ويل لأمة لا تحتفي بجنودها

بقلم ابو ايوب


العمود الفقري لاي امة مهما علا او تدنى وزنها تماسك جيشها بما يشمل المتقاعدين و الموتى . و ثاني الركائز الجبهة الداخلية او الحاضنة الشعبية و الحالة النفسية لكليهما ، و مدى قدرتها على التضحية و تحمل المجهود الحربي في حالة وقوع اعتداء ،في حين يحل العامل الاقتصادي الثالث تصنيفا اضافة لعوامل اخرى …، و خير احتفاء و احسن تكريم اقامة نصب الجندي المجهول كما هو ساري المفعول تقريبا في كل دول العالم ، و هذا اقل ما يمكن فعله تكريما و تشريفا و احتفاء .
الحاضنة الشعبية بحسب كل الاستراتيجيات العسكرية تحتل مكانة جد متميزة في التخطيط و تنفيذ الخطط العسكرية ، بل تعد من الاسس الضامنة لاحراز اي تقدم في العمليات العسكرية ، اي بمعنى ، الحالة النفسية لهذه الجبهة و مدى قدرتها على التحمل و التعامل مع التداعيات المترتبة و حال معنوياتها و مدى التضحيات الواجب تقديمها …، و في حالة بروز بوادر انهيارها النفسي يسهل ابتلاع الانسان و قضم الجغرافيا.
ما يجري اليوم في كل ربوع الوطن دون استثناء اي جهة و منطقة و اقليم…..يدمي القلب بقدر ما يدعو الى تشخيص الجبهة الداخلية و ما تعانيه في الوقت الحالي من تصدع و شرخ قد يكون اصابها في مقتل ، و اخف الاضرار ظهور بوادر تصدعات و شروخات تتجسد عبر الوقفات و المسيرات و ما ينقله الفضاء الازرق من فيديوهات ……و اخص بالذكر ما حصل بالرباط العاصمة ايام الفاتح من يونيو الجاري ، وقفة نظمها قدماء العسكريين و قدماء المحاربين و الارامل امام مؤسسة الحسن الثاني للاعمال الاجتماعية……، اعلام وطنية و شعارات و مطالب رفعت مطالبة بتحسين الوضعية الاجتماعية ، و الالتفات الى هؤلاء المتقاعدين و قدامى المحاربين و لاسرهم بعدما ضاقوا درعا بالوعود و مواعيد عرقوب ، فماذا كان الجواب؟ .
الاحتفاء تم بطريقة حضارية راقية تكريما ( بترقيق الكاف) ، تكريم جسده تدخل امني خلف اصابات بين المحتفى بهم نظير ما قدموه لهذا الوطن من تضحيات جسام ، فيديو الحدث تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي و بعض المواقع الاعلامية بالصوت و الصورة مع سماع تصريحات بعض المتدخلين المشخصين للوضعية المزرية التي تئن تحت وقعها و تكتوي بنارها ارامل و متقاعدون و محاربون قدامى..فمرحبا بالتكريم و اهلا و سهلا بالتعنيف لمن كانوا حماة الوطن بالثغور .
هنا اود طرح السؤال عن وقع ما حدث بالرباط العاصمة ، و مدى تاثيره على نفسية المرابطين حاليا بالثغور ، و اخص بالذكر الجنود المغاربة بالجنوب….مع طرح تساؤل آخر و فرضية محتملة جدا لا تقل اهمية …ماذا لو كان هناك من الجنود المرابطين من ينتسبون لبعض ممن شاركوا و عنفوا في وقفة العاصمة الرباط ، و ما تاثير ما وقع على نفسيتهم و على معنوياتهم في ظل ما يجري من عمليات حربية او مناوشات عسكرية بالصحراء  المغربية ( بشهادة تقرير انطونيو غوتيريش امين عام الامم المتحدة الذي قدمه لمجلس الامن الدولي شهر اكتوبر من سنة 2021)؟.
قبل الختام ، اود الاشارة الى انها ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها هؤلاء للتعنيف و الركل و اللطم و الدفع…..، و بدل ان يكرموا بتضخيم الكاف كرموا بترقيق الكاف بحسب المفهوم الشعبي المتداول ، فويل لأمة لم تلتفت لعمودها الفقري( (العسكري هوا لي خصو يسكن فالفيلا و يتبعو المعلم و الاستاذ و الطبيب ….و ليس البرلماني و الوزير….احتفاءا بالجندي و المعلم ….السابق ، و تحفيزا للجيل الصاعد شحدا للعزائم و رفع المعنويات للحاضنة الشعبية او الجبهة الداخلية ) ، اليس كذلك ؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *