كتاب أصول الدافع الجنسي “الشذوذ الجنسي”

بقلم خالص جلبي

من أعجب الكتب التي قرأتها عن الشذوذ الجنسي كتاب (أصول الدافع الجنسي) للكاتب البريطاني (كولن ولسون) الذي فاض في الكتاب في سلسلة من الكتب اشتهر بها مثل كتاب (اللامنتمي) و(نهاية الحضارة) و(المعقول واللامعقول) وكتاب (مابعد اللامنتمي) و(مابعد الحياة) و(راسبوتين = الذي كتب حول هذا الداعر أكثر من مائة كتاب كما قال ولسن) و(الإنسان وقواه الخفية) و(خفايا الحياة) و(الشعر والصوفية) و(أصول الدافع الجنسي الذي نحن بصدده وهو من أعجب ماقرأت وارتسمت سطوره في ذاكرتي) و(اللامنتمي) و(رحلة نحو البداية) و(سقوط الحضارة).
وفي كتاب أصول الدافع الجنسي ذهلت من أشكال الشذوذ الجنسي، مثل الساديين والمازوخيين والفتيشيين (عشق الملابس الداخلية) أو حتى ممارسة العلاقة مع الجثث والبهائم؟
وفي كتاب بيتر فارب عن (بنو الإنسان) تعرض للعلاقات الجنسية فقال لم يبق شكل من أشكال العلاقات الجنسية إلا ومارسها بنو آدم، وأخيرا استقرت على الشكل النووي لبناء العائلة بعد أن ثبت أنها أصلح العلاقات أي رجل لامرأة ومنها يخرج البنين والحفدة. أو بكلمة أدق كما شرعها القرآن رجل لأمراة أو رجل لأكثر من امراة تحت دافع بيولوجي طبيعي فلو جامعت امرأة مائة رجل انجبت طفلا أو توأم، ولو جامع رجل مائة امرأة أنجب منهن العشرات فهذا هوعمل الطبيعة التكاثر؟
وفي القرآن الكريم جاءت قصة يوسف فتحدث عن العلاقة الجنسية على نحو مهذب ولكنه لم يسكت عنها بل ذكرها وناقش أجواءها النفسية تحت كلمة ولقد همت به وهم بها، وكلمة هيت لك؟
وفي صيف عام 2010م تحركت المظاهرات في بولندا حيث احتشد آلاف المثليين يريدون من العالم أن يعترف بهم ويعلن في المحاكم شرعية الزواج من ذكر بذكر وامرأة بامرأة، وهو ما اعتمدته قوانين بعض الدول فأباحته على أساس أن كل مباح يتحول عاديا، وكل ممنوع يصبح مرغوبا ممارسا سريا.
وقصة المثليين تضرب في جذور التاريخ منذ أيام مملكة أنكور في الهند في حكم راجا راجا، أو أيام أثينا حين خرجت كتيبة كاملة من المثليين في حربها مع أسبارطة فماتوا سوية متعانقين. والمشرع في هذا يجب أن يعتمد الحقائق العلمية قبل نزعات الشواذ ورغبات المنحرفين. ومنه تخبر كندا كل مهاجر أنها ستحميه وعائلته من البورنو.
ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما وخلق الإنسان ضعيفا.
والمشكلة في المثليين هي في قفزها من عتبة الأفراد إلى الظاهرة الاجتماعية، فيقول قوم لوط أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون؟ فتصبح الطهارة عيبا والقذارة فضيلة؟ ويقول النبي المحرج أمام ضيوفه لو أني لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد؟
وفي الشذوذ الجنسي تستوي الرهبنة مع البورنو والستربتيز، ومن الرهبنة تولدت الستربتيز ظاهرة التعري، فهما قطبان للانجراف والانحراف والعلاقة غير السوية. ومع كتابة هذه الأسطر فقد بدأ الجنون المضاد في السعودية فبعد التشدد الانحلال.
وأنا شخصيا حين انفجر مرض الايدز وقفت أمام ظاهرة المنحرفين المثليين فوضعتها للدراسة العلمية، أمام هذا المرض الذي انفجر وقضى على ثلاثين مليونا من الأنام حتى اليوم ومصاب به عشرات الملايين إلى درجة انقراض أجيال في أفريقيا تقول مجلة الشبيجل الألمانية عنهم ظاهرة رعاية الأجداد للأحفاد، بدون أمل في علاج ولقاح حتى اليوم.
وحين أطل المرض بقرنه قفزت وزيرة الصحة الأمريكية فأعلنت بتهور أن هذا المرض مسألته عاما أوعامين ويصبح تحت السيطرة؟ وها قد مضى على المرض ثلاثين عاما وتهاوت دعاوى وزيرة الصحة الأمريكية، فليس تحت السيطرة بل منجل يحصد الأرواح إلى بلاد الأتراح؟
وللعلم فإن مرض الأفرنجي (الزهري = Syphilis) استمر يضرب القارة الأوربية أكثر من أربع قرون؛ فحصد أجيالا من البشر، وأصيبت أجيال بالعته والعمى والصمم والسرطانات ونخر العظام، حتى كشف الله سره أمام عيني (فريتس شاودين) فعرف مسببه في اللولبية الشاحبة أفعى الزنى، ثم وبواسطة البنسلين تم القضاء على المرض في أي مرحلة، ولكنه في حالة ردة اليوم كما في أمراض أخرى..
وحين يتعرض القرآن لظاهرة التوحيد فإنه يعرض نماذج متنوعة من الانحراف العقائدي والسلوكي، فهو في قصة شعيب الكيل والميزان كما هي في كارثة الرهن العقاري الأمريكي عام 2008م أي الجشع الاقتصادي، أما في قصة النبي لوط التي تناثرت في عشر مواضع في القرآن الكريم بشكل تفصيلي فهي في الانحراف الجنسي بالعلاقة المثلية.
وهنا أزعم أنني وضعت يدي على سر مغيب في نهاية هذه الأقوام أن نهايات الحضارات كما يقول توينبي المؤرخ البريطاني أنها تتشابه وتنتهي في علة واحدة في الانتحار الداخلي وفقد قدرة تقرير المصير.
وهي في قصة قوم لوط زلزال وبركان ماحق يذكر بقصة بومبي وهيركلينويس في أيطاليا حين تحولتا إلى رماد؟ كذلك كان الحريق الأعظم في قوم لوط، فالايدز الذي يزحف عبر القارات والتهم إلى الموت عشرات الملايين ويتحول في أفريقيا إلى وباء، كان أيام النبي إبراهيم بؤرة مهددة لبقاء الجنس البشري كله، فنحن مع كل التقدم العلمي مازلنا أمام الإيدز عاجزين ولكنه أيام لوط كان سيلتهم الجنس البشري كله في أعداد ليست بالكثيرة فربما كان الجنس البشري قبل أربع آلاف سنة لايتجاوز 200 مليون نسمة؟ فوجب علاجه بالحرق والبركان..
وأذكر أن شرارة مرض الإيدز معروفة تماما وأنها انطلقت من مضيف على الخطوط الكندية كان يبدل أخدانه أكثر مما يبدل قمصانه ..
يقول القرآن فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود..وبذلك تم إنقاذ الجنس البشري من الإيدز القديم حتى انفجر مع شواذ القرن العشرين ؟؟؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *