…. جهاد الرحم …..
مسرور المراكشي:
قد يبدو هذا العنوان غريبا ومثيرا للكثير من التساؤلات عند القاريء ، و هذا أمر طبيعي لأن مصطلح الجهاد قد تعرض لكثير من الضربات الإعلامية المغرضة قصد النيل منه ، وأخرها تهمة (جهاد النكاح) التي قامت دول عربية في منطقة الشرق الأوسط بنشرها في وسائل الإعلام ، لتجد فيها الدول الغربية فرصة تاريخية تقوم من خلالها بتحريف مصطلح الجهاد عن أهدافه النبيلة ، مثلا لم يعد رد العدوان و طرد المحتل وتحرير الوطن شئ يستحق التضحية من أجله ليصبح الهدف فقط هو ( جهادالنكاح) ..!! ، طبعا هذا كذب و تضليل مكشوف وسلوك جنود المسلمين في كل الحروب معروف منذ القدم ، ولن نرجع كثيرا للوراء فقط سنعود إلى حرب البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي ، لقد اغتصب جنود النصارى من الصرب و الكروات آلاف النساء البوسنيات المسلمات ، في المقابل لم يقم أي مجاهد بوسني باغتصاب النساء الصربيات و الكرواتيات و أتحدى الإتحاد أوروبي أن يأتي بدليل واحد ، هذا لتعلموا مدى سمو أخلاق المجاهد المسلم و انحدار أخلاق جنود النصارى المكبوتين ، ولله الحمد والمنة فكل ذلك موثق في سجلات الأمم المتحدة وليس كلام عاطفي ، هذه مجرد توطئة فقط من أجل إزالة الشبهة عن العنوان (جهاد الرحم ) ، إن موضوع هذا المقال هو صراع من نوع أخر لن تستعمل فيه قنابل ولا طائرات بل لن تسقط فيه حتى قطرة دم واحدة ، هذه حرب قد تنتصر فيها قبل ان تدخلها بالفعل..! ، إنها قنبلة النمو ( الديمغرافي ) حيث يعتبر هذا الأمر كابوس يقض مضاجع الغرب المسيحي والشرق البوذي ، ذلك بسبب قلة عدد المواليد و انقلاب الهرم السكاني لهذه الدول المتقدمة رأسا على عقب حيث أصبحت قمته عريضة و قاعدته حادة ، إنها يا سادة باختصار الشيخوخة داء الأمم ” المتقدمة ” وهي “سلاح دمار شامل” تدمر اقتصاد وتصيب الدولة بالشلل ، لقد أصدر الرسول صلى الله عليه وسلم ندائه التوجيهي للأمة حيث قال : ( تناكحوا تناسلوا أباهي بكم الأمم يوم القيامة ) حديث صحيح وقال أيضا : ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ) ، هذا كلام من لا ينطق عن الهوى ، لكن زمرة العلمانيين و المستشرقين و من والاهم سخروا من هذه الأحاديث الصحيحة ، وقالوا إن الإسلام يعتبر المرأة مجرد (وعاء ) إنجاب ، و قاموا بتصوير أفلام تسخر من المسلم حيث يظهر في صور نمطية على أنه شهواني همه النساء فقط ، لكنهم اليوم وبعد تقدم علوم الإحصاء و علم الدراسات المستقبلية علموا أنهم على شفى الهاوية ، حيث لاحظوا تراجع نسبة الخصوبة و الإنجاب بشكل كارثي مقارنة مع الدول النامية ، لكن لسوء حظ هذه الدول فإن مرض الشيخوخة وصل مراحل جد متقدمة ولا يمكن إيقافه ، عندها تبين لهم ان توجيه نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن كلام فارغ بل خطة استراتيجية ناجعة وضعت قبل أزيد من 1400 عام ، ولهذا قامت الصين مؤخرا بتعديل قانوني يسمح بإنجاب ثلاثة أطفال ، وكذلك اوروبا اعطت تحفيزات مادية مهمة لمن تنجب أكثر من طفل مع تسهيلات اجتماعية ، لكن المفارقة الطريفة هي استفادة الجالية الإفريقية و المسلمة من هذه التحفيزات و عزوف الأوروبيات عن الإنجاب? لكن كل هذه الحلول الترقيعية لن تجدي نفعا في إيقاف العد التنازلي لموت حضارة هذه الدول بعد قرن أو قرنين حسب علم الإحصاء ، كما قال المفكر بن خلدون ( إن الحضارة متى ما وصلت مرحلة ذروة الترف و النعيم ، فإن هذا يهدد بسقوطها و انحلالها..) ، وبناء على ذلك مسرور المراكشي يقول للأوروبيين و الصينيين كما قال الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح”فاتكم القطار” ? لكن مع الأسف كان رد فعل الصين عنيف على النمو السريع للسكان من أصل ” الويغور ” فكانت تعقم فتياتهم قصرا ، كما قامت أوروبا بعدة إجراءات للحد من النمو السريع للسكان المسلمين نذكر بعضها : ( نشر المثلية و الحروب و الأوبئة_ مع الضغط على الأنظمة للسماح بحرية الإجهاض وكذا عدم تجريم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج _ ورفع سن الزواج إلى 18 سنة..) المهم كما قال الخليجيين ” والله ما ݣصروا ” كما قامت في نفس الإطار منظمة الصحة العالمية بتوفير كل وسائل منع الحمل للمسلمات بالمجان فقط طلبا للأجر و الثواب? ولا يفوتني التنويه بدور المرأة الفلسطينية المناضلة في إطار (جهاد الرحم) ، لقد قام الصهاينة بقتل و تهجير الفلسطينيين و هدم منازلهم و ضم مستوطنات لبلدية القدس الكبرى ، كل هذا من أجل تحقيق التفوق السكاني على الفلسطينين ، لكن كل ذلك تحطم على صخرة المرأة الفلسطينية الودود الولود فإذا كانت إمرأة عمران نذرت ما في بطنها محررا لخدمة بيت المقدس فإن المرأة الفلسطينية وخاصة المقدسية نذرت ما في بطنها لتحرير بيت المقدس ، بارك الله في (جهاد الرحم ) و حفظكم من العقم و التعقيم خلاصة :
هناك مثل عربي مشهور : ( هذا ما جنته براقش على نفسها ) وفي نفس السياق نقول هذا ما جنته أوروبا على نفسها حينما ذهبت إلى تقديس حرية الفرد ردا على تعاليم الكنيسة ، و سمحت بتقنين زواج المثليين و رفعت كل القيود عن الممارسات الجنسية الشاذة دون تحفظ واليوم تجني ثمار هذا الإنفلات
ملاحظة هامة :
_ في إدارة البلدان المتخلفة عندما يسأل الموظف أي سيدة متزوجة عن عملها فتقول : ربة بيت أو أسرة يكتب البليد مباشرة وبلا تروي ” بدون ” ظنا من المغفل أن ربة بيت ليست بمهنة ألا إنه هو ” البدون ” تاع 20 لتر ولكن لا يشعر?..
أنشر بقدر احترامك لمهنة ربة بيت ..وإنه لجهاد إنجاب أولاد إلى يوم المعاد✌?✌?✊?✊?
مصطلح جهاد الرحم كلمة مسجلة حقوق المؤلف محفوظة.
مسرور المراكشي
2023 / 02 / 20