«ميركاتو» استحقاقات 2021.. وشك يوم الاقتراع يفتح باب ’’ترحال الأعيان’’ بين الأحزاب السياسية

المصطفى دلدو

سيتبادر إلى ذهن غير المهتمين بعالم الرياضة، خاصة كرة القدم، بشيء من الغرابة، فيتساؤلون كون العنوان أقحم به مصطلح جديد في عالم السياسة ’’ميركاتو’’..
ولتسليط الضوء مع تقريب القارئ من المعنى لذاك المصطلح.. لا بأس من هذا التوضيح..
فمصطلح «الميركاتو» إيطالي الأصل، ويعني السوق.. وأصبح ذا شهرة عالمية.. بعد أن تم استغلاله من طرف الصحافة الإيطالية المختصة في الرياضة خلال الفترتين الصيفية والشتوية المسموح بهما بانتقالات لاعبي كرة القدم بين الفرق الوطنية هناك بالديار الإيطالية..
واليوم كبر صيت هذا المصطلح «ميركاتو» ليعم كل أرجاء العالم الرياضي تقريبا، خلال الفترات المسموح بها لانتقال الرياضيين ولم يستثن بطولات كرة القدم بالدول العربية، وبالتالي تم إقحامه بالقوامس الرياضية العربية..
وبمملكتنا المغربية العزيزة، ازدهر «ميركاتو» الانتقالات، فدأب أهلها إلى توسيع مفهوم هذا مصطلح، ليشمل قطاعات أخرى، فتم إقحامه بالوسط السياسي..وبالتالي أصبح له حضور بقوي بين السياسيين المغاربة، بانتقالاتهم السلسة، واللافتة للنظر بين الأحزاب الوطنية، استعدادا لانتخابات 2021..
ويشار إلى أن هذا الترحال أطلق عليه البعض «السياحة البرلمانية».. لذلك فنحن الآن أمام «الميركاتو» السياسي، أو «السياحة البرلمانية»
ظاهرة «الميركاتو» انطلقت منذ أسابيع، في إطار التسخينات والاستعدادات لاستحقاقات 2021 (!!)، وستواصل ترحالها، ما دامت غير معنية بتحديد الفترة أو الفترات ك الـ «ميركاتو» الرياضي.. إنها الهجرة الجماعية من حزب لٱخر.. بتبريرات عديدة ومتنوعة، لكن الهدف واحد..
كما يشار أيضا، إلى أن الأحزاب السياسية المغربية تكاد تجمع على رفضها ظاهرة “الترحال الحزبي”، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات.. ورغم ذلك، فإن هذه الأحزاب لا ترفض الأسماء الجديدة الوافدة عليها من أحزاب أخرى، تحت عدة ذرائع سياسية، أهمها: ” لا يمكن للحزب أن يغلق أبوابه أمام المواطنين، الذين يرغبون في الانخراط في الهيئة السياسية”
فإلى أي حد سيخدم هذا الـ «الميركاتو» السياسي مصالح البلاد؟؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *