معاناة و مأساة …صبر و اناة….انتصار القيصر العنوان الابرز للحرب الاوكرانية الروسية بالوكالة .

بقلم ابو ايوب


للشهر الرابع على التوالي تستمر الحرب الروسية الغربية الاطلسة بالوكالة ، و اليوم تحل ذكرتين من ذكريات اليوم الثامن و التاسع من ماي ، الاولى ذكرى المجازر الفرنسية بالجزائر و ما خلفته من معاناة و ماساة طالت باقي بلدان الفضاء المغاربي ، و على بعد سويعات سنحتفل بيوم التاسع من ماي احتفاءا بذكرى انتصار وريثة الاتحاد السوفياتي روسيا على النازية بقيادة هتلر ذو الاصول اليهودية كما جاء على لسان فلاديمير بوتين نفسه.
اليوم الحرب تتخذ اشكالا و منعطفات جد خطيرة ، لكنها بالمطلق في صالح محور و حلفاء يتمدد على حساب حلف و ادوات يتبدد كما دأبت على ترديده في مقالات لي سابقة نشرت على موقعي الجديدة نيوز و الجديدة توداي ، بالتالي تتوضح الرؤية اكثر فاكثر لتفصح عما خفي و ما خفي اعظم ، و بالأخص على ضوء فشل و افشال العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا ، عنوانها الابرز استنزاف الاقتصاد الروسي و محاصرة القيصر ، كيف ذلك ؟.
* اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم ببروكسيل عاصمة القرار الاوروبي لم يفضي الى نتيجة تذكر ، اجتماع خصص للتداول و مناقشة مشروع قرار بفرض عقوبات تقضي بانهاء التبعية للنفط و الغاز الروسي ، فشل الاجتماع في اتخاذ موقف موحد راجع الى اعتراض و رفض كل من هنغاريا و سلوفاكيا و جمهورية التشيك بمؤازة من جمهورية صربيا ، الى جانب اكثر من عشر دول اوروبية تتعامل مع روسيا في الخفاء ، تتصدرهم المانيا اول اقتصاد اوروبي و اول مستهلك للغاز الروسي .
* اليوم يتأكد بالملموس فشل العقوبات الغربية على روسيا و مدى تأثيرها على اقتصادات الدول الاوروبية الحديقة الخلفية لامريكا ، مجلس الشيوخ الفرنسي مثالا لا حصرا يدق جرس انذار حول التداعيات الوخيمة على الاقتصاد الاوروبي ، من بوابة حظر استيراد الغاز و النفط الروسي و التداعيات المترتبة في ظل العجز الامريكي على توفير البديل ، و هذا ما يعتبر في حد ذاته اعتراف بعدم القدرة على مجاراة السياسات الامريكية بما ينعكس سلبا على مجمل سياساتها في ادارة شؤون العالم .
* الروبل الروسي يتعافى على حساب الدولار الأمريكي في المعاملات التجارية الدولية و اخص بالذكر المعاملات مع الهند و الصين ( الروبية و اليوان مقابل الدولار ) ، فضلا عن حزمة تعاملات بالعملات المحلية كالريال السعودى و الدينار الجزائري و المارك الالماني كبديل عن الدولار و اليورو ، و في هذا شهادة وفاة لمعاهدة بروتون وودز التي ارخت لحقبة ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ،حقبة قضت بربط الدولار كاساس للمعاملات التجارية الدولية بعدما تم ربطها بقيمته ذهبا، فكانت بذلك اول خديعة و عملية نصب في تاريخ الانسانية في عصرنا الحاضر ، بعدما تنصلت امريكا من التزاماتها الدولية من خلال ربط عملتها بالنفط سنة 1971 بدل الذهب .
