fbpx

عنكبوت السيرك لفرقة كانديلا ارت

عنكبوت السيرك
فرقة كانديلا ارت
بقلم: رشيد بلفقيه
ينشأ الصراع الدرامي في كل عرض مسرحي في العادة بوصفه حصيلة التفاعلات بين قوى متصارعة صراعا دراميا، وهو وفق التصور الهيجيلي فعل درامي لا يعول على السكينة والهدوء، أو على إنجاز بسيط لهدف محدد، بل يجري في فضاء مشيد من صدامات، تتولد عنها أفعال تؤدي في لحظة معينة إلى السكينة والهدوء الضروريين.
وفق هذه الرؤية ينشب الصراع في عرض “عنكبوت السيرك” لفرقة كانديلا آرت، بين عناصر الشخصية الثلاث (الأنا والهو والأنا الأعلى) في مونولوجات مروض الحيوانات(بطل العرض) وهو يبحث عن أجوبة لأسئلته المريرة، وعن مبرر لحرب لا تشبه الحروب القديمة التي يعرفها الجميع، حرب بلا طبول ولا رايات ولا جيوش، تربك حساباته كلها، وتجعله يصرخ “اللعنة على هذه الحرب، ولكن عن أي حرب أتحدث؟ أي حرب هذه التي نعيشها الآن؟ حرب ضد مجهول، حرب ضد متخفِّ، حرب ضد شيء وهو لا شيء، حرب ضد لا شيء وهو شيء”.
حرب غريبة لا قبل للأجيال الحديثة بها، ضد أعداء متخفين لا تشكل ملموس لهم، حرب يصفها هو نفسه بأنها “حرب الخفافيش، والأفاعي، حرب لا تسمع فيها إلا همسا، ووشوشة، ولا ترى فيها من أحد سوى الفراغ. فراغ قاتل، وخواء يصدح صداه في الأفق معلنا حالة استسلام “.
يظل البطل في وحدته، يتساءل ويتساءل ويتلوى ويصارع وحدته والفراغ المحيط به بحثا عن أجوبة، ولا أجوبة تكسر طوق الصمت المطبق الذي يحيط بالجميع …

اترك رد