هل يعصف القانون البلجيكي بالقمة الاوروأفريقية المرتقب عقدها ببروكسيل الاسبوع المقبل؟

بقلم ابو ايوب
القانون البلجيكي يحتم على الراغبين الافارقة في السفر و ولوج اراضي المملكة ، أن يتوفروا على تأشيرة ( فيزا) شينغن ، و هذا الأمر يسري على مواطني عدة دول افريقية حتى لو كانوا يحملون جوازات سفر ديبلوماسية . القانون هذا يعني الدول الافريقية التي لا ترتبط باتفاقيات تخص الهجرة و السفر مع بلجيكا و هي دول عدة ( الجزائر مثالا لا حصرا)، اي بمعنى ان مواطني هذه الدول ان هم ارادوا التوجه الى بلجيكا عليهم العبور اليها عبر بلدان اوروبية اخرى و ليس مباشرة ، بخلاف الدول الافريقية التي تجمعها الاتفاقيات هذه مع بلجيكا يحق لهم السفر مباشرة و بطبيعة الحال بتأشيرة .
قمة الاتحادين ستكون برئاسة فرنسا التي تتقلد اليوم رئاسة الاتحاد الاوروبي ، حيث وجهت الدعوات الرسمية لكافة الرؤساء الافارقة ، و هي بالمناسبة قمة اقتصادية سياسية بالاساس ، ترمي من وراءها اوروبا التصالح مع ماضيها الاستعماري ، و تثبيث موقعها بالقارة السمراء و الحفاظ على مصالحها في مواجهة تمدد النفوذ الروسي/ الصيني مثال، فيما الرئيس الفرنسي من خلالها يمني النفس بتقوية فرص نجاحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، و ما تصريحاته الاخيرة بشان ملف ايران النووي من خلال المكالمة التي اجراها مع نظيره الايراني ، او زيارته الاخيرة لموسكو و لقاءه مع الرئيس فلاديمير بوتين ، الا خير دليل على امثلة من عدة .
كما تجدر الاشارة الى ان الرئيس ماكرون هو من وجه دعوات حضور قمة الاتحادين لنظرائه الافارقة ، فضلا ان الكثير منهم لا ترتبط بلدانهم مع المملكة البلجيكية باتفاقيات السفر و الهجرة ، بالتالي يصبح لزاما عليهم التوجه الى سويسرا مثلا او فرنسا …..و منها يعبرون الى بلجيكا لحضور اشغال القمة المرتقبة ، فهل يتقبلون هذه الاهانة بصفته الديبلوماسية كرؤساء دول افريقية مهما كان حجمها ؟ ام ان بلجيكا ستغض الطرف على قانونها هذا ؟
الاخبار المسربة تفيد بان الرئيس الجزائري الذي لا ترتبط بلاده مع بلجيكا بهذه الاتفاقيات لن يحضر القمة ، و قد يجاريه في هذا رؤساء افارقة آخرين، ليقتصر الحضور سفراء بلدانهم المعتمدين بعاصمة الاتحاد بروكسيل ، في الوقت الذي يريد فيه الاتحاد الاوروبي انجاح القمة ، و رئاستها الماكرونية تنشد زيادة فرص نجاح ايمانويل في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة ، فما العمل لتجنب فشل القمة؟ لا سيما اذا اخذنا بعين الاعتبار الموقف الرسمي للمشاركة في قمة رؤساء الاتحادين الاوروافريقي ( التوجه مباشرة الى عاصمة الاتحاد بروكسيل و ليس العبور اليها من بلد آخر ) .
بالتالي اتسائل عن فرص نجاح القمة و ما قد يتولد عنها من انجازات و مخرجات يعول عليها الشركاء الاوروبيون و الافارقة، لا سيما على ضوء الهجمة الاقتصادية الشرسة لكل من روسيا.الصين.امريكا.اليابان.تركيا.ايران…، و هي دول تستميث في تعزيز نفوذها بافريقيا عبر اتفاقيات و استثمارات بملايير الدولارات ( الصين القوة الناعمة و طريق الحرير مثلا) ، نفوذ اطراف متدخلة يعززه تواجد عسكري للحفاظ على المصالح و لم لا تعزيزها و تقويتها على كافة الاصعدة ، كامريكا ( افريكوم ) و تركيا ( ليبيا) و روسيا ( خبراء روس بانغولا …..و منظمة فاغنر الروسية بمالي كما كانت بلاك- ووتر الامريكية قبلها بالعراق ، فضلا عن التسليح الجيد الذي توفره و تؤمنه للجزائر دعامتها و حليفتها غرب المتوسط بما يشمل الاطلسي) ، و الذي هو موجه بالاساس كشوكة في خاصرة اوروبا الرخوة و الحلف الاطلسي جنوب الابيض المتوسط ، اكثر مما هو موجه للجار المغربي المملكة المغربية.
المناورات البحرية الجزائرية بالابيض المتوسط/ المناورات العسكرية المشتركة الجزائرية الروسية الصينية/ و لتخفيف حدة الصراع الاستراتيجي بين القوى المتدخلة و ترطيب الاجواء جرت مناورات جزائرية اسبانية مشتركة خير مثال . و اذا اضفنا لهذا المشكلة الروسية الاوكرانية و تداعياتها الاستراتيجية على ضوء الانحانة الغربية رغم لغة التصعيد لكن ليس عسكريا بل عبر عقوبات الاقتصادية جرى التوافق بشأنها بين المانيا و امريكا ، و ما قد يتولد عنها من ارتفاع مهول في اسعار القمح( اوكرانيا.روسيا.فرنسا.امريكا من الدول الكبرى المصدرة للقمح ) ، ينضاف كل هذا و سواه لازمة الغاز و النفط و ارتفاع الاسعار ….في ظل مخاوف اوروبية من ازمة طاقية و اسعار تلتهب يوما بعد يوم بعدما شارف ثمن البرميل مائة دولار امريكي ، اما الغاز فحدث بلا حرج .
قانون القوة الوازنة في هذه الحالة يتطابق و قد يتناغم مع قوة القانون الوضعي و الاتفاقيات المبرمة ، و لانجاح قمة الرؤساء المشتركة المرتقب عقدها ببروكسيل عاصمة المملكة و الاتحاد الاسبوع المقبل ، على الجانب الاوروبي احترام انسانية الانسان الافريقي قبل التفكير في تطبيق قوانين اتفاقياته الموقعة مع اطراف و لا تشمل اطراف ، تقسيم افريقيا اصبح جزءا من الماضي الاستعماري المقيت ، و على اوروبا ان تعتذر لافريقيا و لو بطريقة ملتوية ملتبسة حفاظا على كبرياء شاخ و هرم و ” داخ” ، غير هذا مضيعة للوقت و فشل مرتقب و انقسام في مواقف دول الاتحاد الاوروبي ، بدل ان يكون الانقسام و الخنوع و الخشوع افريقيا للمستعمر القديم . افريقيا موطن الفرص الواعدة و قارة المستقبل و الفرص انواع و منها الضائعة، فهل تستوعب عاصمة الاتحاد الاوروبي بروكسيل الدرس أم ستركب هواها ؟
مقال مهدى الى رب اخ لم تلده امي ، الاعلامي العصامي المتميز، الفاضح، الناصح، القابع خلف القضبان. ذ عبد السلام حكار مدير الجديدة نيوز بصفحتيها الالكترونية و الورقية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *