها في ادارة الشؤون و الازمات الدولية ، بل فقد مصداقيته كذلك وفق نص و روح ميثاق الأمم المتحدة نفسها و التي هو أمينها العام ، فالمنصب يستلزم بالضرورة العلم و الالمام بمواد و مواثيق الميثاق الأممي ، كما ان لديه مستشاروه القانونيين …بالتالي وجد الامين العام نفسه في ورطة ان لم اقل في موقف حرج و محرج بجهله للميثاق في الآن ذاته …كيف ذلك ؟
خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاجأ الأمين العام الاممي و من وراءه المنظومة الغربية باكملها ، عندما اثار حق روسيا فيما اقدمت عليه باوكرانيا من منطوق الميثاق الأممي و الشرعية الدولية ، و قد اشار بالضبط الى المادة 106 و المادة 107 من ميثاق الأمم المتحدة ، مادتان تسمحان لروسيا بصفتها الخليفة القانوني للاتحاد السوفياتي الفائز في الحرب العالمية الثانية ، الحق في اتخاذ جميع التدابير بما في ذلك العسكرية ضد كل من المانيا و المجر و النمسا و رومانيا و بلغاريا ، فلندا و كرواتيا و سلوفينيا و جمهورية التشيك. لاتفيا.استونيا.ليتوانيا.اوكرانيا ، و ذلك للتصدي و اجهاض محاولات احياء النازية ، بالتالي يحق لروسيا ملاحقة و متابعة النازيين في كل مكان من العالم ( وفقا لميثاق الأمم المتحدة في مادتيه 106/107).
للاشارة ، المادتين تمنحان للمنتصرين في الحرب العالمية الثانية – الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا العظمى و كذلك الصين ، الحق في اتخاذ اي اجراء ضد الدول التي حاربت ضدهم ، من اجل منع الاجراءات التي تهدف الى مراجعة نتائج الحرب العالمية الثانية ، ما يعزز الطرح الروسي حكم محكمة نورمبرغ بالمسؤولية الجنائية على كل من قاتلوا ضد الأمم المتحدة و ارتكبوا جرائم الابادة الجماعية ( اشارة بوتين الى الابادة الجماعية التي تعرض لها الشعب السوفييتي ابان الحرب) ، و على الخصوص الحق هذا يسمح باستخدام القوة العسكرية ضد هذه الدول .
بالتالي و للقيام بالاجراءات المتخذة ، يكفي اخطار البلدان الثلاثة الاخرى الفائزة فقط و ليس للحصول على موافقتها ، كما يحق كذلك استخدام القوة ضد الدول التي ترغب في اعادة بناء نظام يالطا-بوتسدام في اوروبا ، و هي اشارة واضحة لكل من المانيا الداعمة الاولى اوروبيا لأوكرانيا ، و لباقي دول شرق و وسط اوروبا كالمجر و رومانيا و بلغاريا و النمسا و كرواتيا ….اي الدول التي عملت خلال الحرب كمحميات لبوهيميا و مورافيا .
بتقديري و بحسب منطق الاشياء ، ما اقدمت عليه روسيا باوكرانيا يعتبر اكثر شرعية مما اقدمت عليه امبراطورية مورغان ( وفق ميثاق الامم المتحدة ) ، رغم ان القاسم المشترك بين الخطوتين غياب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي . كما بالامكان الجزم من جهة ، بان أمر الضم و القضم الروسي اصبح واقعا لا رجعة عنه و من يعتقد غير هذا فهو واهم حالم ، لا لشيئ الا لكون الخطوة الروسية مدعومة و مسنودة بالمادتين 106/107 من ميثاق الامم المتحدة ، خلاف ما اقدمت عليه امريكا في غزوها للعراق مثالا لا حصرا ، و انه في نفس الوقت يعتبر توطئة و مدخلا لادخال اصلاحات و تعديلات على المنظومة الأممية بما يتماشى مع عالم جديد متعدد الاقطابة، عالم يتشكل آخذ في التبلور على حساب العم سام من جهة ثانية .
و الى أن يتجدد اللقاء ….استودعكم في حفظ من لا تضيع ودائعه …..انعمتم اوقاتا .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *