fbpx

هل تشعر بالفرق ؟

مسرور المراكشي :

في الحقيقة هذا سؤال موجه للشعب المغربي بعد تنصيب حكومة السيد (المازوطي) الذي صرح وهو في نشوة النصر الإنتخابي : _ ( المغاربة سيحسون بالفرق في الأيام الأولى للحكومة ” ، وهو يقصد المقارنة بين تسيير حزب لحمامة و تسيير حزب المصباح ، واليوم وبعد مرور عام ونصف على تشكيل الحكومة ماذا تحقق من وعوده الكثيرة ؟ في الحقيقة لقد أخلف وعده ولم يتحقق من تلك الوعود إلا إحساس المغاربة بالفقر عفوا (الفرق) ، لقد شعر المغاربة فعلا بهذا “الإحساس” الجميل الموعود به ولكم بعض الأمثلة على ذلك : _ لقد أصبح الفرق كبيرا بين طبقة الأغنياء المحظوظة والتي استولت على كل مصادر الثروة تقريبا و الطبقة المتوسطة والفقيرة _ زد على ذلك ارتفاع غير مسبوق في أسعار كل المواد الغدائية و المحروقات _ مع تدني قياسي في القدرة الشرائية للمغاربة _ و تكميم الأفواه وعدم فسح المجال لكي يعبر المغاربة عن رفضهم لسياسة التجويع الممنهج للشعب ولو بشكل سلمي ، وهذا طبعا داخل في إطار وعد آخر قدمه السيد “المازوطي” بإعادته ” التربية ” للمغاربة ، في الحقيقة قلة الوعي السياسي والثقافي التاريخي مصيبة كبيرة ، فمن أنت حتى تنصب نفسك مربيا لهذا الشعب المقدام الذي هزم أوروبا في معركة واد المخازن بقيادة البرتغال ، و حطم كبرياء إسبانيا وهزمها في معركة “أنوال” المجيدة و هزم فرنسا في معركة ” لهري” ومعركة ” بوكافر ” والكثير من الملاحم البطولية التي خلدها التاريخ ، لقد سطع نجم عائلتك في مجال المال والأعمال ب”بركة” المستعمر الفرنسي ، واليوم أظن أن تلك ” البركة ” باقيا خدامة معاك لقد اصبحت من المصنفين حسب وكالة” فوربيس” ، اللهم لا حسد لكن شيء من التواضع لقد رحل كثير من الأغنياء الكبار ولم نسمع منهم كلام ك ( إعادة التربية ) للمغاربة ، أمثال المرحوم ميلود الشعبي وكان رجلا خلوق إنه إسم على مسمى ” شعبي ” كان عضوا في حزب التقدم الإشتراكية أو مول ( الهولدينغ ) وكذلك المرحوم كريم العمراني مول ( الفصفاط ) وكان رئيس حكومة في عهد الحسن الثاني رحمه الله ، واليوم ماذا تغير يا مول ( المازوط) انت راحل لا محالة والشعب باق قالوا لمغاربة ازمان ( الله يرحم من خلا بلاصتو انقية ) ، عودة إلى أزمة الغلاء في المواد الغدائية و كذلك المحروقات فمن المستفيد من هذه الأزمات المتتالية ؟ ( كرونة – حرب روسيا – تعويم الدرهم- تأخر التساقطات..) وهل الجميع أحس بالفرق و بالأزمة..؟ الجواب هو في ثنايا المثل الروسي : – ( كلما ازداد الطبيب سمنة ازداد المريض ضعفا ) ، وهذا ما يحدث بالضبط اليوم للشعب المغربي حيث ازداد جوعا و ضعفا في حين ازداد كل آل ” المازوطيين ” ومن الاهم سمنة و تخمة???? وهذا يذكرني كذلك بأحد البرامج الوثائقية عن حياة الضباع في البرية ، حيث كانت هناك أزمة جفاف شديدة أصابت محمية ( أنݣورو أنݣورو ) الإفريقية حيث لا ماء ولا عشب مما أدى إلى هلاك الكثير من الحياوانات ، وما تبقى منها فهو هزيل و مريض لكن قطيع الضباع ماشاء الله ازداد سمنة و تخمة ، حتى بات همه الوحيد هو البحث فقط عن مشروب غازي لكي يهضم ما ابتلعه من لحم و شحم “ليدام” ???? فكلما نفق حيوان انقض علية جيش الضباع وتم افتراسه ، هكذا و كلما طالت أزمة الجفاف و اشتدة كثرت الجيف وبذلك راكم الضباع الشحم على الشحم , كذلك في عالم الإنسان فقد يستفيد البعض من الأزمات و يراكم الأموال على الأموال بطرق غير شرعية ، لهذا تم تعطيل عدة قوانين لحماية المال العام و محاسبة المفسدين ك ( قانون الإثراء بلاسبب أو قانون المنافسة وكذلك التصريح بالممتلكات ومن أين لك هذا..) ، وهذا راجع إلى مشكلة ” زواج ” السلطة بالمال لأن من دخل السياسة بعقلية التاجر يرفض كل قانون يحد من سيطرته على السوق و احتكار السلع ، مثلا هناك المضاربة في سوق المحروقات حيث يتم شراء البترول الروسي بثمن بخس و يباع للمغاربة بثمن جد مرتفع ، قس على ذلك كل السلع الأخرى كاستيراد اللحوم من البرازيل و غيرها من المنتجات ، المهم لا رقيب ولا حسيب نهب ثروات البر والبحر و التحايل على القوانين بدعوى الأزمة و الظروف الإستثنائية التي تمر منها البلاد ، فحتى محطة التكرير ” لسمير ” تم التفريط فيها و صرنا نستورد كل شئ ( مزوط عجول قمح قطاني..) ، والإعلام لازال يردد أغنية نحن بلاد فلاحي نصيحة من من المراكشي قولوا : ( احنا بلاد أو خلاص ) ???? لهذا الأستاذ “المازوطي” المغاربة يشعرون فعلا بالفرق وهذا إحساس عام في البادية والمدينة وكما قالت ماما فرنسا هناك ( مغرب نافع و مغرب غير نافع ) و قس عليه مغربي محظوظ ( ولد لفشوش ) ومغربي غير”صالح ” انصحك بسماع أغنية الغوان الرائعة “…راه الفرق اعظيم بين التفاح و الرمانة…واش الفرق بينك أنت وانت وانت وأنا…”
خلاصة :
مسرور المراكشي يقول : ” الشعب المغربي مخدر وتم ترويضه فصار كالمنديل ” فوطة ” في محل بائع الشفنج و تاي اللي كلا يمسح فيه يديه أو يجي لخر حتى هو يمسح..حتى وصلنا لمول المازوط… الله يحد الباس يا عباس “

اترك رد