fbpx

✌? نابلس العزة✌?

مسرور المراكشي :

مقال من وحي حصار الجيش الصهيوني لبيت في مدينة نابلس الصامدة ، والذي تحصن فيه أسدين من أسود المقاومة المسلحة القائد محمد الجنيدي و المطارد حسام اسليم ، و في إطار التفاعل مع الرسالة الصوتية التي بثت من داخل هذا البيت المحاصر ، حيث يمكن توضيح بعض كلمات الرسالة الصادقة و العميقة لأنها ببساطة رسالة ” مودع ” ، فهي لم تسجل في استوديو خمسة نجوم مكيف ولا يرغب اصحابها في تصفيق الجماهير ، كل ذلك تركوه لنجوم السهرات و الباحثين عن أضواء الشهرة ، هذه أيها السادة كلمات ثقيلة لمن جعل الدنيا وراء ظهره مقبلا على ربه ، و هي باختصار كلمات قليلة و بلكنة فلسطينية جميلة ، في البداية مع كلمة المقاوم احمد الجنيدي حيث قال : “.. أخوي أنا تحاصرت بيقصفو الدار علي راح أستشهد..” نفس كلام رفيقه في السلاح حسام اسليم : ” ..اتحاصرنا يا إخوان.. ” ، هذا فيه تاكيد على خطورة الوضع حيث تم تطويق البيت من كل الجهات بعدد كبير من القوات الخاصة في جيش الإحتلال الصهيوني ، كما أنهم شرعوا في قصف البيت بكل انواع لأسلحة و من كل الزوايا وكذلك من الجو ، لكن كل هذا لم ينسي المقاومين طلب أغلى الأماني الموت في سبيل الله و على درب الشهادة ، وهذه المقاطع الصوتية تتكرر فيها كلمات التوحيد والصلاة على نبي الهدى صلى الله عليه وسلم ، كما تم التأكيد في الرسالة على أن البطلين كانا في مستوى التحدي حيث قال الجنيدي : _ ( ..ماهربنا أو ضلينا ازلام..) ، كلمة( ازلام و زلمة ) تعني الرجولة بالمفهوم الفلسطيني وهي الإقدام والشجاعة وضد الجبن و التولي ، كما طلب الإثنين السماح من الجميع و انهم يحبون الكل في هذا الوطن ، كما ختم الجنيدي كلامه بتحية كل حر شريف بهذا الوطن ، كما أكد حسام اسليم على الثبات حيث قال “.. مسلم شي حالي أنا و أخويا اجنيدي ..” كما قال اجنيدي نفس الكلام ، وهذا يعني المواجهة مع العدو حتى النهاية إما النصر أو الشهادة يعني لن يسلموا أنفسهم للعدو الصهيوني أحياء ، في الحقيقة بعد هذه الكلمات التي تكشف معدن شعب الجبارين ، لا خوف عندهم من الموت يطلبون الشهادة ولا يفرون من مواجهة العدو ، كل هذا ونقول عنهم محاصرين..! والله إن الشعوب المسلمة هي المحاصرة فعلا بخوفها من الموت و حبها لملاذ الدنيا الفانية و كراهيتها لقاء الله ، إن هذا الشعب سينتصر لأن فيه رجال صادقين مخلصين لدينهم و وطنهم ، ومع ذلك فيهم خونة عملاء للعدو وهذه سنة الله في الخلق، و الكلمة التي كان وقعها شديدا على قلبي وشعرت بمرارة الخذلان و طعنات الغدر من حفنة الخونة المحسوبين على الشعب الفلسطيني ، هي الكلمة التي قالها حسام اسليم : _ “..الله لا يسامح كل حدا باعنا يا إخوان..” بهذا نقل الشكاية بالعملاء إلى محكمة اليوم الآخر عند ذي العزة والجبروت ، بعد ان فشلت كل دعاوي المصالحة الوطنية و لم يتوحد الصف كما انحرفت البوصلة عن الإتجاه الصحيح ولم تتوقف سياسة التنسيق الأمني مع العدو ، وهذا يظهر مدى خطورة جيش المخبرين في الضفة الغربية على حياة المقاومين ، لأنه من شبه المستحيل أن يصل العدو إلى أماكن المقاومين المتحصنين في الأحياء الشعبية بتلك السهولة دون مساعدة من مخبري سلطة ” أوسلو ” ، لقد إستفزتني صورة تاريخية جمعت بين السفاح شارون و أبو مازن رئيس سلطة ” أوسلو ” صاحب مقولة التنسيق الأمني ” مقدس ” إضافة إلى الهالك أحمد اقريع الذي يظهر في الصورة وفي يده “سيجارة ” كوبية وأحمد الطيبي ، ربما كانوا في اجتماع طارئ قصد تشكيل غرفة عمليات مشتركة من أجل تحرير الكيان الصهيوني من الإحتلال الفلسطيني و من ” إرهاب ” مقاومته المسلحة..!!. ، لقد كان معبر (إيريتز ) مكان يلتقي فيه ضباط من السلطة مع نظرائهم من جهاز ( الشينبت ) الصهيوني قصد تفعيل بنوذ التنسيق الأمني ( المقدس ) ، حيث المطلوب من الطرف الفلسطيني إعطاء أسماء وأماكن تواجد عناصر المقاومة المسلحة و الكشف عن خطط عملياتهم ، و الطرف الصهيوني يعطي امتيازات اجتماعية و أموال أي (مصاري) كما يقول الفلسطينيون ، في النهاية هناك تبادل مصالح أو شراكة تحث شعار ” رابح رابح” طبعا الخاسر الآكبر هو الشعب الفلسطيني و مقاومته الوطنية ، لقد قال أحد كبار قادة الصهاينة إن التنسيق الأمني يعتبر عند نا مسألة حياة أو موت بدونه لا يمكننا السيطرة على الوضع ، وهذا أمر معروف و قد أقرت به سلطة “أوسلو ” و تفاخرت به امام وسائل الإعلام ، حيث قالت بأنها أفشلت أزيد من 80 في المئة من عمليات المقاومة المسلحة في الضفة الغربية ، و السؤال المنطقي هنا هو ما سر نجاح المقاومة في غزة و تفوقها على أجهزة مخابرات العدوالصهيوني..؟ ، حيث فشلت كل أجهزة استخباراتهم في تحديد مكان تواجد الجندي الأسير ” شاليط ” بالأمس ، واليوم لم تستطع تحديد مكان تواجد عدة جنود صهاينة وقعوا أسرى عند كتائب القسام منذ سنوات ، السر هو تصفية كل العملاء و المخبرين في قطاع غزة بعد محاكمتهم و اعترافهم بتخابرهم مع العدو الصهيوني ، لكنهم في الضفة الغربية يكرمون و يتنعمون و يتمتعون بطول العمر بفضل ” بركة ” التنسيق الأمني ( قدس ) سره .
خلاصة :
مسرور المراكشي
يقول لكم : _ ( سينتصر من كانت غايته الحور و قصور الجنة و سيهزم من كانت غايته حسناوات سويسرا و قصور “اڤيينا ” )
أن
مسرور المراكشي :
2023 / 2 / 26

اترك رد