و شهد شاهد من أهلها

بقلم ابو أيوب
التاريخ الأسود لفرنسا التي نتباهى بحضارتها و نتغنى بديموقراطيتها و نتعطر بعطورها و نتنافخ شرفا بالتكلم بلغتها …هو تاريخ خلف مآسي و معاناة و أحزان يندى لها جبين الانسانية و الافارقة في مقدمتهم ، تاريخ دموي لا يقل بشاعة عما قام به هولاكو و الأمريكان في العراق ، و ما قام به الكيان العبري بفلسطين أولى القبلتين و أرض الاسراء و المعراج….
سنة 1917 بعد ان حطت الحرب الكونية الأولى اوزارها ، احتلت فرنسا دولة تشاد و قامت بمذبحة رهيبة في حق المسلمين، حيث قامت بجمع 400 عالما مسلما و قطعت رؤوسهم بالسواطير ، و حينما دخلت مدينة الأغواط الجزائرية سنة 1845 ارتكبت جريمة الابادة الجماعية في حق ثلثي سكانها حرقا بالنار في ليلة واحدة . المؤرخ الفرنسي جاك جوركي وثق للجرائم ضد الانسانية التي ارتكبتها فرنسا في حق الجزائريين منذ استعمارها للبلد سنة 1830 .
احتلت فرنسا الجزائر لمدة 132 سنة…حيث اباد الفرنسيون حوالي مليون مسلم في السبع سنوات الاولى من احتلالهم للبلد ، و مليون و نصف في آخر سبع سنوات قبل رحيلهم …و قدر المؤرخ الفرنسي ان مجموع من قتلتهم فرنسا منذ احتلالها للجزائر سنة 1830 حتى سنة رحيلها عام 1962…حوالي عشرة ملايين مسلم ، فيما دام احتلالها لتونس 75 عاما و موريتانيا 60 عاما و 44 سنة عمر حمايتها للمغرب .
التاريخ الأسود لفرنسا وثق بالادلة اجرائها 17 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية في الفترة الممتدة من 1960-1966، و قد اسفرت التجارب عن عدد غير محدد من الضحايا يتراوح بين 27 الف و 100 الف …و ما تزال آثارها شاهدة على هول المأساة الى يومنا هذا .
حينما دخلت أرض الكنانة مصر في حملتها الشهيرة ، كان الجنود الفرنسيون يدخلون المساجد بخيولهم ، و كانوا يغتصبون الحرائر أمام ذويهم ، كما كانوا يعاقرون الخمر في المساجد بل حولوا البعض منها لاسطبلات خيولهم ، و اليوم يدعون بأن الاسلام دين ارهاب و ان الرسول المصطفى صلوات الله عليه و سلام هو نبي الارهاب .
فرنسا العدل و الاخوة و المساواة …استعمرت 14 بلدا افريقيا و امتهنت تجارة الرقيق و قامت بتصدير العبيد لبعض المناطق التي كانت من ضمن مستعمراتها السابقة بالولايات المتحدة الامريكية ، و لم تقف ساديتها الدموية عند هذا الحد ، بل قامت بنهب الثروات و سرقة الثراث ….حيث قدر مجموع ما نهبته فرنسا بأكثر من 440 مليار دولار …و لا زال النهب متواصلا الى يومنا هذا في كل من دولة مالي ( اكبر منتج للذهب بافريقيا) و جمهورية تشاد ( اول احتياطي افريقي من اليورانيوم) ، و المملكة المغربية( اول احتياطي من الفوسفاط) ، ناهيك عن السينغال و ساحل العاج و جمهورية افريقيا الوسطى…
هذه هي فرنسا بلد العطور و الشامبانيا …بلد الديموقراطية و العدالة و المساواة….و على كل ذي ضمير حي أن يذكرهم بماضيهم الاستعماري المقيت ….ذكروهم بتاريخهم الأسود و بمجازرهم ضد الانسانية و التي لم تسلم منها بعض البلدان الأسيوية ، و ما مآسي الفيتنام و الكومبودج ….الا خير شاهد على هول ما ارتكبته من فضائع و ما خلفته من فواجع و مواجع…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *