البكاء وراء الميت خسارة

بقلم ابو ايوب


بعد عودة العلاقات الثنائية الاسبانية المغربية الى سابق عهدها بحسب الظاهر و ما خفي اعظم ، بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الائتلافية يخرج بتصريح حمال رسائل ، رسائل من بينها اشادة و ثنيا و حسرة و تحسر ، كيف ذلك ؟
اشادة بالدور الذي يلعبه المغرب كحارس للحدود الاسبانية في مواجهة تدفق الراغبين الافارقة في الهجرة الى الفردوس الموعود اوروبا ، و حسرة و تحسر على اعداد الوفيات بين المهاجرين الافارقة الراغبين في بلوغ الضفة الاخرى ، مناسبة الكلام المأساة و عدد الوفيات التي سجلتها محاولات الافارقة على السياج الحدودي الفاصل بين المغرب و مدينة مليلية ، بالتالي تحولت المأساة الى كارثة انسانية لا تقل اهمية عما وقع ابان اندلاع الازمة السورية و ما تبعها من هجرات جماعية مع وجود الفارق .
لعلعة الرصاص اودت بحياة افارقة إما بفعل اللعلعة أو كتحصيل حاصل من الاندفاعة العددية للراغبين في ولوج المدينة بحثا عن مستقبل مغاير لما ألفوه في بلدانهم جراء الحروب الناخرة . عملية اجهاض محاولة الدخول الى المدينة اسفرت على تسجيل عدة وفيات بين المهاجرين دون تسجيل اي اصابة بين افراد قوات التدخل المغربية ، و هذا في حد ذاته ما يطرح اكثر من علامة استفهام ….
تصريح سانشيز و اتهامه لمافيات الهجرة بالتسبب في الكارثة ، تبعه تصريح لحزب الاحرار حزب رئيس الحكومة المغربية يتماهى مع موقف سانشيز ، متهما هو الاخر مافيات الاتجار في البشر التي تنشط في المنطقة الشمالية من المملكة المغربية بالتسبب في المأساة ، تصريحين متطابقين يذهبان في نفس الاتجاه …و هذا ما يبرهن على أن المنطقة الشمالية اصبحت خارج سيطرة الحكومة ، او لنقل بصريح العبارة اعتراف رسمي بان الدولة المغربية لا تمارس سيادتها المطلقة على تلك المناطق ، ما يشكل في حد ذاته اعادة المغرب الى زمن السيبة ثلاثينيات و اربعينيات القرن الماضي ، اليس كذلك ؟.
علامات استفهام كبرى تطرح حول المراد ايصاله من هذا الجانب او ذاك تنصلا من تحمل مسؤولية ما وقع ؟ بالتالي ما تاثير هذا على المقاربة المغربية و سياساتها المتبعة في مجال الهجرة الجماعية للافارقة نحو شمال ضفة الابيض المتوسط ، لا سيما بعد الترويج بان المملكة هي الحضن الدافئ للاشقاء الافارقة ؟ و ذلك انطلاقا من ايمانها الراسخ بوحدة الشعوب الافريقية ، فضلا عن دفاعها على مصالح دول القارة السمراء كبوابة اوروبية نحو افريقيا لا محيد عنها ( اقتصاديا مثالا لا حصرا).
اشادة سانشيز و تحسره على الارواح البشرية التي سقطت مبعث تقزز و اشمئزاز ، و أقل ما يقال عنها بأنها نوع من السكيزوفرينية السياسية لزعيم فاقد للكاريزما و للشعبية ( خسارته الانتخابية المدوية في اقليم الاندلس خير مثال على تدني شعبيته في اكبر حاضنة شعبية له باسبانيا مثال ، تصفح مقال اشرت فيه الى نتيجة الانتخابات بالاندلس) ، و قد تعد محاولة منه لتوريط الجانب المغربي و تحميله مسؤولية ما حدث من مأساة انسانية للرفع من شعبيته ، او محاولة منه للخروج بأخف الاضرار حفاظا على ما تبقى من رصيد سياسي لحزبه و الانتخابات على الابواب .
اليوم اجزم بان سانشيز أطلق رصاصة الرحمة على مستقبله و مستقبل حزبه السياسي ، فماذا بشأن حزب الاحرار المغربي المتفرد بشؤون الحكومة المغربية في عز ارتفاع الاصوات المنتقدة لتدبيره شؤون المملكة ؟ بالتالي هل يتحمل وزر الاوضاع الاقتصادية.السياسية.الاجتماعية… التي تعصف بالمملكة ام ستتم عملية الاسقاط وفق منطوق العلوم النفسية ، و الاسقاط هذا تهرب من تحمل المسؤولية و اسقاطها على طرف أخر ك( طاح ليا الساروت و هرب عليا الكار او القطار ، بدل القول وصلت في وقت متاخر او اضعت الساروت مثال). 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *