fbpx

الحلقة السادسة  من حلقات مسار البحث في سلك الدكتوراه

سعيدة ازكاغن

نظم مختبر دراسات الفكر والمجتمع بشراكة مع المركز الأكاديمي للثقافة والعلوم الحلقة السادسة  من حلقات حول مسار البحث في سلك الدكتوراه يوم السبت 04 مارس 2023م على الساعة 21 ليلا عبر منصة زوم،  من تأطير:

– الدكتور سالم الباشى

– الدكتور محمد جكيب

– الدكتور لحسن قراب

– الدكتور محمد العروسي

وقدم الدكتور عبد المجيد بوشبكة مدير المختبر كلمة افتتاحية شكر فيها الأساتذة الموجهين والمؤطرين، ونوه بالمشاركات الفعالة للباحثين والمتابعين في المغرب والعالم الإسلامي، وخص بالذكر إخواننا الباحثين الجزائريين لمتابعتهم مسارات الحلقات العلمية، وذكر مدير المختبر أن غايات التكوينات العلمية التي يحرص عليها المركز الأكاديمي النهوض بالبحث العلمي، وإخراج باحثين متميزين عن طريق مصاحبتهم ومواكبتهم في الورشات العلمية بمتابعة أبحاثهم وتجويدها من خلال عدة إصدارات علمية، منها ما تم طبعه وبعضها في طور الإعداد، منها :

– الحوار والتعايش – مداخل ورؤى-

– تحديات الإصلاح في الفكر المغربي المعاصر

– التكامل المعرفي في المغرب الحديث قضايا وأعلام

– أسئلة القيم وقضايا المجتمع

– استكتاب في القرآن والعمران

وعرفت هذه الحلقة مشاركات فريدة في مواضيع مختلفة ومتنوعة، وهي:  

المداخلة الأولى:

– أطروحة الباحث عبد الله علوان في موضوع: ” قضايا الإصلاح والتغيير من خلال المعيار المعرب للونشريسي”، وقد أجابت الأطروحة على إشكالية مفادها: ما مدى حضور نفس الإصلاح والتغيير في قضايا العبادات؟

 وخلص الباحث من خلال معالجة محاور البحث إلى أن الإمام الونشريسي في استعماله لمادة الإصلاح دائما ما كان يقصد بها المعنى المادي خلاف لفظة الصلاح التي كانت تنصرف للدلالة على الخير والعمل الحسن والمبادرة إليه، ووجد أن مفهوم الإصلاح ومتعلقاته مرغوب فيه في كل الأزمنة المتحدث عنها في المعيار، وكشف أن المعيار موسوعة علمية تحتاج إلى تعميق البحث في كل المجالات العلمية فهي مجال خصب للبحث الأكاديمي .

المداخلة الثانية:

– بحث الباحث صلاح الدين شانع بعنوان: ” الرؤية القرآنية التوحيدية للإصلاح الحضاري”، وطرح الباحث عدة أسئلة تدور حول الرؤية الحضارية للقرآن الكريم وعلاقتها بالإصلاح والكون والإنسان تنبثق من سؤال مركزي وهو كيف ربط القرآن الكريم معتقد التوحيد بمسيرة الإنسان الإصلاحية الحضارية؟

وجوابا عن إشكالية البحث قسم الباحث أطروحته إلى عدة فصول ليستنبط من دراستها الأسس البنائية للحضارة وتحديد المدمرة منها، وبين كيفية تفاعل التوحيد مع هذه الأسس التي تقترحها الرؤية القرآنية للنهوض الحضاري .

وخرج الباحث بمخرجات علمية أكد من خلالها أن التوحيد الذي تطرحه الرؤية القرآنية ليس إيمانا حبيس القلب فقط بل هو صيرورة عملية وسلوكية، وأنه كلما صلح المعتقد كلما أنتج عمارة وعملا أكثر إبداعا، وكلما فسد معتقده ظلم نفسه واعتدى على ما يحيط به، وغيرها من الخلاصات والآفاق العلمية للبحث .

المداخلة الثالثة:

– مداخلة الباحث جواد الحريزي الموسومة ب: ” الإصلاح بين الذات والوافد دراسة في نماذج وتصور في مشروع بديل “، فانطلق من سياق معالجة الإصلاح ورفع تحدياته حيث ذكر أنه اختلفت ردود حيال هذا الأخير إما تقوقعا أو احتفاء بالهوية والأصالة إلى درجة التقديس المطلق أو تنكرا لمقومات الذات العربية، فقرر الإشتغال من خلال تعدد مقاربات الإصلاح في القرن 21م عبر رصد نموذجين مغربيين طه عبد الرحمان والنموذج الثاني ممثله علي أومليل المنهل من مناهج الدراسة الغربية وثقافتها لتحقيق الانفتاح والعالمية، وبناء مقومات الذات وفق متطلبات الحداثة الغربية. والتي شكلت المرتع في مشروعه الفكري والفلسفي. وتولدت إشكالية الباحث نتيجة المقاربات المطروحة حول وجود نقط التماس بين المشروعين المذكورين الذاتي والوافد، مما جعل الباحث يطرح تساؤلات عدة منها: لماذا العودة إلى المشروع الذاتي عند طه عبد الرحمان؟، ولماذا العودة إلى الفكر التنويري عند علي أومليل؟، ولم العودة إلى قيم الحداثة والمدنية الغربية عند المشروع الوافد؟، وهل تحليل بنية الفكر الإصلاحي المعاصر كفيل بتقديم حلول وبدائل لتحقيق الإصلاح الكوني الشامل؟.

وقد أجاب الباحث من خلال أبواب أطروحته على الإشكالات والتساؤلات السابق ذكرها من خلال اعتماده على المناهج العلمية المطلوبة في مقدمات البحث فكانت مخرجات الأطروحة مجموعة من  الاستنتاجات والتوصيات منها:

– إن الإصلاح ضرورة شرعية وغاية إنسانية وسنة كونية وصيرورة تاريخية وفلسفية وجودية.

– ضرورة الانفتاح على الوافد الغربي في إطار التكامل المعرفي مع الحفاظ على خصوصيات التداول العربي والقيم الإنسانية.

– إن الإصلاح متجدد في الأمة، ويتعدى حدودها ليشمل الإنسانية جمعاء.

وختم الباحث مداخلته بسؤال مفتوح للبحث يتمحور حول مدى  إمكانية الاستفادة من هذه الدراسة في العمل التربوي، والجانب الديداكتيكي في تدريس مادة التربية الإسلامية.

المداخلة الرابعة:

مداخلة الباحث عبد العالي أودقي في ” سؤال الهوية في الفكر الإصلاحي الحديث رشيد رضا وعلال الفاسي نموذجا “، والتي عالجت إشكالية جوهرية مضمونها يدور حول مدى إجابة رشيد رضا وعلال الفاسي عن سؤال الهوية في ارتباطه بالإصلاح؛ وتفرعت عنها مجموعة من التساؤلات منها:

– ما المقصود بالهوية؟ وهل هي ثابتة لا تتغير؟ أم أنها متجددة وقابلة للتغيير؟ وما تأثير ذلك على الأفراد والمجتمعات؟

– أين تبرز الرؤية الإصلاحية الهوياتية عند كل من رشيد رضا وعلال الفاسي وكيف تناولا سؤال الهوية؟ وهل ساهما في صون الهوية الإسلامية العربية؟ وغيرها من الأسئلة.

واعتمد الباحث لمقاربة هذه الإشكالية وتساؤلاتها خطة علمية قسم من خلالها بحثه إلى عدة فصول وقف من خلالها على تعريف الهوية ودلالاتها ومتعلقاتها من المفاهيم النظرية كالذات والجوهر والحضارة والقومية وغيرها، وبين المقومات الأساسية للحضارة، وكشف سؤال نشأة الهوية في الفكر الإصلاحي الحديث وتطوره عبر مراحل صيرورة الفكر العربي الإسلامي…، وخلص الباحث إلى مجموعة من النتائج العلمية منها:

– إن معنى الهوية يشير إلى الأمور الثابتة التي لا تتغير في كينونة الفرد أو المجتمع.

– إن جل مقومات الهوية قابلة للتجديد

– إن سؤال الهوية نشأ بسبب التغيرات التي شهدها العالم الإسلامي بدءا من سقوط الخلافة العثمانية.

– إنه بسبب أزمة الهوية ظهرت الطائفية الدينية فانقسم المجتمع الإسلامي إلى عدة طوائف.

– تبنى محمد رشيد رضا فكرة الوحدة الإسلامية

– زاوج محمد رشيد رضا بين الهوية السلفية المتشبثة بثوابت الأمة والهوية المقاصدية المتجددة.

– دافع علال الفاسي عن الهوية اللغوية العربية دفاعا قويا فدعا إلى تعلمها وتعليمها، وأن تكون لغة إدارية للتواصل.

 وختمت الحلقة بتوجيهات وملاحظات الأساتذة المشرفين على تكوين الطلبة والباحثين ؛ فأشاد الأستاذ لحسن قراب بالجهود العلمية للباحثين، وأوصى بالحرص على الجد والاجتهاد في طلب العلم، وتحصيل التميز المرغوب فيه؛ وشبه الطالب الباحث بيونس عليه السلام الذي ألقى بنفسه في البحر، وسيلتقمه الوقت وهو البحث، وسيخرج للساحل أي ينجز أطروحته، ولكنه سيدمن على البحث للوصول لسواحل أخرى أكثر فسحة وإفادة لتحرره من ضغط الزمن فيبحث بكل طواعية واريحية… ورحب الأستاذ عبد المجيد بوشبكة في كلمة ختامية بجميع المشاركات العلمية، وأشار إلى أن الباب مشرعا أمام الباحثين من المغرب وخارجه .

 

 

اترك رد