الحصار مقابل الحصار …قص اجنحة و تقليم اظافر

بقلم ابو ايوب


رسائل متعددة تأخذ في بعض الاحيان منحى تصعيديا لمحور و حلفاء يتمدد ، يقابلها عدم تلقف دروس و عبر لم ينتبه لها حلف و ادوات يتبدد . رسال الحديدة بساحل البحر الاحمر و المتحكمة في باب المندب ، شريان الطاقة العالمي انطلاقا من الخليج الفارسي و مضيق هرمز ، مرورا ببحر عمان و بحر العرب في اتجاه الابيض المتوسط و قناة السويس ( تصدير الطاقة نحو اوروبا و باقي دول الحلف من الادوات).
مدينة الحديدة اليمنية هذه ، شهدت اضخم عرض عسكري لم تشهده اليمن في تاريخها الحديث ، و هي بالمناسبة جغرافيا يسيطر عليها الجيش اليمني مدعوما باليمنيين الحوثيين، عرض تخلله استعراض مجموع منظومات عسكرية شملت كل القطاعات ( برية.بحرية.دفاع جوي و مسيرات و دفاعات جوية ….) .
الملفت في الرسائل المراد ارسالها لمختلف الاطراف في الجهة المقابلة ، و هي التي سعت منذ الاعلان عن ميلاد التحالف العربي بقيادة السعودية….و بداية الحرب على اليمن سنة 2015 سنة التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران ، قلت دفعت الى الترويج لمكاسب غربية امام الراي العام الداخلي ، و هذا ما اعطى الانطباع الذي يحيلنا بالضرورة الى عملية مقايضة ( لايران الاتفاق النووي و للسعودية و التحالف العربي اطلاق اليد في اليمن ).
و هي بالمناسبة المقاربة التي جففوا بواسطتها خزائن العربان المستعربة ( اتفاقيات ترامب و ولي العهد السعودي و ملايير الدولارات التي استحوذ عليها الاشقر الفض ان كنتم تذكرون ! و لنكتفي بهذا دون الخوض و تسليط الاضواء على سواها .
و كلنا نعلم اليوم ما افضت اليه حرب التحالف العربي على اليمن، و جاحد من ينكر حقيقة الضرر المهول الذي اصاب الطرفين كليهما ، مآسي و احزان كوارث انسانية و جرائم حرب ضد المدنيين و ملايير الدولارت اهدرت و لا منتصر ، وحدها ارادة شعب تواق للحرية و الانعتاق من التبعية التي انتصرت .
دليل هذا عرضنا العسكري هذا المطل على باب المندب ، و حتى لا اشير الى ما حققته الدرونات اليمنية من نتائج مبهرة طالت الامارات و مصافي و انابيب النفط بالسعودية لم تسلم منها العاصمة الرياض …..
لكن الاسعراض الاكثر اثارة في العرض العسكري ….ظهور صواريخ بحرية مضادة للسفن ذات دقة عالية بعيدة المدى من نوع مندب 1و مندب 2 ،تغطي كافة جغرافيا المنطقة بخاصة شمالا في اتجاه قناة السويس و ميناء ايلات الاسرائيلي ، و ما يمثله من ثقل وازن في بعده الجيوستراتيجي الوجودي على الكيان العبري ( رئة الكيان الطاقية و متنفس وارداته و صادراته مع الخارج ، فضلا عن مصانع الامونيا و الصناعات الكيماوية ( اي بمعنى قنبلة موقوتة تهدد وجود الكيان ) .
اما السلاح الاكثر خطورة على وجود الكيان ، درونات او مسيرات صماد 1/2 و ما تبعها من نسخ مطورة بمديات لاكثر من 1200 كلم و بكميات وفيرة و رخيصة الثمن لكن مفعولها جد خطير ( الهجوم بدقة متناهية على مصافي النفط و انابيبه بالسعودية الهجوم على مطار دبي مثال ) ، فضلا عن القدرات الصاروخية اليمنية التي امست اكثر تطورا رغم حرب( التكالب) العربي على اليمن. و هما السلاحين الحاملين لرسالتين تؤكدان مدى جاهزية المحور و الحلفاء في مواجهة الحلف و الادوات و قلبه النابض بالشرق الاوسط و اعني به الكيان .
الرسالة الاولى الى دول التكالب العربي ، و هي رسالة سلمية عربية بأن ارفعوا الحصار و لا تأتمروا باوامر الغرب ، حفاظا على اللحمة التاريخية و العروة الوثقى و المصير المشترك ، دليل هذا ما حصل لزيلينسكي اوكرانيا و غدر الغرب له و تخليه عنه و لا اريد القول بالتضحية به على محراب …..،
فيما الرسالة الثانية هي تعبير صادق و بايمان عنوانه الابرز ، استعداد و مقدرة على توسيع جغرافيا الحرب لتشمل قناة السويس و ميناء ايلات بالكيان ….، اي بمعنى القطع النهاءي لشريان النفط الخليجي الموجه للمنظومة الغربية بخاصة نحو اوروبا ، و ما تمثله اليوم كخاصرة رخوة للمنظومة الاطلسية ، لا سيما بعد ظهور بوادر فتنة اجتماعية طالت امريكا ( اتهام الديموقراطيين للجمهوريين بزرع الفتنة/ اتهام الجمهوريين للديموقراطيين باثارة النعرات سعيا وراء المكتسبات السياسية/ انتشار المد العنصري في الاوساط الشعبية مثال) .
اما الرسالة المخفية او المتستر عليها او المراد تجاهلها و عدم تسليط الاضواء عليها اعلاميا ، من اجل الحفاظ على جبهة داخلية عبرية او حاضنة يهودية داخل الكيان ، في الوقت الذي تترنح فيه دولة العم سام ضامنة التواجد العبري بالشرق الاوسط و الخليج الفارسي ، هي رسالة تنجلي خيوطها مما وراء خلفيات تسليح الضفة الغربية التي نادت بها ايران توطئة و تمهيدا لبداية الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ، وفق منطق خير العلاج كي او وخز بالابر الصينية و قد بدأ الوخز منذ مدة و حان وقت الكي .
لكن هذه المرة ستوازي الانتفاضة الفلسطينية المرتقبة و المتوقعة حدوثها كتحصيل حاصل مجريات الوضع الآني بخاصة في المستقبل المنظور ، بين البعدين المدني و العسكري لتغيير موازين القوة انطلاقا هذه المرة من بعد عقائدي و ليس ايديولوجي كما جرى بالامس ( الجبهة الشعبية/ حركة فتح/ الجبهة الديموقراطية/ الحزب الشيوعي…..مثال ) ، اي من منطلق كون الصراع هو في اصله نزاع وجودي و ليس حدودي ( الارض الموعودة بحسب الثوراة و شعب الله المختار كما يروجون # اولى القبلتين و ثالث الحرمين و ارض الاسراء و المعراج ، سبحان الذي اسرى بعبده ..و هذا ما نعتقد و نؤمن به وفق قول الحق سبحانه و تعالى .
انعمتم …. طابت اوقاتكم…….و الى مقال آخر ما دام هناك رمق من حياة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *