لقاء تواصلي على شرف منسق “المجموعة الدولية لإعادة توحيد الصحراويين GIRS” بيدرو إيغناسيو ألتاميرانو

على هامش الزيارة التي يدشنها منسق “المجموعة الدولية لإعادة توحيد الصحراويين” بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، إلى مدينة العيون، نظم “مركز السلام للدراسات السياسية والإستراتيجية”، لقاء ضم مجموعة من الفاعلين والنشطاء المدنيين المهتمين بمجالات تعزيز ثقافة السلام والديمقراطية وحقوق الانسان، بهدف التعريف بالهيئة الدولية، والتحضير لأنشطتها المرتقبة.

تطرق اللقاء المنظم عشية يوم أمس الثلاثاء  26 يناير الجاري ، إلى سبل التحضير لعمل “المجموعة الدولية لإعادة توحيد الصحارويين GIRS”، التابعة لمنظمة ” Word humanitarian drive” بلندن، والتي تضم عديد النشطاء السياسيين، الدبلوماسيين السابقين، رجال الأعمال والمثقفين، من القارات الخمس، لا سيما من بلدان اسبانيا، بريطانيا، الهند وروسيا، والتي تهدف إلى المساهمة البناءة في إنهاء النزاع حول الصحراء والتخفيف من وطأة تبعاته الانسانية، خاصة في صفوف القاطنين في مخيمات تيندوف وتهييء الظروف السياسية والاجتماعية الملائمة لعودتهم إلى موطنهم.

وأوضح منسق المجموعة بيدرو إغناسيو أتاميرانو ظروف تأسيس الهيئة الدولية، مشيرا إلى الأدوار المنوطة بالمجتمع المدني لتعزيز العلاقات في ما بين شعوب ومجتمعات ضفتي المتوسط، خاصة بلدان الجزيرة الايبيرية والمغرب الكبير، مشيرا إلى أهمية الروابط الثقافية، التاريخية، والانسانية ما بين اسبانيا والمغرب، “البلدان اللذان يعتبران بوابتا أوروبا وافريقيا، واللذان يمتلكان من المقومات الحضارية والتاريخية ما يؤهلهما للعب أدوار حيوية في تحقيق تقدم وازدها بلدان المنطقة جميعا”، يوضح الناشط السياسي والمدني الاسباني في معرض مداخلته.

من جهته رئيس مركز السلام للدراسات السياسية والإستراتيجية، باهي العربي النص، أكد على “محورية قيم السلام والحوار، في أي مقاربة تروم إنهاء النزاع في الصحراء والنهوض بواقع بلدان وشعوب المنطقة”، مشيرا إلى “مساهمة التطورات المسجلة في الإقليم في تحقيق الأهداف المنشودة من لدن الهيئات المشاركة في اللقاء والتي يجمعها الدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الانسان، خاصة بالنظر إلى استحضار وتأييد المجتمع الدولي لمقاربة الحل الواقعي والعقلاني والممكن، وانكشاف استحالة المقاربات الطوباوية غير القابلة للتطبيق”.

ضيوف اللقاء بدورهم قدموا مداخلات حول تجارب الهيئات التي يمثلونها، في مجالات المرافعة عن حقوق الانسان وتعزيز ثقافة السلام، الحوار والتسامح، خاصة في ظل “أجواء تتسم بالخصوصية السياسية التي تميز المنطقة، حيث حذر المتدخلون من “مغبة الانجرار إلى دعوات التحريض والتعبئة، وانعكاساتها الخطيرة على السلم المجتمعي”، ليؤكدوا على “أهمية إبراز المشترك في ما بين مجتمعات المنطقة، باعتباره مقدمة لتحقيق تنمية وازدهار بلدان المنطقة جميعا”.

وتأتي زيارة منسق المجموعة الدولية لإعادة توحيد الصحراويين إلى مدينة العيون، لأجل التحضير لمجموعة من الأنشطة التي تعكف الهيئة الدولية على تنظيمها، خاصة مجموعة من اللقاءات مع الفاعلين المدنيين المحليين، والترتيب لزيارات متبادلة لأجل “إشراك المجتمع المدني في تحقيق الحل السلمي والواقعي”، عبر إثارة التبعات الانسانية للنزاع، خاصة على مستوى اللاجئين والجاليات في بلدان الجوار، إلى جانب التركيز على التداعيات الثقافية، الاجتماعية والتنموية التي من شأن معالجتها أن تساهم في تحقيق المزيد من تقدم وازدهار بلدان وشعوب المنطقة.

ويعتبر بيدرو إغناسيو ألتاميرانو أحد النشطاء والسياسيين العارفين بملف نزاع الصحراء، حيث عمل في إطار الجمعيات الداعمة للبوليساريو لفترات طويلة، قبل أن ينخرط في جهود مدنية مستقلة لتكريس ثقافة السلام في المنطقة، والتخفيف من وطأة النزاعات السياسية فيها، كما يشتغل في مجالات البحث العلمي، الإعلام، الثقافة والفن بمنطقة الأندلس التي يرأس فيها حزبا سياسيا محليا “يدافع عن الهوية المحلية، ويسعى لتحقيق رفاهية وازدهار مجتمعها” بحسب تعريفه .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *