القالب بالمفهوم المغربي 3 , اية آفاق لتجاوز المصيدة

بقلم ابو ايوب

وجهة نظر سياسية ….كيف ذلك ؟
تقاسم ادوار وفق الاولويات و ترتيب الدول من حيث الوزن و الثقل الجيوستراتيجي في الوطن العربي استعدادا لقمة الزعماء العرب بالجزائر . رمطان لعمامرة وزير الخارجية يسلم اول دعوة للمشاركة في القمة العربية للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقاهرة ، و من بعد للرئيس المصري السيسي بعدما حظي بشرف استقباله له ، و قد يتكفل الجزائري بايصال الدعوات الى الامارات و قطر ….
فيما انيطت مهمة تسليم دعوات المشاركة لكل من السعودية و الاردن و المغرب تباعا لوزير العدل الذي حل بالمغرب و التقى بوزير الخارجية السيد بوريطة بحسب بلاغ للوزارة المعنية ، بالتالي مشاركة المغرب اصبحت مؤكدة رغم قطع العلاقات الديبلوماسية بين الجارين و غلق الجزائر للاجواء و ما سبقة من غلق للحدود البرية ……..، و في هذا اشارة واضحة الى الاحراج و الركن في الزاوية امام الاشهاد العرب ، و قد تعد الخطوة احراجية بقدر ما هي تحدي في نفس الوقت ، خطوة اتخذتها الجارة بمكر و خداع لكن بتأن و صبر و روية و تخطيط محكم لعزل المغرب دون ان تتحمل هي التبعات ، اي بمعنى احراج المغرب .
أما وزير الداخلية فقد تكفل بتسليم دعوات الحضور لكل من تونس و موريتانيا ، و هما الدولتان اللتين اصبحتا تمثلان ثقلا وازنا و قيمة مضافة للسياسات الجزائرية على الصعيد العربي.الافريقي.الجهوي و مع الامم المتحدة و المعاكسة للمصالح المغربية . اجماع الدول العربية على عقد القمة بالجزائر يومي الفاتح من شهر نوفمبر القادم ، يوم احتفال الجارة بالذكرى 68 لانطلاق الثورة الجزائرية ، مؤشر على ما اصبحت عليه الجارة اليوم و دورها الريادي سواء على الصعيد العربي او داخل الاتحاد الافريقي ، فضلا في كل ما له علاقة بالتعاون بين دول شمال جنوب ( اوروبا .افريقيا مثال ) .
ما يعزز الطرح ما صرح به وزير خارجية الكويت ، الذي اعلن ان وفد بلده الكويت سيكون اول الوافدين على ….و آخرهم في المغادرة ، و لعلي بهذا الموقف تعزيز للسياسات الجزائرية اتجاه مختلف شركائها ، اسوة بالرسالة التي بعثتها في كل الاتجاهات ( عربيا.افريقيا.اوروبيا.دوليا ) من خلال أسبقية تسليم دعوات المشاركة في القمة العربية للرئيس الفلسطيني نكاية في الدول العربية المطبعة ، و لسان حالها يقول بفلسطين ظالمة او مظلومة ، من زاوية ان الصراع العربي مع الكيان العبري ليس نزاعا ثنائيا بين الفلسطينيين و دولة الكيان.
بل هو صراع يخضع لضوابط قوة القانون الدولي و ليس وفق ضوابط قانون القوة ،و في هذا اعتراف بالحل الأممي كما اقرته قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة ، و التي بقيت حبرا على ورق لحدود الساعة ، اعتراف اممي بدولتين ضمن حدود 1967 و القدس عاصمة للدولتين ، و هذا ما اعلنته المبادرة العربية بقيادة السعودية و اجمعت عليه كل الدول العربية في مؤتمر بيروت ، لكن و لحدود الساعة لا زال العرب يقدمون التنازلات و يختلقون التبريرات ، بل البعض منهم وصل به الحد الى ممارسة ضغوطات على الجانب الفلسطيني لتقديم المزيد لكيان يأخذ و لا يعطي .
و رغم اللغط الذي اثير حول انعقاد القمة من عدمه ، و الاخبار التي روجتها بعض الاقلام و المفكرين و رؤساء المراكز الاطلسية …، و التي اكدت على تأجيل القمة الى موعد لاحق ، و منهم من قال بسحبها من الجارة و تكليف مصر …..، الا ان خطاب امين عام جامعة الدول العربية في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة مؤخرا ، فنذ و دحض كل ما روجه الحانقون اصحاب الرؤى العدمية و الذين بلعوا السنتهم بعدما خرفت تحليلاتهم ثم تواروا بعدما تملكهم زمهرير الاحباط و قر الفشل و حر خيبات الأمل .
رسالة مناورات الشرق 2022 التي يشارك فيها حوالي 50.000 جندي بروسيا ، بمشاركة الصين.الجزائر.سوريا……، هي اشارة واضحة لكل من يدور في الفلك الغربي ، رسالة تلقفتها الدول العربية المنتجة للبترول ( السعودية.الامارات…..) ، التي بادرت الى رفض الطلب الامريكي برفع الانتاج و اغراق الاسواق من اجل خفض الأسعار ، كمساهمة منها في الحرب الغربية على روسيا ، رفض الدول المصدرة هذا ، يعتبر اصطفافا الى جانب الموقف الروسي الرافض لرفع الانتاج و اغراق السوق ، فضلا عن كونه تموضع و تموقع في الخارطة الجيوسياسية لعالم متعدد الاقطاب ، و هذا بالضبط ما اعلنته اليوم الصين على لساء مسؤول من اعلى المستويات ، عندما صرح ان الصين جد فخورة من قدرة الاقتصاد الروسي و صموده في وجه العقوبات الغربية .
بالتالي بوادر تشكل عالم جديد و تبلور نظام متعدد الاقطاب بزعامة روسية صينية ، هو في حد ذاته تقوية لحلفاء المحور على حساب مصالح حلف و ادوات وهن و ضعف ، مظاهرات براغ و ايطاليا و المانيا و اليوم بريطانيا ، في الوقت الذي تنتشر فيه العدوى لتشمل دول القارة العجوز مثال ، حيث من المتوقع المرتقب ان تشتعل كل العواصم الغربية احتجاجا..تنديدا…شجبا…لما آلت اليه الاوضاع الاجتماعية و الاقتصادية بفعل سياسات خرقاء و تبعية عمياء لأمريكا ، امريكا اليوم حمار نفق و نسر جريح ( شعاري الحزبين الجمهوري و الديموقراطي) ، و خير دليل على التهاوي و بداية التفكك ، ارتفاع البطالة/ دعوات ترشيد استهلاك الطاقة/ انقسام المجتمع الامريكي على نفسه/ تنامي المد العنصري….امثلة من اخرى كثيرة .
في المقابل نشهد انتعاشة اقتصادية و ارباح خيالية حققتها دول المحور ( روسيا مثال رغم اجواء الحرب باوكرانيا) ، و طفرة جيوسياسية ذات بعد جيوستراتيجي بما يشمل مختلف ازمات العالم من طاقة و غذاء ….، مسنودتان بقوة عسكرية ضاربة ما فتأت تتقوى يوما بعد يوم ( التسلح الجزائري و ما يشكله من ازعاج و مصدر قلق للخاصرة الرخوة لحلف شمال الاطلسي جنوب غرب الابيض المتوسط مثال) ، ناهيك عما تشكله الصين من خطورة على الحلف الاطلسي و امريكا ( اقتصاديا.ماليا.عسكريا….).
اليوم اكثرية الدول العربية تلقفت رسالة دول المحور ( اعادة فتح السفارة الاماراتية بسوريا/ الحوار السعودي الايراني/ الموقف المشرف لسلطنة عمان/ رجاحة و عقلانية الموقف الكويتي مثال ) ، فماذا بشأن البقية و هل ما زالت متشبتة بالتغريد خارج السرب ؟ و من كان و لا زال يؤمن بامريكا ازف له خبر قرب نعيها و ما هي الا مسألة وقت و هو في هذا متشبت بالسراب ، اما من به ريب و شك فالايام بيننا و خسئ المطبعون . انعمتم……

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *