fbpx

المؤرق المحرق من اخبار

ابو ايوب
محور جنوب افريقيا نيجيريا الجزائر كينيا ….الدول الأكثر تأثيرا في قرارات الاتحاد الافريقي + اثيوبيا و انغولا ، اليوم السبت و اثناء انعقاد الدورة العادية 36 للرؤساء و رؤساء الحكومات الافريقية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابيبا ، تمكنت دول المحور هذا من طرد اسرائيل نهائيا و رفض عضويتها بصفة مراقب في الاتحاد القاري ، حلم لطالما عولت عليه اسرائيل للتغلغل اكثر في اوصال افريقيا …خبر نزل كالصاعقة على صناع القرار بتل ابيب التي سارعت الى التنديد به و شجبه ، متهمة الجزائر و جنوب افريقيا بالوقوف وراء الطرد و المنع من حضور اشغال قمة الرؤساء الافارقة و رؤساء الحكومات
افريقيا اليوم بزعامة مجموعة جي 4 ( ج.افريقيا.نيجيريا.الجزائر.اثيوبيا) ، تسعى جاهدة للحفاظ على استقلالية قرارها السياسي السيادي بما يخدم مصلحة الشعوب الافريقية ، و هي في هذا تريد القطع النهائي مع مخلفات الارث الاستعماري و التقرب اكثر مع كل من الصين و روسيا العضوتين في مجموعة البريكس ، و التي تشكل جنوب افريقيا احدى دعاماتها الاساسية الى جانب الهند و البرازيل…و من المرتقب الأكيد ان تتعزز صفوفها بالجزائر التي سيعلن عن انظمامها رسميا اثناء القمة التي ستعقد صيف هذا العام بجنوب افريقيا ، حيث يتضمن جدول الاعمال كذلك احداث عملة موحدة في اكبر تهديد لسيطرة الدولار في المعاملات التجارية الدولية ، و تجدر الاشارة ايضا الى ان مجموعة البريكس أنشأت في وقت سابق بنكا خاصا بها على غرار البنك الدولي و صندوق النقد الذي تتحكم فيهما امريكا .
وأد الحلم الاسرائيلي الساعي الى نيل عضوية بصفة مراقب في الاتحاد الافريقي ليس في صالح المغرب ، و لا يخدم مصالحه الجيوستراتيجية افريقيا ، بل قد يعد هذا نكسة للديبلوماسية المغربية التي فشلت الى جانب دول اخرى في تمكين اسرائيل من عضوية مراقب ، في مقابل الفشل هذا ، بقدر ما نلاحظ سطوع نجم مجموعة جي 4 التي تناوئ المصالح المغربية و هي بالمناسبة الاكثر تأثيرا في صناعة القرار الافريقي ، بقدر ما تتوالى الضغوط الافريقية على المغرب في قضية الصحراء ، لتنضاف الى ضغوط اوروبية تسير في نفس الاتجاه كما جاءت على لسان الممثل السامي للسياسات الخارجية و الامنية بالاتحاد الاوروبي اثناء زيارته الاخيرة للمغرب …
ضغوط افريقية اوروبية تولدت عنها خيبات و تراجع نفوذ ان لم نقل بهزيمة ديبلوماسية مغربية ، ليس آخرها التصريح الرسمي الذي ادلى به وزير خارجية اسبانيا الباريس يوم السبت تزامنا مع انعقاد القمة الافريقية ، حيث اعلن لوكالة اوروبا بريس عن الموقف الرسمي لبلاده من قضية الصحراء الغربية و الذي يتطابق مع الموقف الجزائري من القضية حسب قوله ، اي بمعنى انعراجة ب 360 درجة عن الموقف السابق الذي عبر عنه رئيس الحكومة سانشير شهر ابريل الماضي في زيارته الرمضانية للمغرب .
و في ظل هذه الانتكاسة و على ضوئها ، تجدر الاشارة الى بعض من المحرق و ما تم حبكه من دسائس ، و ما تم زرعه من الغام في طريق المغرب بعدما تمكنوا من تحييد دور الحليف الاسرائيلي ، أولها الدفع بالبوليساريو كدولة للترشح لمنصب نائب رئيس قمة الرؤساء الافارقة و رؤساء الحكومات الافريقية برسم سنة 2023 ، و هو بالمناسبة المنصب الذي قدم المغرب ايضا ترشيحه له ، بالتالي قد يتطور الامر الى تنافس بين دولتين عضوتين بالاتحاد الافريقي ، اللهم الا اذا انسحب احد الأطراف مع العلم بان الامر جد مستبعد من الطرف الخصم ، كما علينا كذلك ان نستحضر الثقل السياسي و الاقتصادي و العسكري الذي تمثله مجموعة جي 4 ، و ما يمثله من ترجيح لكفة الخصم و من مخاطر على مصالح المغرب و تموقعه افريقيا
كما ان هناك تسريبات من عدة مصادر رسمية ، تشير في مجملها الى احتمالية عقد اتفاقيات دفاع مشترك بين كل من الجزائر و جنوب افريقيا و ( الجمهورية الصحراوية ) ، بتوافق تام و دعم من اثيوبيا و كينيا و انغولا و موريتانيا ….، و هذا بالضبط ما لمح اليه زعيم البوليساريو ابراهيم غالي بمناسبة اعادة انتخابه ( رئيسا للدولة الصحراوية) ، متوعدا في نفس الوقت بنقل الحرب الى العمق المغربي من خلال ، عمليات استهداف نوعية باستعمال اسلحة حديثة و طائرات مسيرة ستطال مواقع عسكرية حيوية و حساسة و استراتيجية داخل التراب المغربي ، عمليات من شأنها تسليط المزيد من الاضواء على قضية الصحراء من خلال التغطية الاعلامية الدولية المواكبة لها ، و هو في مسعاه هذا يحظى بدعم عسكري سياسي ديبلوماسي من حلفاءه الاكثر تأثيرا في القرار الافريقي .

اترك رد