قراءة في زيارة 2 / مقاصد و محاصيل مصارع الثيران

بقلم ابو ايوب


لا بلح اليمن و لا عنب الشام ، مقولة ربما قد تصلح كعنوان للتطورات المتسارعة و الانفراجة كما قيل التي عرفتها العلاقات الثنائية بين المغرب و اسبانيا ، كيف ذلك؟ هذا ما سوف نستقرأه من بين ثيانا احداث طفت على السطح حمالة دلالات و ما خفي من بين سطور تصريحات ذات معاني ، صاحبت زيارة رئيس الحكومة الائتلافية باسبانيا السيد بيدرو سانشيز للمغرب بدعوة كريمة من العاهل المغربي و ما نجم عنها من تفاهمات و قرارات شملت كافة المجالات ، بدءا بعودة السفيرة المغربية الى مقر عملها بمدريد ، مرورا الى ما شمل قضايا الهجرة و التعاون الامني و فتح الحدود بما يشمل معبري سبتة و مليلية …..
* تزامنا مع الزيارة خرجت مندوبة الحكومة الاسبانية بسبتة ، و هي بالمناسبة تنتمي للحزب الاشتراكي حزب سانشيز ، و صرحت بانها جد فرحة من اعادة فتح الحدود بين البلدين ، و انها تترقب تدفق عمالة نسوية مغربية تعملن خادمات البيوت ، معبرة في نفس الوقت ان الزمن الذي تقضيه في العمل لا يسمح لها باداء واجباتها المنزلية ، هذا ما يذكرنا بنفس النظرة التي ينظر بها الاسبان الى المغربيات اللواتي يمتهن التهريب المعيشي .
* تزامنت الزيارة كذلك مع عقد الكونغريس الاسباني لجلسة دعت لها ثلاث كتل نيابية ، قدم على اثرها للتصويت مقترح يدين موقف رئيس الحكومة و يتبرأ منه ، فكانت النتيجة رفض الاغلبية المطلقة للمجلس النيابي لما بدر عن سانشيز من انحياز للمقترح المغربي ، و اعتبروه غير قانوني كونه لم يحظى بمناقشة اعضاء الحكومة و لا باستشارة مع البرلمان وفق ما ينص عليه دستور المملكة الايبيرية ، كما اعتبروه ايضا موقفا شخصيا يعبر عن رأي صاحبه . اللافت للانتباه و الذي وجب التوقف عنده ، الموقف الرسمي الذي عبره عنه الكونغريس الايبيري فيما يتعلق بنفس الموضوع المثير للجدل ( قضية الصحراء الغربية و دعم حق تقرير المصير باستفتاء تشرف عليه الامم المتحدة وفق قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة ، بحسب بيان المجلس النيابي) .
للاشارة فقط اسبانيا مملكة برلمانية حيث الكلمة الفصل للكونغريس ، و الشعب الاسباني بمختلف الطيف السياسي هو من ينتخب نوابه و نتائج الانتخابات هي الحكم و الفيصل و من تمة يصار الى تشكيل الحكومة و عرضها على البرلمان لنيل الثقة و اداء القسم ، فضلا عن امكانية سحبها من الحكومة سواء كانت يسارية او يمينية او ائتلافية في حالة بروز ازمة .
* بعد اللافت للانتباه كما قلت ، جاء دور الملفت بكسر “ف” الذي لم يلتفت له احد و تم تمريره في غفلة من القوم النيام فمر مرور الكرام دون لفت الانتباه ( تصريح بيدرو سانشيز من قلب العاصمة الرباط عن سؤال وجه له بشأن حدود اسبانيا ، فكان الرد سبتة و مليلية و الجزر الجعفرية هي اراض اسبانية و المسالة غير قابلة للنقاش ، كما انها تمثل الحدود الجنوبية لاوروبا مع افريقيا ! السؤال المحير ، كيف تجرأ بيدرو سانشيز التفوه بما صدر عنه ؟ و كيف عم الصمت في ظل غياب رد رسمي من الجانب المغربي ؟ ثم لماذا لم تسلط الاضواء الاعلامية على هكذا تصريح جد مستفز لمشاعر المغاربة ؟ اللهم الا اذا كان هذا ثخمة كرم و اكرام الضيف

* من مقاصد زيارة بيدرو سانشيز للمغرب استهداف ثلاث عصافير بحجر واحد ( الرفع من شعبيته توطئة للانتخابات المقبلة بعدما استشعر تدنيها بحسب استطلاعات الرأي/الحد من اكتساح المد اليميني في المشهد السياسي/ اسماع الجانب المغربي ما يطربه و يغريه باعادة فتح الحدود البرية و البحرية بتأكيده على انحيازه للمقترح المغربي/ فك حصار سبتة و مليلية ..).
* الزيارة الرسمية بمعنى من المعاني لم تخلص الى نتائج ملموسة عدا فتح حدود البلدين و انهاء القطيعة و ازمة الثقة التي دامت حوالي عام ذات يوم من شهر ابريل ، و كاني بالازمة بين البلدين احتفلت اليوم بالذكرى الاولى لنشأتها ، اي بما معناه ان ما صوت عليه الكونغريس بالاجماع و موقفه المعلن حول الصحراء ، و ما صرحت به مندوبة الحكومة الاسبانية بسبتة بالتزامن مع بدء الزيارة ، و ما تخلل الزيارة و اختتمت به من تصريح لبيدرو سانشيز ، احدات و تصريحات توالت بالتزامن مع الزيارة تباعا لا تمث بصلة الى عودة الدفئ الى العلاقات الثنائية بين البلدين ، كيف ذلك ؟ ببساطة كونها تصريحات و وقائع مستفزة الى اقصى الحدود لمشاعر أمة ابت ان تقرأ معاني التصريحات و دلالات الوقائع ….و كل رمضان و انتم بخير .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *