ذكريات و دلالات

بقلم ابو أيوب :


كل القادة العرب تلقوا دعوات المشاركة في القمة العربية المرتقبة بالجزائر يومي 1 و 2 نوفمبر القادم ، و التاريخ هذا هو بالمناسبة تخليد الذكرى 68 لانطلاق ثورة التحرير الجزائرية التي اندلعت شرارتها يوم 1 نوفمبر من سنة 1954 ، و كل القادة العرب أجمعوا على حضورهم الشخصي ما عدا ملك السعودية نظرا لحالته الصحية المتدهورة ، حيث سيمثله ولي العهد الامير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية ، فيما اعلن امير الكويت انه سيكون اول ضيف سيحل بالجزائر و آخر المغادرين .
لعلمي المغرب لحد الساعة لم يتوصل بعد بدعوة المشاركة في القمة العربية المرتقبة ، و هذا بمفهومي أمر غير طبيعي و خطة جزائرية محبوكة بامتياز لاحراجه امام الاشقاء العرب ، وقد يكون الهدف من وراءها الدفع به الى مقاطعة القمة العربية ، بالتالي يستكمل طوق الحصار و الركن في الزاوية توطئة لعزله عن محيطه العربي بعدما تمت محاصرته افريقيا ( حكم المحكمة الافريقية الأخير مثال) .
و من شبه المؤكد حتى لا اجزم به ، الجزائر اليوم بصدد اختيار تاريخ تسليم المغرب دعوة الحضور التي سيتكفل بتسليمها وزير العدل الجزائري عبد الرشيد الطبي ، كما انه من غير المستبعد اختيار الجزائر ليوم تسليم الدعوة ذكرى ذات حمولة تاريخية اسوة بيومي افتتاح اشغال قمة الزعماء العرب ، و قد يكون موعد تسليم دعوة المشاركة يوم 8 اكتوبر القادم ، نظرا لما له من رمزية تاريخية بالنسبة للجزائر ..كيف ذلك ؟ .
ببساطة منقطعة النظير ، يوم 8 اكتوبر القادم يصادف الذكرى 61 لحرب الرمال التي اشتعل أوارها بين المغرب و الجزائر سنة 1963 ، حرب حدد لها كهدف كما جاءت على لسان العاهل المغربي وقتذاك ، استرجاع الصحراء الشرقية التي اقتطعتها فرنسا من خريطة المغرب ( تندوف.بشار.لقنادسة.حاسي بيضا….) ، حرب لم تدم طويلا اذ سرعان ما حطت اوزارها بعد وساطة امبراطور اثيوبيا آنذاك هيلاسيلاسي ، لكن الحرب في المقابل لم تحقق هدفها بحيث بقيت تلك الاراضي تحت السيادة الجزائرية الى يومنا هذا . بعدها بحوالي تسع سنوات جاءت اتفاقية افران سنة 1972 بين الرئيس الجزائري بومدين و العاهل المغربي ، التي رسمت الحدود بطريقة رسمية نشرت بالجريدة الرسمية للجارة الشرقية في حين لم تنشر مغربيا الا في سنة 1992.
بقاء تلك الاراضي في حوزة الجزائر ، يطرح تساؤلات عدة وفق المنطق و قانون الحروب من قبيل ، عدم تحقيق اي هدف من اهداف الحرب يعتبر هزيمة اليس كذلك ! بلى و لكن ليطمئن قلبي . متمنياتي من عمق اعماق فؤادي ان لا يكون موعد تسليم دعوة المشاركة يوم 8 اكتوبر القادم . أنعمتم اوقاتا ……و الى موعد آخر بحوله تعالى .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *