fbpx

الخيط الرفيع الفاصل بين الوطنية و الوثنية

بقلم ابو ايوب
لا يكاد يمر يوم الا و تطالعنا الاخبار القادمة من وراء البحار ، عن فضائح انكشفت بالجملة لبعض المسؤولين المغاربة الحاليون و السابقون ، مسؤولون بعدما تشبعوا بالوثنية ، عفوا بالوطنية حتى الثخمة ، فابتغوا في لحظة تصدير فائضهم من الوطنية لعموم الشعب المغربي تحت مسميات عدة و بعناوين شتى ، متناسين متجاهلين في الوقت ذاته التطرق لما اصبح يشكل هاجسا فضيعا و الشغل الشاغل لعموم المواطنين ، لم تسلم منها حتى الطبقة الوسطى عماد و ركيزة اي مجتمع كان ، هموم الاكتواء بارتفاع اسعار المواد الغذائية و هواجس لفح لهيب تلك الاكثر استهلاكا من قطنيات و زيت و سميد
ورغم الوقفات و تصاعد الاحتجاجات على ما وصل اليه حال الاكثرية ، الا ان الطبقة المخملية المنعمة المفعمة بثخمة الوطنية ، المتجنسة بمختلف الجنسيات الاجنبية و ما يطرحه هذا من تساؤلات حول الولاءات ، صمت لسانها و صم سمعها عن أنين و معاناة و مأساة السواد الاعظم ، سواد شنفوا اسماعه بدروس عن الوطنية و الوطن بينما هم لثراوته ناهبون مهربون دون حسيب و لا رقيب ، حتى أمسى الوطن لنا و علينا واجب الدفاع عنه ، فيما الخيرات و الثروة لهم يكدسونها في مصارف و بنوك الحماة .
فضيحة اليوم ما تداولته بعض وسائل الاعلام الفرنسية ، خبر عن نية السلطات الفرنسية الكشف عن ممتلكات و عقارات و ارصدة بعض المسؤولين المغاربة بفرنسا ، كمقدمة ربما لوضع اليد عليها و مصادرتها كما فعلت مع ثروات بعض الزعماء و المسؤولين الافارقة ( ارصدة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عندما قام ساركوزي بمصادرتها ابان انطلاق خريف الجمهوريات بالوطن العربي/ مصادرة امريكا لنفط و ذهب و ودائع العراق في البنوك الامريكية مثال ) .
خريف كما قلت و ليس ربيعا كما اوهمونا به و روجوا له ، بدليل ما خلفه من دمار و خراب و مآسي و احزان لا زالت ترخي بظلالها على الواقع العربي المرير ، فضلا عن كونه انحصر فقط على الجمهوريات تحت عنوان نشر الديموقراطية و قيم العدالة و حقوق الانسان ، و كأني بالملكيات في الوطن العربي و اخص بالذكر الخليج الفارسي ، كما هو معترف به دوليا و امميا( PERSIAN GOLF ) ، يعيشون فائضا من الديموقراطية و يغرفون من معين ثقافة حقوق الانسان كما هي متعارف عليها دوليا ، بالتالي ابوا الا ان يقوموا بتصدير فائضهم الى الجمهوريات العربية ناشدين انعتاق شعوبها و تحريرها من براثن الديكتاتورية .

اترك رد