حديث عن اللغة العربية…. الجزء الأول: علال الفاسي و تعريب التعليم

علال الفاسي و تعريب التعليم 

 

و حيث اني دائم البحث في ارشيفي الخاص  . فقد وقع بين يدي كتيب صغير يحمل  بين طياته خطاب الزعيم علال الفاسي الذي القاه في اجتماع المجلس الوطني لحزب الاستقلال المنعقد  يوم 10 فبراير 1971 . طبعا هو وثيقة من جملة الوثائق التي اعتادت  قيادة حزب الاستقلال إعادة نشرها و توزيعها بالأقاليم عبر مفتشي الحزب . الا ان مسؤولي الحزب بالجديدة يخفونها عن الشباب لأمر في نفس يعقوب  . و هذا ديدنهم لمدة تفوق ثلاثة عقود .

و لم يعيدوا هذه النفائس الى مقر الحزب  الا بعد الثورة التكنلوجية التي فعلت فعلتها و اصبح الكتاب اخر شيء يهتم به .

و بقراءة متأنية للكتيب و إعادة قراءته في دقائق معدودات ، اعثر داخل الخطاب على مجموعة من المواقف التي تهم التعليم و اللغة العربية .و تعميما للفائدة انقل الفقرات التي تشير الى هذا الموضوع ، و التي جاء فيها :

ميثاق التعليم اكبر نصر حققته الحركة الوطنية

لقد صدر الميثاق على الشكل الذي يرضى عنه كل ذوي النيات الحسنة و تبنته المنظمات السياسية و النقابية و الطلابية. و أصدرت الكتلة الوطنية بيانا تبنت فيه هذا الميثاق و اعتبرته أداة نضالها من اجل اصلاح التعليم و تعريبه و اتخاذ سياسة رشيدة له.

انني اعتبر اخواتي اخواني ان صدور هذا الميثاق يعد اكبر نصر حصلت عليه الحركة الوطنية في عام 1970 و العمل على تحقيقه سيكون اكبر نضال يمكن ان يقوم به المخلصون سنة 1971.

لقد درس المؤتمر حالة التعليم من جميع جهاتها . و ابان عن ضعف مناهجه و اضطراب برامجه . و ضعف القائمين عليه. كما ابان سوء السياسة الحكومية المتبعة في شانه و لا سيما المواظبة على تلك الاختيارات الخاطئة  التي اتخذتها هذه الحكومة و حكومات مغربية قبلها و في مقدمتها فرنسة  التعليم باسم الازدواجية ، و استمرار الانسية الفرنسية و الفكر الفرنسي ، و التخلي عن التربية الإسلامية و الانسية المغربية، واعطت البديل الوطني الصالح الذي يجعل من المدرسة المغربية مدرسة قومية عربية إسلامية تقدمية بكل معنى الكلمة.

و ان مما يثلج الصدر ان المقررين استطاعوا بوسائل علمية ليس فيها أي حماس او تعصب ان يتبثوا ان اتباع سياسة الفرنسة و عرقلة التعريب في التعليم و الإدارة نتيجة حتمية للهيمنة الطبقية التي تجعل من الحاكمين حلفاء عن قصد او غير قصد للإمبريالية و للرأسمالية الاستعمارية الأجنبية. و ان التحرر السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي لا يمكن ان يتم الا اذا احتلت اللغة العربية مكانها في المدرسة و الإدارة و المعمل و المتجر. و بذلك فان مناصرة الازدواجية او الفرنكوفونية لا يمكن الا ان تعتبر تاييدا للاستعمار ضدا على التحرر الوطني و التنمية الاقتصادية و الانطلاق الفكري و العتق الاجتماعي . و معنى ذلك بلغة صريحة خيانة الوطن و السير في فلك المستعمر. انني لسعيد ان أرى هذه المقررات المجمع عليها تتويجا لنضالنا الوطني مند عشرة أعوام على الخصوص ، و ان كان تحرير اللغة جزء من كفاحنا مند بداية حركتنا .

اخواني اخواتي:

هل انا بحاجة لان اعيد الى جانب هذا الميثاق الوطني الكرة لأبين ضرورة الاستمرار في العمل على تحقيق التعريب و إزالة الفرنسية كلغة للتعليم في الابتدائي و الثانوي و العالي . و الإبقاء عليها من بين اللغات الحية التي نود في اخلاص ان يدرسها ابناؤنا. و ازالتها كذلك كلغة الإدارة المغربية على الرغم من نصوص الدستور الأول و الثاني على ان العربية هي لغة البلاد الرسمية.

ليوطي يقرر التعليم بالعربية

لقد طالما حاول اذناب الاستعمار ان يخلقوا مسالة فارغة و هي قدرة العربية على ان تكون لغة التلقين للعلوم و للمواد العصرية . و طالما ادلينا بالحجج العلمية على ان هذه المشكلة غير موجودة من الأساس . لان العربية منذ كانت و هي لغة العلوم و العرفان كما انها لغة الفنون و  الآداب و لغة الروح و الاخلاق.

و لكنني الان اود ان انبه القوم بصفة خاصة الى انهم لن يخالفوا كبار سادة المستعمرين اذا هم طالبوا معنا بان تكون العربية لغة التعليم لكل المواد حتى العلوم العصرية . فقد عثرت على تصريح للمار يشال ليوطي الذي لا يشك احد في قيامه بواجباته الاستعمارية كلها . كما لا يشك احد في قيامه بواجباته الاستعمارية كلها . كما لا يشك احد في اطلاعه و ذكائه و شعوره بما يريد الشعب المغربي. القى هذا الخطاب على جمع من اعيان المغاربة و بمحضر كبار رجال المخزن في قاعة الباهية بمراكش . و قد جاء تلخيص الخطاب الذي سجله بالفرنسية بواسطة ترجمان الاقامة الرسمي

 ” ثم اعرب عن فكرة عالية و هي ان الخطة التي يتوخاها و يعلم نفعها في نشر العلوم العصرية بالمغرب هي ان يكون القاؤها  على تلامذة المدارس باللغة العربية الشريفة لغة البلاد الوحيدة ليتم النجاح بذلك في نشر العلوم بلغة أخرى لان اهل المغرب لا يعرفون غير العربية . فيكون نشر العلوم بغير لغتهم مانعا لهم  عن تلك العلوم و عائقا عن بلوغ الأمنية . نعم يخصص قسم في المدارس بدرس اللغة الفرنسية لضرورة الحاجة اليها “(سجلت نقط هذا الخطاب في كناش من خزانة الحجوي المستوردة للخزانة العامة بصفحة 89 . تاريخه حرر بمراكش في 3 ربيع الثاني عام 1331 الموافق 9 مارس 1913.)

يستخلص من الكلمة (الخطاب)  ان الاجماع حصل في تبني الميثاق الوطني للتعليم . و من اهم مميزات هذا الميثاق تعريب التعليم . و ثاني الخلاصات هو ان أي مناصرة للغة الفرنسية او تساهل في غير اعتماد  اللغة العربية لغة لتدريس  أبناء المغاربة  تعتبر خيانة للوطن و السير في فلك  المستعمر . و ثالث الخلاصات هو  ان تحرير اللغة و احياء العربية جزء من كفاح الحزب العتيد منذ التأسيس و و الاستمرار على نفس النهج مسؤولية الجميع.

فهل سار وارثو  فكر علال الفاسي على هذه الخطى و المواقف ؟ ام ان مسالة اللغة في التدريس أصبحت غير ذات موضوع ؟ (يتبع )

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *