بقلم: رضوان كنو
الكثير منا سمع عن كتاب “العبودية المختارة” للشاب دولابواسييه الذي يعد فعلا مرافعة عميقة شيقة ضد الطغيان في قالب نظري بأمثلة عديدة و التقاط فذ للعديد كن الحقائق فيما يتعلق بالسادة و العبيد من قبيل أن العبودية لشخصية قوية كهولاكو أو الاسكندر هو عملية نفسية و انسانية مقبولة نسبيا و مفهومة لأن القوة قوة تفرض نفسها على الارادات الخاضعة منها و غير الخاضعة. لكن أن يتم الخضوع و الركوع لحكام و شخصيات تاريخية و حالية لهو مظهر غاية في الغرابة، و لعل هذا ما يُفهمنا ادعاء فرعون عندما قال لقومه “أنتم من ألهمتموني” .
كما أن عبودية مائة فرد أو تسعين أمر مبرر بالنسبة للطبيعة الانسانية المالكة لقابلية السيطرة . أما ان يصير ألااف بل ملايين الرعية و مواطنين أحيانا عبيدا لشخص واحد ضعيف واهن، و لسنوات طويلة فهي شذوذ و طواهر محيرة تستوجب النظر و حتى التحديق النافذ و التبصر العميق.
هذه التلميحات هي التي يجسدها في هذا الفيلم المثل صامويل ال جاكسون في فيلم django unchained خير تجسيد مع سيده ليوناردو ديكابريو و كأنه يحيي لنا لازمة أنه ملكي أكثر من الملك. حين يتأمر على طبقته من الزنوج بالكشف عن سر الرابطة بين البطل الذي جاء لينقد زوجته تحت غطاء صفقة تجارية. فينبري العبد، العجوز ، المعاق لكشف الخطة باخبار سيده و محاولة الانتقام له لا لمصلحة أو دلالة على الوفاء لرب العمل، لأنه لا ولاء في أي علاقة عمودية قوامها الأفضلية المبنية على االلون و على أسطورة أن زنجي جمجته أقل من جمجمة الرجل الأبيض و بالتالي لا يمتلك فطريا ملكة الفكر ليصير حرا. و بالتالي فكل ما جسده صاويل ال جاكسون في هذا الفيلم ما هو الا ترجمة سنمائية بها فن و ابداع للذي قال ” لا تسأل الأسياد لماذا سادوا و لكن اسأل العبيد ركعوا. و اذا أمطرت السماء حرية سترى العبيد يحملون مظلات. و أضيف من عندياتي انه اذا أُُطلقتْ الحرية على شكل رصاص فستراهم لابسين لسترات واقية، مضادة لارصاص على صدورهم. ما دامت الحرية تصيب القلب أولا وتستشري لاحقا في كيان الأشخاص ، حتى تمنحهم وسام المسؤولية الوحيد عن انسانيتهم. و هذا سر قول جان بول سارتر “أن الحرية هي الشيء الوحيد الذي نحن لسنا أحرار ازاءه”.