القالب بالمفهوم المغربي 4 ( احتراق و حرق اوراق).

بقلم ابو ايوب

وجهة نظر بنكهة سياسية…كيف ذلك ؟
بعد التأكد من التئام قمة القادة العرب المقبلة بالجزائر يومي الفاتح من نوفمبر القادم ، ضغوط مورست على ثلة من الوجوه البارزة شملت المجالين الاعلامي و الديني ترطيبا للأجواء كتوطئة لانجاح القمة و مقدمة لاصلاح ذات البين بين الدول المطبعة و الممتنعة و التي تتآمر من خلف الستار على حد سواء. حذف فيصل القاسم الاعلامي بقناة الجزيرة القطرية و مقدم برنامج الاتجاه المعاكس ، لكل تدويناته و تغريداته ….قبل تواريه عن الانظار ، هو في حقيقة الامر حرق لورقة بالمفهوم الاستخباراتي في انتظار ابراز اوراق اخرى .
دليل هذا ، ما حصل للدكتور الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي رأى النور ببريطانيا بتمويل من بلد المنشأ و المقر ، تصريحاته على غرار تلك التي غرد بها فيصل القاسم اعلامي الجزيرة و مقدم برنامج…..مع وجود الفارق ( الاخير درزي سوري تنكر لوطنه و اخته قاضية باحدى المحاكم العسكرية بدولة الكيان العبري/ الريسوني دافع عن مصالح وطنه و ابدى غيرة )، موقفه هذا تسبب له في اقالة و انهاء مهام على شكل تقديم استقالة حفاظا على ماء الوجه ، استقالة من رئاسة الاتحاد العالمي و من كافة المناصب الرسمية حتى يتفرغ لمقاصده و مراميه ، حرية التغريد و ابداء الرأي ….استبعادا لاي ضغوط من طرف الممول و المشرف.
من قوالبنا لهذا المساء و عنوانه الابرز ، فتح الاجواء الجزائرية لتسليم دعوة المشاركة في قمة الجامعة العربية ، رغم قطع انبوب الغاز نحو المغرب في اتجاه اسبانيا و البرتغال ، و رغم قطع العلاقات الثنائية و استدعاء السفراء و غلق الاجواء ، و بالرغم من اغلاق الحدود البرية بين الدولتين ..لكن الأكيد ، انها ستغلق من جديد مباشرة بعد تسليم الدعوة و عودة وزير العدل عبد الرشيد صحي الذي كلف بالمهمة .
و من المرجح و المؤكد ان تفتح ثانية للسماح بمرور الوفد المغربي المشارك في قمة الزعماء العرب لتغلق من جديد بعد انتهاء القمة و مغادرة الوفد المغربي المشارك ، حيث من المرتقب ان يترأس الوفد المغربي وزير الخارجية الوسيم البشوش السيد بوريطة ، مع تسجيل استحالة بالجزم مشاركة العاهل المغربي في اشغال القمة ، و ذلك لعدة اعتبارات لا يسعني المجال للتطرق لها و قد تشكل موضوع مقال في المقبل من الايام .
من المقالب او القوالب بالمفهوم ……مقلب خارطة الوطن العربي المعتمدة رسميا بالجامعة العربية ، و هي بالمناسبة اليافطة التي ستتصدر المشهد بقاعة المؤتمر حيث اجتماع القادة و التناوب على القاء الخطابات ، بالتالي هي نفس الخارطة التي ستتصدر الحدث في وسائل الاعلام المواكبة للقمة ، اي بمعنى ، خريطة العالم العربي دون ادنى اشارة لا من قريب او بعيد لحدود الدول العربية مع بعضها ! ، خريطة بدون حدود و لا تقبل اي تأويل سياسي او استغلال اعلامي كيفما كان نوعه ، تذكروا هذا جيدا و الايام بيننا.
و من ينكر هذا فهو مهرنط بالمفهوم المغربي ، يعبر عن عجزه المعرفي في مواكبة مجرياث الاحداث و رسائلها ، بقدر ما يعبر عن انعدام الحنكة الموضوعية في تحليل السياسات الخارجية و الامنية ، بالتالي مفهومه يبقى مقتصرا على تحلل او تخلل التحليل ، وفق متطلبات السوق من حيث العرض و الطلب ، اي بمعنى كل ما يطرب الاذن فهو مستحب حتى و لو كان المتلقي يعيش في مغارة ..الامر لا يهم بقدر ما تهم المساهمة في تضبيع القطيع بحسب نعث الرسميين المغاربة ، تضبيع يراد به تنويم و نشر البلادة .
و هذا ما يحيلنا بالضرورة على انقلاب النهج و قلب المنهج ، اي بما معناه بالعربية الفصحى ، بدل الاستثمار في العنصر البشري كما ارتضاه بعض زعماء الدول ( لي كوان يو اول رئيس لسنغافورة الذي ورث البرغوت و المستنقعات ثم حولها الى ما هي عليه اليوم مثال) ، قادتنا آثروا ثم فضلوا رغبة منهم ام بضغط خارجي ، استحمار العنصر البشري لاحكام القبضة على الحكم و الثروات !
فهل من لبيب فطن و حكيم متفطن عربي بمستطاعه تغيير النظرة الغربية للاوطان و الشعوب العربية ؟ قديما قالوا بان الاسلام شرقي المنشأ و هي حقيقة لا غبار عليها ، كما هي كذلك حقيقة نصرته و مبعثه من جديد لاصلاح ذات بين الاخوة الاعداء هي شرقية ، و هذا ما يفنذ و يدحض مقولة ( كل ما يجي من الشرق عجاج و ريح ) ، اي عوض العجاج و الريح هناك المليح و لعلها بادرة خير لتصفية و نقاء الاجواء بين الفرقاء العرب في القمة المرتقبة !
ما يعزز الطرح في حالة توافق العرب على استرجاع بعض من امجاد غابرة و لا استثني احدا ، نجاح القمة هو في حد ذاته تخليد لذكرى عزيزة على قلب كل عربي ….فذكرى استقلال وطن عربي لا تقل اهمية عن استقلال عموم الدول العربية بما يشمل العالم الاسلامي ، و قد تعرضت و استأنست بتجربة سنغافورة الاسلامية اسوة باستئناسي بماليزيا و اندونيسيا ، و هذا ما يثلج الصدر …اليس كذلك ؟ بلى و لكن ليطمئن قلبي . و الى مقال آخر استودعكم في حفظ الرحمان …..انعمتم ….

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *