بين شعار خاوة خاوة و واقع العداوة

ابو نضال

كلما فتح ميكرفون قناة او إذاعة مغربية لاي مواطن جزائري للحديث عن مقابلة رياضية تجمع بين المنتخبين . او بين فريقين بين البلدين في اطار البطولات الافريقية  ،  الا و قال اللازمة المشهورة “احنا خاوة خاوة” و قد يضيف “que le meilleur gagne  ” هي شعارات تنم على  ان هناك بالفعل اخوة تابثة بين الشعبين الشقيقين . و الروح الرياضية بين الجمهورين و لاعبي البلدين . لكن هل الشعار حقيقة تابثة ام مجرد شعار سرعان ما يثبث نقيضه على ارض الواقع ؟

فخلال إياب نهاية دوري ابطال افريقيا التي جرت اطوارها بالديار الجزائرية  يوم فاتح مايو 2015   بين وفاق اسطيف و الرجاء البيضاوي و التي حسمها الفريق الجزائري بالضربات الترجيحية . لم تنتهي بما كان منتظرا من المقابلة من روح رياضية و فرجة كروية . بل تدخل الجمهور و اللاعبين الذين مارسوا العنف  على الفريق الضيف . و بعد ذلك جاء في تصريح رئيس وفاق اسطيف حسان حمار ” قلنا ليهم  احنا بوليزاريو”  ترى ما يجمع بين فريقين رياضيين هل الروح الرياضية و المنافسة الشريفة ام العنف  و عناصر الفرقة ؟ انتهت المقابلة بما انتهت اليه و لم نرى شعار “خاوة خاوة ” يتحقق على ارض الواقع . بل عبارات الحقد و الكراهية التي مورست من طرف الجمهور . ترى هل كان هناك دخلاء بالمدرجات لتاجيج سموم الفرقة  ؟ ام ان واقع الحال بما يحمل من عقد نفسية تاريخية هو الذي افسد نهاية  اللقاء ؟

و خلال اللقاء الذي جمع بين المنتخبين المغربي و الجزائري في منافسات كرة القدم باسم الألعاب المتوسطية المقامة بالجزائر  25 يونيو الى 5 يوليوز  2022  نال الفريق المغربي من العنف اللفظي  و السباب ما لم تجد له مكانا في قاموس الدين واللغة و الاخوة و الجوار . بل كا سبا و قذفا مباشرا يسري سمومه في الجسد فيسقط  اللحم قبل ان يأتي على العظم  كذلك.  . فهل كان الفريق الجزائري ليقبل  بسماع  نفس السباب ياتيه من المدرجات  إن  استقبله المغرب ؟

و وجد البعض عذرا للجمهور الجزائري الذي كان يشجع فريقه فتطورت الاحداث . لكن سرعان ما كذبت شواهد الامتحان هذا الطرح . إذ في نفس الألعاب سيقابل المغرب تركيا في مقابلة لنيل الميدالية البرونزية . حيث شنف جمهور المدرجات المتكون في اكثريته من الجزائريين لاعبي المنتخب المغربي بنفس عبارات السباب خلال المباراة الأولى . فهل هذا النوع من التشجيع يكرس شعار خاوة خاوة؟

 وخلال لقاء النهاية الذي جمع المغرب بالجزائر برسم كأس العرب لفئة اقل من 17 سنة في الفترة الممتدة ما بين 23   غشت  2022 و8 سبتمبر 2022  سمع اللاعبون المغاربة  ما لم يسمعوه في حياتهم  من الجمهور الجزائري في المدرجات . و بعد نهاية المباراة اندلعت مشاداة خطيرة بين اللاعبين دون تدخل من طرف المنظمين . فأصيب مجموعة من اللاعبين المغاربة و اللجنة المنظمة تتفرج على الاحداث . الشيء الذي ينم على ان هناك شيئا ما كان ينسج في الخفاء لتكريس العداوة علما ان لاعبا دون 17 سنة يعتبر طفلا . و رد الفعل من السلطات الجزائرية و من الرئيس تبون الذي اثنى على لاعبيه بالقول كنتم اسدا في الميدان . فماذا يعني هذا الكلام ؟ هل يعتبر العنف الذي مورس على المغاربة اثناء المباراة و بعد نهايتها عمل أسود ؟

  لنخلص الى ان خاوة خاوة يجب ان يجسد على ارض الواقع و بالخصوص في المدرجات . عوض استغلال اي مناسبة لنفث سموم العداوة و الكراهية و التفرقة بين جارين يجمع بينهما اللغة و الدين .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *