تسريبات الموقع العبري (AXIOS )

بقلم ابو ايوب
تناقلت وسائل الاعلام العبري اخبارا مفادها ، اشتراط المغرب فتح سفارة له باسرائيل مقابل اعترافها بمغربية الصحراء و فتح قنصلية لها هناك ، مؤكدة ان المغرب مارس ضغوطا لتحقيق هذا الهدف منذ التوقيع على الاتفاق الابراهيمي و بداية التطبيع ، لكنها باءت بالفشل بحيث لم تقدم اي حكومة اسرائلية على الاستجابة للطلب المغربي …و هذا بتقديري وضع نشاز لا يرمز بتاتا لعمق العلاقات التي تجمع البلدين ، لا سيما بعد الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى 20 غشت ثورة الملك و الشعب ، خطاب دعى فيه العاهل المغربي الدول الحليفة التقليدة و الحديثة ، الى الخروج من المنطقة الرمادية و الاعلان عن موقف واضح من مغربية الصحراء ، مؤدها في نفس الوقت على ان المملكة تنظر الى مصالحها و علاقاتها الخارجية بمنظار الصحراء ….
من بين الضغوط التي مارسها المغرب في مواجهة الدول الممانعة و الرافضة للمقترح المغربي ….قطع العلاقات الديبلوماسية او تجميدها فضلا عن استدعاء السفراء للتشاور ، هذا ما حدث في وقت سابق مع كوبا و فنيزويلا ، او ما حصل بالأمس القريب مع الشقيقة تونس التي احتضنت قمة تيكاد الاقتصادية اليابان افريقي ، و قد جمدت العلاقات و استدعي السفير احتجاجا على استقبال قيس سعيد ابراهيم غالي بصفته رئيس دولة مشاركة في القمة ، سياسة دأب عليها المغرب منذ اندلاع النزاع بالصحراء لكنها في مجملها لم تأتي بنتائج تذكر ..
لكنه في المقابل امتنع عن نهج نفس السياسة في مواجهة دول اخرى افريقية و اوروبية و من دول الامريكيتين ، جمهورية جنوب افريقيا مثلا خصصت استقبالا كبيرا لابراهيم غالي دام لثلاثة ايام بصفته رئيس دولة …كذلك فعلت كينيا رغم اللغط و التشويش الذين احاطا بموقفها من القضية ، فماذا كانت النتيجة ؟ كينيا تجدد اعترافها بجمهورية الصحراء و تخصيص بقعة ارض لبناء السفارة…الاتحاد الأوروبي ايضا اوضح موقفه الداعم للاستفتاء و المساند للمبعوث ديميستورا، لكن الخطير في الأمر ، البيان الرسمي لوزارة الخارجية الاسبانية التي أكدت على انها هي التي تدير المجال الجوي الصحراوي ، رافضة في المقابل التنازل عن ادارته للمغرب ..المكسيك و البرازيل يعارضان المقترح المغربي و يعترفان بالاخر …
بالتالي اتسائل عن المعايير المزدوجة التي يتعامل بها المغرب مع الدول عبر العالم من منظور الخطاب الملكي و منظار الصحراء؟ اي بمعنى ، قطع العلاقات او تجميدها مع استدعاء السفراء و تونس مثال ، ينطبق ايضا على موقف المكسيك و البرازيل و كوبا و كينيا …، و بالأخص اسرائيل التي تربطها بالمغرب علاقات جد متميزة و جد ممتازة ، علاقات وصلت الى اقصى الحدود كما تنبأت بها الفورين بوليسي الامريكية ، و هذا ما اكدته تصريحات وزير الخارجية المغربي في لقاء جمعه باللوبي اليهودي بامريكا !!!.
بتقديري للوضع الحالي و اجزم بهذا ، اسرائيل ليست بوارد الاعتراف بمغربية الصحراء و لا بفتح قنصلية لها هناك ، شأنها شأن امريكا التي روج العلام الرسمي المغربي لافتتاح قنصلية لها بمدينة الداخلة ، و لا شيئ من هذا القبيل تجسد على ارض الواقع ، ما يعزز الطرح و يكشف المستور ، اللقاء الذي جمع رئيس وزراء الكيان العبري نثن-ياهو نهاية عهدته السابقة ، مع وزير الخارجية الامريكي بلينكن بمقر رئاسة الحكومة بتل ابيب ، و في الخلفية خريطة العالم تزين المكان حيث تظهر خريطة المغرب مبثورة من الصحراء!!! ، اثرها صدرت تصريحات على لسان اكثر من مسؤول مغربي ….كلهم اجمعوا على انها مجرد غلطة و سوف يتم اصلاحها قريبا..لكن لا شيئ من هذا القبيل حدث و بقيت الخريطة في مكانها رغم تعاقب الحكومات
النثن-ياهو عاد من جديد لمقر رئاسة الحكومة و بنفس السياسات ، لكنها هذه المرة أكثر راديكالية و تعصبا و عنادا ، و هو ليس على استعداد لتغيير نهجه السياسي ، و اول ما دشن به عهدته الجديدة ، الهجوم الصاروخي الذي استهذف مطار العاصمة السورية دمشق …بعدها جاءت زيارة وزير الامن القومي للمسجد الاقصى …فضلا عن اعادة نفس الاسطوانة المشروخة بعدم السماح لايران بامتلاك السلاح النووي …و استعدادات اسرائيل للحرب في حال اندلاعها بالشرق الاوسط و الخليج ، بتقديري هي سياسة تخويفية لدول الخليج لم تعد تنطلي عليهم ، لا سيما بعدما اكتشفوا وهن امريكا و عجزها عن المواجهة المباشرة مع روسيا ، بخاصة سرعة اقبالها على التضحية بالاوكرانيين الى اخر مواطن في الحرب الروسية الاطلسية بأوكرانيا .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *