مجمع الأبالسة
بقلم ابو ايوب
يحكى عن إبليس نصائحه لولده أبيلس قائلا ، يا بني لا تظن ان إغواء البشر بالأمر اليسير ، أغويه بالمال إن كان فقير ، و ان قام لصلاة الفجر فذكره بدفئ السرير ، و اذا كان مزارعا فأشر له بسرقة الحمير ، و عن سؤال أبيلس لأبيه عن المغربي بكى إبليس و أجاب ، يا بني لا تكن شرير و دع المغربي فأمره عسير ، إنه في دنياه يعيش في السعير ، دعه يا بني فعمره قصير ، يكفي ان عنده برلمان بلا ضمير ، و ظلام الليل المرير و بعض الاعلام الحقير ، و عنده الفقر و الجهل و المرض الكثير ، و يستلم الراتب من هنا و من هنا يطير ، ألا يعرف قلبك الرحمة يا صغير ؟
أبالستنا لهذه الساعة حكاية سارت بذكرها الركبان ، قصة تعبر عن واقع الحال و من صميم العبث السياسي كعنوان ، و ما تولد عنه من أبيلسات و أبالسة بنكهات مغربية و توابل عابرة للحدود ، متميزة بٱمتياز تميز المتناقضات و المؤقت الذي يدوم في بلد الاستثناء ، نجمتنا لهذا المساء غزلان صاحبة صالون حلاقة نساء و تدليك بالقنيطرة ، اشتهرت بالمدلكة الرسمية للبرلماني ياسين الراضي ابن البرلماني ادريس الراضي عن حزب الاتحاد الدستوري.
في احد الايام اخبر الولد اباه بأنه يعرف مدلكة محترفة و اقترح عليه زيارتها بعدما اعطاه رقم هاتفها للتخفيف عليه من ارهاصات مهامه اليومية ( صداع أمواج بحر السياسة و البرلمان ) ، فما كان على الاب الا الرضوخ لاقتراح الابن فأعجب بخدماتها و داوم عليها ، اعجاب سرعان ما أخذ منعطفا ورديا زاغت على اثره العيون ، فاقترح عليها تمليكها صالون فاخر للحلاقة و التدليك بحي الرياض بالعاصمة الرباط ( 400 مليون سنتيم) و الزواج على سنة الله و رسوله ، فضلا عن فيلا فخمة بالهرهورة مجاورة لاقامة مستشار العاهل المغربي اندري ازولاي ، كما اشترى لها سيارتين ( بورش كايان و فولسفاغن توارك) ، و يحكى انه كان في شبابه مجرد ” كورتي كيخطف لبلايص” .
ذات يوم بعدما استحلت غزلان العيش الرغيد ، ارتأت ان تخوض تجربة مغايرة و بلوك جديد ، اقترحت على زوجها ادريس الملقب بولد زيو ان تدخل غمار السياسة و ان تكون برلمانية ، و بما انه كان مقربا من الامين العام آنذاك محمد ساجد ، اقترح عليه بتعيين زوجته غزلان وكيلة للائحة النسوية بحزب الاتحاد الدستوري ، مدعيا بأن زوجته غزلان هي شقيقة الوكيل العام للملك السابق باستئنافية القنيطرة السيد المرزوقي ، فيما حقيقة الامر ان لا علاقة نسب و لا صلة عائلية تربط الوكيل العام السابق و غزلان .
سنة 2016 وافق الامين العام للحزب محمد ساجد على طلب ادريس الراضي ، و تم بالفعل اقتراح غزلان وكيلة اللائحة النسوية للحزب ، علما بأن الحزب وقتذاك كان يعج بالكفاءات النسوية ، و بالفعل فازت غزلان المدلكة و الزوجة المدللة بمقعد برلماني و تقاعد مضمون مريح . بعدما حملت غزلان اقترح عليها ولد زيو ، معذرة عن زلة اللسان و اللسان ما فيه عضم البرلماني ادريس الراضي ، اقترح عليها هذا الاخير السفر للولايات المتحدة الامريكية قصد الولادة هناك ، الهدف حصول البنت على الجنسية الامريكية ، كما قام بشراء فيلا هناك كمقدمة لطلب حصول الاسرة على الجنسية ، و بالفعل انتقلت غزلان الى هناك قبل الولادة بثلاثة اشهر حيث وضعت حملها باحد المصحات الخاصة ، فانجبت طفلة امريكية الجنسية مغربية الأصل .
قبل اشهر من الآن ، افتضح امر ادريس الراضي كما افتضح امر آمر و ناهي سيدي رحال اقليم سطات من قبل ، و تمت متابعته في عدة جرائم لم يحسم بعد في امرها ، حاول الهرب الى امريكا لكن شرطة المطار منعته من مغادرة التراب الوطني و تم سحب جواز سفره ( اسمه مدرج ضمن لائحة الممنوعين من السفر خارج المغرب ) ، كما تجدر الاشارة الى ما يروج من اخبار عن مباشرته بتفويت كل ممتلكاته لمصونته المدلكة غزلان بهدف بيعها و تهريب اموالها لبلد الملجأ امريكا ، في انتظار الفرصة السانحة للالتحاق بها هناك اما بطريقة سرية او بجواز سفر مزور .