حلفاء الأمس اعداء اليوم
بقلم ابو ايوب
انباء شبه مؤكدة تشير الى فوز ” بولا تينوبو” في السباق الرئاسي بنيجيريا خلفا للرئيس المنتهية ولايته محمد بوخاري ، و يعد الفائز من زعماء حزب ” مؤتمر كل التقدميين ” الذي يعتبر من الاحزاب النيجيرية المقربة جدا من الجزائر ، و الاكثر دعما لحق ( شعب الصحراء في تقرير مصيره) ، بحسب المراقبين الافارقة و الدوليين .
فوزه يعد صفعة قوية تتلقاها الديبلوماسية المغربية من اكبر اقتصاد و سوق استهلاكية على الصعيد الافريقي ، و الدولة الاكثر تأثيرا و نفوذا في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ( سيداو بالفرنسية او الاكواس بالانجليزية ) ، كما تجدر الاشارة الى ان المغرب لطالما راهن و سعى بكل جهد لاستقطاب نيجيريا او على الاقل ضمان حيادها في قضية الصحراء ، و من ابرز المحطات في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين ، الزيارة الملكية سنة 2016 و مشروع انبوب الغاز نحو اوروبا الذي وقع عليه العاهل المغربي و الرئيس بوخاري ، فضلا عن الطلب المقدم من طرف المغرب بالانظمام للمجموعة الاقتصادية هته
و رغم الوعود بالنظر في طلب المغرب ، تم ارجاء التصويت عليه في مناسبتين على الاقل الى القمة الرئاسية للمجموعة ، الا ان ملف الانظمام لا زال الى يومنا هذا حبيس الرفوف ، ان لم يكن قد اقبر الى اجل غير مسمى ، بالتالي من المرتقب جدا ان يشهد المستقبل المنظور و القريب ، تثمين العلاقات الثنائية اكثر بين نيجيريا و الجزائر على حساب المصالح المغربية ، لا سيما في كل ما له علاقة بقضية الصحراء التي تعترف بها نيجيريا رسميا كدولة قائمة الذات ، و تقيم معها علاقات ديبلوماسية ( سفارة ج.الصحراوية تتواجد بالعاصمة النيجيرية) ، فضلا عن الجانب الاقتصادي و بالاخص المجال الطاقوي و مشروع انبوب الغاز عبر النيجر و الجزائر نحو اوروبا عبر ايطاليا ، كمنصة انطلاق لتوريد غاز نيجيريا الى باقي الدول الاوروبية “المانيا و بلجيكا و هولندا…”
فوز بولا تينوبو في الانتخابات الرئاسية بقدر ما يعتبر خسارة للرهان المغربي على نيجيريا و وأد لمشروع انبوب الغاز الرابط بينهما ، بقدر ما هو كذلك اقبار لحلم راود الاسبان بعدما اقاموا بنية تحتية بغلاف مالي فاق 25 مليار دولار كمنصة انطلاق طاقوية نحو البرتغال و فرنسا فالمانيا…( محطات التخزين و المعالجة و مشروع الانبوب عبر فرنسا نحو المانيا )، فاذا بالمشروع بعد الازمة الاسبانية الجزائرية يصبح من نصيب ايطاليا كمزود وحيد لاوروبا بالغاز الجزائري و من بعد النيجيري بعد الانتهاء من عملية الربط ، و من المرتقب ان يتوسع المشروع هذا ليضم فيما بعد موريتانيا و مالي و النيجر على ضوء الاكتشافات الاخيرة للنفط و الغاز بهذه الدول مجتمعة ، كمقدمة و توطئة لمشروع اكبر ذو بعد جيوستراتيجي لانماء و تنمية افريقيا( حزام و طريق او مشروع طريق الحرير الصيني ) ، و الذي تعتبر الجزائر بوابته الرئيسية نحو العمق الافريقي وفق الرؤية الصينية .
كما تجدر الاشارة الى ان فوزه بولا تينوبو هذا ( نائب الرئيس بوخاري) ، يصب بالضرورة في تقوية منظومة جي 4 التي تضم كلا من الجزائر و جنوب افريقيا و نيجيريا و اثيوبيا كقيمة مضافة ، تنضاف للثقل السياسي و الاقتصادي و العسكري الذي تمثله البلدان الاربعة على الصعيد الافريقي ، و هي بالمناسبة المجموعة التي اعلن عن ميلادها مباشرة بعد القمة الاقتصادية الأخيرة للاتحادين الاوروافريقي ، في محاولة لايجاد توازن ذو بعد اقتصادي معاملاتي افريقي مع اوروبا ، و الدفع بدولها الى القطع مع سياساتها السابقة كمستعمر قديم للقارة السمراء ، دول القارة تريد اليوم الانعتاق من التبعية العمياء لمستعمرها السابق و الدفاع عن استقلالية قرارها السياسي السيادي ، و قد شجعها على هذا النهج التهافت الصيني الروسي الياباني التركي على افريقيا و خطب ودها ….