الانصاف الان … من المقصود بالانصاف؟

اختار الحزب العتيد كشعار لاستحقاقات شتنبر 21 ” الانصاف الان ” . و المتتبع للشأن الحزبي و السياسي المغربي يتساءل عن المقصود بالكلمة . هل هو انصاف المناضلين من التهميش ؟ هل هو انصاف الجماعات او الأقاليم من حكرة العدالة المجالية ؟ هل هو انصاف المرأة و التسريع بتطبيق المبدأ الدستوري “المناصفة ” ؟ هل هو انصاف الشباب بعد حذف اللائحة الوطنية ؟ هل هو انصاف المؤسسات بتقديم اجود المرشحين كفاءة ؟

و بالعودة الى لوائح الحزب بالأقاليم يتبين ان المناضل الاستقلالي و خصوصا الذي عمر طويلا في تنظيمات الحزب هو اخر شيء يفكر( ضم الياء و فتح الكاف المشددة) فيه  .و حتى ان وجدت بعض الأسماء القديمة فهي مجرد عجلة احتياط . او من اجل إتمام اللوائح . و قد ظهر هذا جليا في وكلاء لوائح الانتخابات التشريعية او وكيلات اللوائح الجهوية . دون الحديث عمن امتلك حق ترشيح و اختيار الصفوف الامامية باللوائح الجهوية بالأقاليم . فهل تم تطبيق القانون في هذا الباب ؟ لا  ادري هل انعقدت مجالس الجهات لتزكية لوائح الفروع و الأقاليم حسب منطوق النظام الأساسي للحزب . ليطرح السؤال الكبير : من المسؤول عن التزكية ؟ هل هو مجلس الفرع بالنسبة للجماعات ؟ هل المجلس الإقليمي ؟ هل هو المجلس الجهوي ؟ هل هو المفتش الإقليمي ؟ هل هو المنسق الجهوي ؟ هل هو المركز العام للحزب ؟  ” كلشي كيدوز من تحت الدف ” ليفاجا الجميع ببروز أسماء جديدة و افول نجم اطر قيادية كانت بالأمس القريب في قبة البرلمان او بالحكومة . فهل هي صدف ؟ هل هي عملية تجديد النخب ؟ ام هناك تعليمات من اجل تقديم لوائح بهكذا اخراج ؟

و حيث ان المناضل لم ينصفه الشعار المرفوع في الحملة الانتخابية نتساءل  عمن سينصف من طرف الحزب العتيد . علما ان التوجه الذي سعى له مجموعة من مفتشي الحزب بالأقاليم  يتضمن مجموعة من الصفات و الشروط . فالمناضل بالنسبة للمفتشيات هو الذي يقول امين لكل ما تجود به قريحة المفتش . المناضل هو الذي يسهل ابعاده عن مراكز القرار؟ المناضل هو الذي لا يعارض . و المناضل هو الذي لا يناقش انطلاقا من مرجعية الحزب و بادبياته  . المناضل هو الذي  يدافع عن الذين يسيرون  باسم الحزب في المؤسسات المنتخبة رغم صدور احكام قضائية ضدهم بتهمة تبديد المال العام او اختلالات في التسيير. المناضل هو الذي  يقتنع بدون مناقشة لاي اطروحة حتى و  ان لم تكن منطقية . و المناضل  هو ذلك العضو في القطيع الذي يتبع الثيار حتى و ان كان ضد المصلحة العامة .و المناضل هو الذي يحسن ” ضريب الطعريجة ” . و مع الأسف أصبحت هذه هي السمة التي اريد للمناضل الاستقلالي ان يتحلى بها .و ان اراد عكس ذلك فهو خائن يجب طرده من الحزب . او مشاغب يجب حرمانه من تزكية الانتخابات . او التضييق عليه حتى لا يدخل المؤسسات الوطنية للحزب او منظماته الموازية .

و هذا يحيلنا الى تتبع الحملة الانتخابية للحزب العتيد بالأقاليم. فلولى وجود رمز الميزان بالصدريات  او القبعات لاختلط على المتتبع  الامر و التمييز .  فغالبية القائمين بالحملة  مجرد عمال مياومون قد يؤدون عملهم كما يجب  او قد يغشون .  لا يستطيعون الإجابة على اسئلة الكتلة الناخبة . و شتان ما بين الذين حملوا مشعل الحملة الانتخابية للحزب العتيد خلال القرن الماضي و اليوم  .فالقدامى مناضلون نشأوا في تنظيمات الحزب . و تشبعوا بالنقد الذاتي . و مؤلفات  عبد الكريم غلاب . تشبثوا بالمبادئ التي من اجلها تأسس الحزب العتيد . و في غفلة من الزمن  تم ابعادهم بصيغة او أخرى او ابتعدوا في هدوء احتجاجا على سلوكات لا تليق بحزب وطني كان زعيمه هو علال الفاسي .

فقيادة الحزب العتيد يجب ان تنصف هؤلاء . هم أبناء الحزب . هم اطر ذوي شواهد عليا  منحت لهم من مدرسة التكوين الاستقلالي  التي حرص الحزب على تنظيمها في كل العطل المدرسية. هم من ناضل و اطر و عبأ خلال الإضرابات الوطنية و القطاعية  . هم من تعرفهم شوارع و اسوار المدن خلال احتفالات فاتح ماي . هم من تعرضوا للاعتقال خلال الحملات الانتخابية و خلال الصاق منشورات عيد الشغل من طرف دوريات الامن .هم من تلاشت احديتهم و ملابسهم بفعل النضال اليومي بالأحياء و الازقة . هم من بحت حناجرهم و هم يرددون الشعارات في المناسبات . هم من تعرضوا “للحكرة “من طرف بعض الفصائل الطلابية بالجامعات .

السيد نزار قد تفوز بالانتخابات( و هذا جد مستبعد في الوقت الراهن ). و تخسر  الحزب الذي يحترمه المواطن بادبياته . بمبادئه . بمنظريه . بأطره . و يصبح مجرد  حزب كسائر الأحزاب التي خلقت من اجل تمييع و تشرذم العمل الحزبي المغربي. حزب قد يسير الحكومة بالإملاءات و التعليمات الاتية من خارج الحزب. و تضر المواطن الذي وثق وصوت لصالحه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *