الذكرى الثامنة لحادث ” الكراطة “

ابو نضال

خلال الندوة الصحفية لرئيس الفيفا السيد ايفانتينو يوم الجمعة 16/12/2022 بقطر، أعلن بأن المغرب سيستضيف مونديال الأندية بين 1 و11 فبراير 2023 . و بمجرد ما علمت أجهزة الاعلام الوطنية الرسمية الخبر حتى اقامت الدنيا و لم تقعدها بهذا الفوز و الشرف العظيم  . و في تحليلها للخبر  قالت بأن هذا الاختيار يعود بالأساس الى حسن تنظيم دورتي 2013 و 2014 .

لا ندري هل تقدم المغرب بطلب لاستقبال هذا الحدث الدولي  ام ان في الامر شيء له ارتباط بفضيحة التحكيم في مباراة نصف نهاية مونديال قطر بين المغرب و فرنسا ؟  . لكن هل تم نسيان حادث الكراطة الذي نحتفل اليوم بذكراه الثامنة ؟

للإشارة فالمغرب استضاف دورتي 2013 و 2014 لمونديال الأندية . و المنطق يقول بأن بعد كل تظاهرة تنعقد جلسات للتقييم  . فما هي أوجه النجاح ومكامن القصور التي ميزت الدورتين ؟ هل تم التقويم بعد التقييم ؟ لن نتحدث عن الدورة الأولى التي عاش فيها الجمهور المغربي على وقع لعب فريق الرجاء المقابلة النهائية . و الذي كان أهم نجاح في هذه الدورة بل انسى عيوب الدورة . لكن الدورة الموالية كانت فضيحة بجلاجل على حد تعبير المصريين .

 ففي مساء يوم السبت (  13 دجنبر 2014) احتضن ملعب الأمير مولاي عبد الله مقابلة ربع النهائي بين فريقي كروز أزول المكسيكي و ويستيرن سيدني الأسترالي. و هطلت امطارا كثيرة على أرضية الملعب  . لكن عملية امتصاص المياه لم تشغل , لا ندري هل الملعب مجهز بهذه الالية  . و إن كان الرد بالإيجاب فقد كانت معطلة في ذلك اليوم . فأصبحت رقعة الملعب عبارة عن بركة مائية كبيرة ان لم نقل مسبحا لكرة القدم . و عوض الاستعانة باليات متطورة لضخ  المياه استعمل المنظمون اليات بدائية من خلال استخدام قطع الأسرة الإسفنجية لامتصاص المياه بالإضافة الى المكنسات اليدوية (الكراطات بالدارجة المغربية).

و حيث انها تظاهرة عالمية فوسائل الاعلام الدولية كانت متواجدة  بشكل كبير لنقل كل ما يتعلق بالحدث حيث فاق عدد القنوات التلفزيونية الناقلة  60 قناة . و  نقلت صوراً اعتبرت مسيئة للمغرب أثناء بثها لأطوار مباراة ربع نهائي كأس العالم للأندية بين بطل المكسيك و بطل استراليا . وهو ما خلف استياء كبيرا لدى الجماهير المغربية الغيورة . و تحولت عملية تجفيف الملعب من مياه الامطار  إلى مادة دسمة لإطلاق النكت ، و الاخبار الممزوجة بالسخرية اللاذعة. لقد كانت فضيحة مدوية بكل المقاييس .

يا لها من سخرية تتعرض لها كبرياء البلد الذي يحاول بكل الوسائل كسب ثقة المنتظم الدولي  والفوز بشرف احتضان نهائيات كأس العالم . وسائل الاعلام  الرياضية العالمية (قنوات و صحف) تنتقد  كيفية قيام المسؤولين بشفط  المياه من الملعب بالطرق البدائية . الشيء الذي جعل المحللين الرياضيين  المغاربة  في مواقف لا يحسدون عليها . هم الذين تحدثوا عن البنية التحتية الرياضية الجد متطورة التي يتميز بها المغرب .

وزير الشباب و الرياضة آنذاك أشار الى انه سيبحث في الموضوع لتحديد المسؤوليات و إن كان له نصيب  من المسؤولية فسيقدم استقالته . لكن قبل البحث اقيل من منصبه . و  لم نسمع عن مسائلته و تقديم الحساب انطلاقا من المبدأ الدستوري ” ربط المسؤولية بالمحاسبة” . بل تمت تنحيته من الوزارة و كأن شيئا لم يكن . و بعد ذلك تمت تزكيته في الانتخابات التشريعية لسنة 2016 و انتخب نائبا لرئيس البرلمان .

ففي الديمقراطيات الغربية و بمجرد ما تظهر بوادر أية فضيحة  حتى و ان كانت بفعل فاعل يقدم المسؤول استقالته على التو و يضع نفسه رهن المسائلة الإدارية و القضائية .  و يبتعد عن السياسة و عن التدبير العمومي بصفة نهائية .اما في بلادنا فالفضيحة بجلاجل . و عرضت البلد لموجات من  السخرية  في سائر دول المعمور . و مع ذلك شنف السيد الوزير اذان المغاربة بانه سيبحث عن قميص يوسف الى ان جاء القرار من السلطات العليا .

اليوم و بعد مرور ثماني سنوات على  حادث ” الكراطة ” لا نعلم اين وصلت التحقيقات ، و ماذا استنتجت فرق التحقيق ، و بماذا أوصت ؟ من المسؤول عن الفضيحة ؟ ما هو نوع العقاب الذي جوزي به ؟

 و حيث ان فاتح فبراير سيشهد افتتاح كاس العالم للأندية نتوخى ان تكون جامعة كرة القدم قد اتخذت ما يكفي من  الاستعدادات حتى لا نعاود نفس الحادث في ذكرى وقوعه الثامنة .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *