fbpx

تسييس الرياضة و ترييض السياسة 2

بقلم ابو ايوب
على اثر صدور القرار الاخير للجنة الانضباط بالكاف بعدم فرض عقوبات على المغرب ، أو عدم توجيه انذار للجزائر كمعرقل لمشاركة الفريق المغربي للشبان اقل من 17 سنة برسم 2022 ، كثر اللغط و علا استنكار الطرفين معا و لكل منهما تبريراته و حججه .
* السيد لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم أقدم على استئناف القرار كونه لم يشر الى الجزائر كطرف معرقل لمشاركة المغرب ، متهما الجزائر بتسييس الرياضة عندما سمحت لحفيد مانديلا بالقاء خطاب سياسي تطرق لقضيتي فلسطين و الصحراء ، مطالبا في الوقت ذاته بالاسراع في حسم الموضوع و الضغط على الجزائر ، من اجل فتح مجالها الجوي أمام رحلة مباشرة لشركة الخطوط الملكية الناقل الرسمي لمنتخب الشبان ، متحججا باقتراب موعد شان 2023 الذي تستضيفه الجزائر بداية من يوم 29 ابريل القادم ، مهددا بعدم المشاركة في الشان في حالة الرفض و عدم التجاوب مع الطلب المغربي .
* الجزائر بدورها قدمت طعنا امام لجنة الاستئناف بالكاف ، متسائلة عن المعايير المخالفة لقانون الكاف التي اعتمدت في عدم تغريم الجامعة الملكية و فرض عقوبات عليها ، فضلا عن تهديدها بنقل الأمر الى مستويات اعلى في اشارة الى الفيفا او المحكمة الدولية للرياضة ، فيما تروج اخبار غير مؤكدة عن نية الجزائر التضييق اكثر على الفريق المغربي في حالة سفره للمشاركة ، و قد يصل الامر حد طرده بمسوغات عدة .
* اما الكاف فمن المؤكد انها هي كذلك ليست بوارد التفكير في احراج الجزائر ، و هي التي تنأى بنفسها عن التدخل في القرار السياسي الجزائري بشأن الحدود تفاديا لتسييس الرياضة ، و من جهة اخرى هي اشد احتراسا من ان تجد نفسها في موقف محرج في حالة تقديمها لطلب بهذا الشأن ، و هي تعلم علم اليقين بانه لا يدخل ضمن مجال اختصاصاتها و يستحيل بالتالي التجاوب معه جزائريا ، طلب بكل تأكيد ستعتبر الاخيرة تدخلا في شؤونها السياسية ، و لن تقبل به على الاطلاق و لو كلف الامر الغاء التظاهرة او تغيير مكان استضافتها ، امر كهذا جد مستبعد لا سيما ان ايام قليلة فقط تفصلنا عن العرس الكروي الافريقي .
في كلتى الحالتين الخاسر الوحيد فريق الشبان المغربي لاقل من 17 سنة ، حرمانه من المشاركة للمرة الثانية على التوالي في مدة تقل عن اربعة اشهر ، بقدر ما يعد استهتارا بالمصالح العليا للمغرب و مضيعة للوقت ، بقدر ما تدل على مهاترات عقيمة و انعدام الحس بالمسؤولية ،و الرؤية السياسية الثاقبة ذات البعد الجيوستراتيجي ، او كما يقول بها اخواننا المصريين ( لعب عيال) ، فيما برع في تسميتها اخواننا بالمناطق الشرقية للمغرب ( و لو طارت معزة/ أغنان) ، و هذا اسلوب عناد يفتقد الروح الرياضية و فن المراوغة ، حتى لو كان الطرف المغربي هو الاقل اتضررا ، و سوف لن يؤدي نهجه المتعنث هذا الى نتيجة تذكر ، بل قد يأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل .
بتقديري للوضع يمكنني الجزم كما جزمت سابقا ، بأن الجزائر ليست بوارد فتح مجالها الجوي لرحلة مباشرة لشركة الخطوط الملكية ، انطلاقا من قرارها السياسي السيادي بقطع العلاقات الديبلوماسية و غلق مجالها الجوي و حدودها البرية مع المغرب ، فضلا عن فرض عقوبات اقتصادية طالت المجال الطاقوي ( غاز و نفط ) ، و في نفس الوقت الجانب المغربي ليس هو الآخر بوارد التنازل عن شرطه بوجوب تأمين خط مباشر بين العاصمتين الرباط الجزائر .
و جدير بالذكر ان حوار الطرشان هذا جد مكلف للطرفين معا ، لكن الطرف الأكثر تضررا الطرف المغربي الذي تم حرمانه من الشاركة في دورتين متتاليتين ، و كأن السماء استجابت نيابة عن الكاف ، ثو اصدرت عقوبات بطريقة غير مباشرة ضمن خطة مدروسة بعناية فائقة حبكت باثقان ، او لنقل بفخ نصب للمغرب و طعم نثر اثار شهيته و دفع به دفعا مباشرة نحو المصيدة .

اترك رد