* القيصر اليوم جد منشرح و جد فرح و هو يفرك يديه انتشاءا يالانتصار في يوم ذكرى النصر على النازية ، الروبل اليوم يحقق ارتافعا قياسيا قياسا بالدولار الامريكي ، 66 روبلا مقابل الدولار في زمن قياسي بعدما كان الدولار يساوي 140 روبل ، أي بما معناه ارتفاع العملة الروسية مقابل الدولار بدل انخافضها على ضوء العقوبات الاقتصادية الغربية بدل المتوخى من فرض هذه العقوبات، بالتالي يشكل هذا انتصارا لا يقل اهمية على الانتصارات العسكرية على ارض الميدان ، بالرغم مما يتخللها من مأساة و معاناة الأوكرانيين و داعميهم الى آخر قطرة من دم أوكراني ( حرب بالوكالة ).
* اوروبا اليوم تؤمن احتياجاتها النفطية من روسيا بما نسبته 30%، و حوالي 130 مليار متر مكعب من الغاز الروسي ، و اول اقتصاد و اول مستهلك للغاز الروسي اوروبيا هي المانيا ، و في ظل عدم وجود شريك موثوق يؤمن لها احتياجاتها من الطاقة ، تبقى تبعيتها حصرية و مطلقة لما تجود به صنابير روسيا و هذا امر مؤكد على ضوء عجز امريكا على تأمين البديل ، بالتالي يتوضح ان الاقتصاد الالماني مرتبط اساسا بمدى التدفقات الغازية الروسية ، و هذا ما يمنعها او يحد من اندفاعتها و مجاراتها للسياسات الاطلسية ، لما في ذلك من تداعيات وخيمة على اقتصادها المرهون اصلا لتبعيتها لموارد الطاقة نسبة لاحتياجاتها من النفط و الغاز الروسي .
* بعدما شكل تاريخ 5 ماي مناسبة اليمة شكلت وصمة عار على جبين الانسانية ( ومضة من ومضات تاريخية عنوان مقال نشر على الجديدة توداي حول اقامة حديقة الحيوانات البشرية بالقرب من برج ايفل سنة 1889 م) ، اليوم الثامن من نفس الشهر تاريخ آخر ارخ لومضة مشابهة من ومضات المنطقة المغاربية و ما خلفته من ماساة و معاناة و احزان يندى لها الجبين ، بالموازاة تحل ذكرى 9 ماي يوم انتصار السوفيات اجداد الروس على النازية في اوروبا بنهاية الحرب العالمية الثانية ، و هذا بالضبط ما اكده القيصر من خلال حربه على بقايا النازية باوكرانيا في حربه اليوم بالوكالة ضد الاطلسي .
اليوم يتأكد بالملموس بان امريكا لا تعير ادنى اهتمام او اعتبار للاذناب ان لم اقل بالدول الوظيفية ، دليلي في هذا عدم التفاتتها لما خلص اليه مجلس الشيوخ الفرنسي ، و لا لما اعلنته حوالي عشرة دول اوروبية من ن رفض المجاراة للعقوبات المفروضة غربيا على روسيا ، بالتالي سؤال يفرض نفسه بالحاح ، ماذا لو ربطت روسيا قيمة عملتها بالذهب الاصفر بعدما تم ربطها بالذهب الازرق و الأسود؟ ثم ماذا بقي في جعبة امريكا من بدائل لا سيما بعدما ثبث فشلها في اخضاع صانع السجاد الايراني في الملف النووي ، و فشل في اركاع مجنون كوريا الشمالية ، و هما اقل شأنا من الدب الروسي و التنين الصيني و هذا ليس انتقاص من قيمتهما ؟
تزامن الذكريات نهاية سطوة و جبروت العم سام و وأد حلم سيطرة غربية افل نجمها ، عنوانها الابرز ما يعجز الغرب على توفيره و تأمينه ، مصادر الطاقة عصب الاقتصاد و عنوانها غاز و ذهب و غذاء ، و روسيا تستأثر المشهد بامتياز من زاوية ثلاثية الابعاد في بعدها العسكري ، اي بمعنى حرب زرقاء ( اول منتج للغاز) و حرب صفراء( اول منتج للذهب عالميا) و اخرى حرب خضراء( اول منتج و مصدر للقمح ) ، هذا فضلا عن القوة العسكرية التي تمثلها بمؤازرة من حلفاء المحور الصين و كوريا و ايران ….مثال .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *