fbpx

الحقيبة الثقافية

حقيبة اليوم الثقافية جد متنوعة فيها الشعر والزجل  و السرد و النقد

 

بقلم : نعيمة مفيد

يوميات لاجئ

عبر أزقة موغلة في أحياء منسية من الخيام، أحمل الوقت الممل والطويل على ظهري، واليأس والفراغ يقضم ما تبقى من صبري، أنقب في مخلفات أيام مرت وانتهت من زمن حومتنا عن بسمة ضائعة تلون شريط المخاض، بعد أن تاهت سفينتي في لجة يم متلاطم الأمواج، كيف أنهض من رماد الأيام؟ وأنا كالقشة في مهب الريح. لم أعد أستسيغ طعم الحياة في هذا العراء بين عويل العواصف وهمهمات الرياح و نحيب المطر ولسعات البرد. معاول الطغيان حطمت الاستقرار والطمأنينة وروت الأرض بدم الأبرياء وأحرقت ما تبقى من حطب السنين. تحت جرأة الشمس و نعيق الغربان وروائح النتانة وضجيج الأعماق أموت ألف مرة في اليوم، السماء فوقي ترقب جرحا لم يندمل، أتذكر استشهاد شيخ والسبحة في يده وطفلة والدمية في حضنها وقد صار لونها دما، يشتهيني البكاء على ما فقدت وعلى ماتبعثر من أيامي على رصيف الحياة. العين تشتاق والروح تهفو للمروج الخضراء وبساتين الزيتون التي لازالت رابضة في مخيلتي ولم تبرحها، فتصبح سببا في صحوة الوجع . أتسكع في غيبوبة غالبت العقل وتجاوزت الصبر فساحت تضاريس الألم كغيمات سوداء بلا قطر، الشوق و الحنين للوطن يصر على إيقاظي من غفوة النسيان التي تماهت مع الجنون وطوحت بي في سراديب العتمة. كل يوم أترقب طلائع السلام لعلها تنبعث من عيون الزمن وتنبلج من تلافيف السواد الذي لفني بعباءة القهر وتركني أرقص على ركح هذا المكان وفي هذا الزمن العاري من الأمان الذي طالت أيام حزنه وقصرت تباشير فرحه، أجتر أحلاما وأ يام حارتنا الجميلة، متى سننفض الغبار عن أجسادنا التي أصبحت شبيهة بخردة متلاشيات ملفوفة في ثوب مهترئ تئن تحت ثقل وزر ما اقترفناه.

قصيدة زجلية  للاستاذة بديعة القضيوي بعنوان : “بغيت نگول” كان حتى كان
كان لحبق والسوسان
يطلقو ريحة المسك
لي تهجي لمكان

عشقات الورد في جنان
ما قدات تشاور ليه
ولا تطول الشوفة فيه
غير من بعيد طل على خيالو
وتشم ريحت حروفو

من زهرها تلاقاو ف صربة لهتوف
ترادو بالصروف
دارت الحلقة بينها وبينو
بكلام موزون

وشحال تشجعات
والكلام تسرسب شلال
يتبارگ كيف نور لهلال

والعشق شاط من جناب لحلام
فاضت لعطفة بحب الرمان
ومن لهيب لعشق
حكات شهرزاد وحكات
على شوگها وغرامها لعشيقها
وطل عليهم نور الفجر
ولا غمضت العين من الحر
ولا حسات لوذن لهيب الصهد

غير هتهت الصمت
بناي الوقت
وخذات الشمس شعاعها
بلوان الزهر
والحسون غرد بالشواق
وكانت لماية تغريدا
عامرة قوت وهبال

.. بديعة الادريسي…

من الصديق محمد الصمري ” ابو ريحانة” قراءة في قصيدة  وادزنميس للاستاذ عزيز برعود

وادي زم:. صديقي عزيز برعود دعني أنثر قليلا من الكلام في وجه قصيدتك ودزانميس…..
وادزانميس…..تعويدة وتوشية ضد خراب المدينة ولصوصها
محمد صمري أبو ريحانة *
وادزانميس قصيدة ماتعة بنفس شعري جاذب ومعجم
صاف،وبتشكيل لغوي متملص على القبض يمتح صدفه
من غور البحر، قصيدة توغل بنا في واقع العبثية،وتسافر بنا في أفلاك الوجع الوادزامي في نزيفه
وأوبئته بعيدا عن الكتابة المنافقة التي تغازل بأقنعة
غالبا ما تسقط سريعا أمام هول الجراح، وادزانميس
قصيدة بريش وحنجرة عصفور مغرد يشرقنا بالحسرات
والوجع بحروف ملتهبة تدغدغنا بأطراف مخالبها لنبكي
أحلامنا المعطوبة التي أضجرها الانتظار والسفر بعيدا
بين أراجيح الحروف المسنونة على كف الزمان ..هي
زغرودة مؤجلة تتنفس ألما تأبى أن تطاوع هدنة الكلام
المشاع المدموغ بالوصايات والاحجيات الملموسة في عسل خرافة الجدات ،تحمل نعوش الكثير من الكلمات إلى متواها الاخير بصفوها
وغضبها لعل أحدا يدلها إلى سبيل الخلاص من هذه الريح الخرقاء الحارقة التي لسعت وجه المدينة بعد أن كانت متعة عين ولذاذة انتماء وحولت أهلها إلى كائنات بكماء،
وادزانميس قصيدة لبست لباسا صوفيا وعانقت طقسا
يختلف عن أخواتها تسائل بلا مخاتلة إلى أين يسير بنا
الأنبياء الجدد في هذه المدينة والذين استساغوا كل أنواع المكر…..قصيدة حروفها مالحة تنفلت من أقفال
الابواب المواربة للحقيقة لتفتق كتان الصمت الشفيف المرشوش بحنوط الخديعة الغارقة في المرارة كطعم الكبائر والمعصيات…هي قصيدة تعددت سواحلها الهائجة وجبهاتها المتعرقة بالالم والفرح المطفإ في عتمة متاريس الخواء .
كلما غصت في ثنايا قصيدتك تقف شعيرات جلدي، وتتسع
مسامي أكثر فيحاصرني شقاء الماضي وعبث الحاضر
وأطياف الغيبة والانتظار،وأنت تجيد النبش في جروح
المدينة وتنكأها، وتلعن كل الايادي العاهرة التي صفعتها
فاغمض عيناي وارسم ابتسامةبلهاء لعلني أستل من كبة غضبها خيطا ينزلق من بين أصابعي المفروجة قد يسعفني في مشاكستك بعيدا عن أمكنة غرقت في
نذب الغراب وزعق العقاب …..
صديقي عزيز ربما الان تسرط دخان سيجارتك في
سدفة هذا الليل الذي يمزق صمته نباح قطيع من الكلاب ، وتنفث خيطا طويلا يتهادى كغيمة شاردة تتناثر على غير هدى فوق حروف قصيدة أخرى أكثر
جرحا وإيلاما تتبهنس في مشيتها مبرقشة ثغر الحروف في وهاد وتلاع الكلمة المضخضةلصمت الغربان الجدد لتعانق بسمات صباح أبلج ….
لأقول لــك تصبح على خير صديقي ..وكل عام وانت شاعر نحرير..

الاستاذعزيز برعود صاحب قصيدةودزانميس

 

 

و قصيدة للدكتور عبد الرزاق لعوج: بعنوان: ” محشي عنب “

حشو حشته
في كومة تبن
عله يظفر بالذهب،
كنز من كنوز
بني علقم سيد العرب
و هو يتأهب
للخروج على قومه
في حلة تجذب
كل من رآه
يرقبه عن كثب…
هو لحم أملس
لا يكسوه زغب
يطوف به
غلمان مخلدون
تجلى من وهب،
يسيح هائما
في شعب
لبني طالب
تكفيرا عن ذنب،
لم يرتكبه خطيئة
همه الوحيد
أن يكسب….
ود ولي نعمة
فضله كبير
ماؤه حلو عذب
يستسيغ شرابه
نبيذا حامضا
من سلة عنب
تسهر عليه
عجائز الدار
ليلة كاملة
غنيمتها قلب
حشو حشته
في غمده
سيفا قاطعا
رقاب العباد
لوقعه ألف حساب
تحسب !

عبد الرزاق لعوج.

اترك رد