حقيقة في دقيقة

بقلم ابو ايوب
كثيرة هي الأقوال المغربية المأثورة و المتداولة في الاوساط الشعبية و التي يستشهد بها الخاصة و العامة في علاقاتهم اليومية ، اقوال تبقى كموروث شعبي يتداول عبر الاجيال ، لكن البعض منها يبقى قابلا للتأويل فضلا عن كونه مجهول المصدر ، او اقله منسوب الى غيره من قبيل ( لي ضاخ يشد الأرض ) بحرف الضاد وهذا هو الاصل . فيما بالعامية المغربية ينطق بحرف “د” ، بالتالي يصبح المعنى و القصد مغايرا تماما للمفهوم النصيحة من وراء القول الاصل ، لكن في المقابل لا أحد تسائل يوما عن معناه الحقيقي و عن قائله .
بالمناسبة ، اصل القول هذا يستمد جدوره من اللغة العبرية ، اما معناه فهو مغاير تماما و لا يمث بصلة الى معناه بالدارجة المغربية …، اي أن المفهومين و المعنيين متباينين و لا جامع بينهما ….كيف ذلك ؟ .
( ضاخ يعقوب مثلا….) باللغة العبرية ترمز الى ان المعني بالأمر قد كسب مالا ،أو حقق ارباحا و مداخيل نقدية نتيجة معاملات تجارية….، فيما ( شد الارض) هي بمثابة نصح له و نصيحة باستثمار تلك الارباح في اقتناء الارض او تصريفها في عقار ما…، بالتالي هي دعوة صريحة الى عدم تكديس ذاك المال في الأبناك ، و القول هذا هو في الحقيقة موروث شعبي يهودي مغربي بامتياز ، رغم التباين الحاصل بين المفهومين لغويا كما اسلفت الذكر.
كما تجدر الاشارة الى ان اكثرية اليهود عبر العالم لا يكدسون اموالهم في المصارف و الابناك ، بل يستثمرونها في شراء الاراضي و العقارات ، فضلا عن تصريفها في المعادن النفيسة و الاحجار الكريمة و المجوهرات و النفط في عصرنا هذا ( 3 عائلات تستحود على السوق الدولية لهذه الثروات ” روكفيلر في النفط/ روتشيلد في الذهب/ اوبنهايمر في الالماس ” فضلا عن قطاع المصارف و الابناك )، كما هو معروف عنهم ايضا اقراض بعضهم لبعض دون مقابل حتى لو كان المبلغ المقرض كبيرا ، تماشيا مع تعاليم عقيدتهم الدينية التي تحرم عليهم الربا فيما بينهم و تحله في معاملاتهم مع سواهم .
انعمتم اوقاتا و الى موعد و مقال آخر ……

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *