الأمازيغية بين الخيال والحقيقة المفترى عليها

■ بقلم الأستاذ الباحث عبد السلام بن عبد السلام بن عبد الفضيل بن محمد بن أحمد الجريري
●بصفتي تخصصتُ في التاريخ وتخرجت من “شعبة التاريخ والحضارة” من جامعة محمد الأول بوجدة – المغرب ، وتتبعت هذه الأمور المتعلقة بالأمازيغية ، لأنها تتعلق بثقافتي وأصولي ، ولكونها حساسة وتعزف على وتر القومية والوطن ، أقول :
– لا وجود لشيء اسمه “السنة الأمازيغية”، على الأقل قبل سنة 1970 على أبعد تقدير بل هي السنة الفلاحية أو السنة الأعجمية… والعجم غير البربر في العرف والاستعمال.
– لا وجود لاسم “الأمازيغ” بمعنى سكان شمال إفريقيا في كتب التاريخ : لا الكتب الإسلامية ولا العربية ولا الرومانية ولا اليونانية ولا القوطية ولا الوندالية ولا المصرية… بل إسمهم في كتب التاريخ هو “البربر” أو “الليبيون” أو “الإثيوبيون” أو “الفينيقيون”… وكل هذه التسميات هي لفروع من البربر وليس كل البربر .
ولعل أقدم من ذكر كلمة “أمازيغ” هو ابن خلدون ، حيث نسب بعض البربر -وليس كلهم- إلى مازيغ بن كنعان … فأول مصدر ترد فيه كلمة “أمازيغ” عربي إسلامي ، ولكن متعصبي الأمازيغانية لا يعجبهم هذا .
– لا وجود لحرف إسمه “التيفيناغ”، بل هذه الحروف جلها أنشئت إنشاء ، وجدوا بعض الخربشات عند الطوارق : حوالي 8 رموز ، وليست حروفا ثم نسجوا على منوالها واخترعوها ، وكتبوها من اليسار إلى اليمين ، مع أن هذه الرموز الطواريقية الصحراوية كانت توضع من فوق إلى الأسفل.
هذا كله مع أن أجدادنا الذين يسمونهم اليوم الأمازيغ كتبوا الأمازيغية بالحرف العربي وكفى ، مثلهم مثل العجم من الترك والهند والكرد … كلهم تبنوا الحرف العربي ، وهناك مخطوطات في التفسير والشعر والعقيدة “بالأمازيغية” بالحرف العربي …
وأقدم حرف كتب به البربر بالاتفاق هو الحرف “الليبي الفينيقي” Lybico-Phenicien ، ولا يزال الخبراء حائرين في فك ألغازه لحد الساعة ؛ لأنه ثنائي الوضع Bi-langue …
وأتحدى أي شخص يعطيني مصدرا قديما يطلق لفظ “أمازيغ” على البربر ، أو أن يأتينا بأحد من المتقدمين سمى هذه السنة الفلاحية بالسنة الأمازيغية ، أو أن هناك كتابا ألف بهذه الحروف التي أطلقوا عليها “التيفيناغية” ، سواء من العرب أو من العجم أو من البربر ، كل هذا لا وجود له …
كل هذا أوهام وإنشاء لأشياء من العدم إنشاء من قبل أعداء الأمازيغ الذين تزعمهم الصهيوني الفرنسي “جاك بينيت” Jacques Bénet حامي الظهير البربري الفرنسي الذي فرضته فرنسا على المغرب للتفرقة بين الأمازيغ والعرب ، فرفضه الجميع في عام سمي بـ”عام اللطيف”، و”جاك بينيت” هذا هو واضع العلم الأمازيغي ، ومؤسس الأكاديمية الأمازيغية التي سيتولد عنها الكونجريس الأمازيغي …
إن “العواطف عواصف”، البعض عندما يسمع هذه الحقائق يصدم فيتهجم علينا بدل أن يثبت عكسها بالمصادر والحقائق التاريخية .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *