امو …؟

بقلم: فوزي حضري

في الوقت الذي كان فيه المغاربة منشغلون بمتابعة مباريات كأس العالم بقطر ،وفرحون بالنتائج الأيجابية التي كان يحققها منتخبنا الوطني لكرة القدم .
في هذا الوقت بالذات ،كانت رسائل الكترونية تُرسل للمواطنين عبر هواتفهم الشخصية تخبرهم بأنهم تم تحويلهم من نظام المساعدة الصحية راميد إلى نظام التغطية الصحية الإجبارية أمو amo .
لم يتساءل أحد حينها عن الصيغة ولا عن الطريقة التي سيستفيدون منها من هذه التغطية الصحية ،هل هي مجانية كما كان معمولا به في السابق مع نظام راميد أم هو انخراط مؤدى عنه ؟ فالكل كان منشغل بالمنتخب والكل كان يشجع المنتخب والكل كان يردد شعار واحد فقط ،شعار سير سير سير لدرجة أن من كان حينها يناقش أمورا أخرى غير براعة بونو في التصدي للكرات وروعة تمريرات ومراوغات زياش وسرعة وقوة لمرابط ودهاء راس لافوكا…كان يوصف بالغير الوطني وبالمُنغص لفرحة المغاربة بالإنجاز التاريخي للمنتخب …
اختتمت فعاليات بطولة كأس العالم ، ومعها اختتمت فعاليات الفرحة المؤقتة للمواطن البسيط ، وبانتهاء هذه الفعاليات ،عاد لاعبوا منتخبنا لأنديتهم بعدما تم تكريمهم بأوسمة ملكية وتعويضات مالية خيالية على ما حققوه وعدنا نحن المشجعون لعاداتنا اليومية ولحياتنا الحقيقية التعيسة ،لكن وعكس لاعبوا منتخبنا ،عدنا دون أوسمة ولا تعويضات خيالية بل عدنا بجيوب سراويلنا المثقوبة وبرسائل الكترونية انتبهنا لتونا بوجودها بهواتفنا .
هي رسائل مختصرة ومبهمة ،تحمل في طياتها طَبْخة طُبِخت ونحن في عز فرحتنا بمنتخبنا ،طبخة فُرضت علينا دون استشارة منا ، طبخة جعلت الكل يتساءل ويستفسر عن محتواها وهو متخوف عن مصير تغطيته الصحية المجانية، لكن دون إجابات شافية ومقنعة من ذوي الاختصاص أو من طباخي مطبخنا السياسي .
هذا الغموض في هذا الإجراء الحكومي الذي تم تعميمه دفعة واحدة دون إجراءات مواكبة على أرض الواقع ،فرض على المواطن التوجه لمكاتب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عله يجد جوابا لاستفساراته وتخوفاته .
لكن ،جولة خفيفة من أمام مقرات مكاتب هذا الصندوق المسمى وطني وكيف يتعاملون مع المواطنين ،تشعرك وكأنك لست في وطنك ،تشعرك وكأنك في بلد غير بلدك ،اكتضاض وتزاحم وسوء تعامل ،وعشوائية في التسيير وطول انتظار قد يصل لأيام من أمام باب هذا المكتب وتحت أشعة الشمس وتغيرات الجو دون احترام لا لكبير في السن ولا لمريض ولا لبعيد قطع عشرا الكيلمترات…فقط لتستفسر لكن دون إجابات شافية باستثناء عناء ومذلة الانتظار والازدحام أمام أبواب مغلقة .
وهنا يجب أن نتساءل عن دور الأحزاب والحقوقيون والنقابات والمجتمع المدني في التطرق لمثل هذه القضايا والوقوف إلى جانب المواطن البسيط الذي أصبح في حيرة من أمره بخصوص مصير حقه في التغطية الصحية المجانية ؟
وهل هم على اطلاع بما يقع من أمام مقرات مكاتب الضمان الاجتماعي من اكتضاض وسوء معاملة وطول انتظار ،أم أنهم دايرين عين ميكة على هاذ الوضع ،أو لأن الانتخابات مازال بعيدة ؟ .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *