سيوف و رقاب

 بقلم ابو ايوب

الابتزاز و الاستغلال السمة الابرز لسياسات امبراطورية مورغان الخارجية في تعاملاتها مع دول العالم ، دركي العالم هذا يسن قوانين على مقاس مصالحه الاقتصادية لا غير ، و ان اقتضت المصلحة ذلك يخص بالرعاية و الاهتمام و توفير الحماية للمقربين من الدول الوظيفية ( الكيان العبري مثال)….، و في بعض الاحيان يمارس الضغط على الاخير لتحقيق مصالحه في بعدها الجيوستراتيجي ( ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و الكيان برعاية امريكية ، اجهاضا لتهديدات حزب الله اللبناني باستهدافها في حالة الترامي على حقوق لبنان بالمتوسط بعد اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز و النفط ، و لتجنيب المنطقة حربا اقليمية لا قبل لامريكا و اسرائيل بها في الوقت الحاضر ، حقل كاريش مثال و التسمية عبرية ، قرش رديفها بالعربية ). في مقال سابق اشرنا فيه الى قانون ( Countring America ‘s Adverseries trough sanctions Act) المعروف اختصارا ب( CAATSA ) ، و كان هذا بمناسبة دعوة 27 عضوا بالكونغريس الامريكي بتفعيل هذا القانون ، دعوة لوزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن لمعاقبة الجزائر بذريعة صفقات تسلحها مع روسيا ، و ما تشكله تلك الصفقات الضخمة من دعم و سند للمجهود الحربي الروسي في الحرب الدائرة باوكرانيا ، لكن الادارة الامريكية تجاهلت الدعوة و اعتبرتها لا حدث بل سارعت الى تمثين العلاقات الثنائية الامريكية الجزائرية ، الاقتصادية منها بخاصة في المجال الطاقي و محاربة الارهاب و العسكرية ايضا من خلال زيارات قطع من البحرية الامريكية …، فضلا عن دعوات بعض القيادات العسكرية الجزائرية للمشاركة في بعض اجتماعات حلف الناتو و بامريكا نفسها . اليوم نتطرق لسيف امريكي من نوع آخر ، في الوقت الذي تتعرض فيه الدول الاوروبية لأزمة طاقية خانقة و الشتاء على الابواب ( ازمة الغاز بعد انقطاع صبيب الغاز الروسي) ، امبراطورية مورغان تقوم باستغلال الازمة الطاقية الاوروبية ، من اجل ابتزاز و حلب هذه الدول من خلال تزويدهم بالغاز بثلاثة اضعاف سعره في السوق الدولية ، و في نفس الوقت تريد تفعيل قانون ( نوباك) ضد مجموعة دول اوبك + المصدرة للنفط ( السعودية.روسيا.الجزائر.ايران.الامارات….) ، و هو قانون امريكي يسمح للقضاء بمتابعة الدول المصدرة للنفط بتهمة التلاعب بالاسعار…… بالسوق الدولية للنفط ، و تهديد الأمن الطاقي العالمي و ما يترتب عن ذلك من ….، التهديد الامريكي يعتبر بتقديري رسالة موجهة للسعودية كاكبر مصدر للنفط ، و رد على خفض منظمة اوبك+ انتاجها النفطي باكثر من مليوني برميل في اليوم ، ما ساهم في ارتفاع الاسعار التي كانت في حدود 94 دولار للبرميل ، لكن قد يتفاقم الوضع اكثر بحسب الخبراء ، بحيث من المرجح ان تصل لاكثر من 140 دولار للبرميل ، في حالة اذا ما استمر الحال عليه و الشتاء على الابواب ، و ما يتولد عنه من مداخيل اضافية تصب في صالح روسيا و على حساب المصالح الامريكية . و كما فشل قانون جاسطا الامريكي من قبل ، الذي مثل بالمناسبة سيف داموقليس سلط على رقبة السعودية ايام عهدة اوباما ، و من بعده ايام عهدة الرئيس دونالد ترامب ( تهمة مشاركة افراد من الاسرة الحاكمة في تفجيرات 11 شتنبر في اشارة الى ضلوع الملك سلمان لما كان اميرا على مكة/ ولي العهد الحالي الامير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة في قضية اغتيال الصحافي خاشقجي ، قضية هذا الاخير تجاهلها ترامب لكنه استغلها و ابتز بها ولي العهد من خلال صفقة باكثر من بليوني دولار اثناء زيارته للمملكة ). و بعدما فشل قانون كاتسا فمصير قانون نوباك لن يختلف عن نفس المصير ، و هذا بتقديري عربون نهاية السطوة اليانكية و بداية انهيار امبراطورية مورغان و بداية انعزاليتها ، دليل هذا تشطر المجتمع الامريكي الى اشطر متباينة متنافرة في ظل تمدد المد العنصري ، و الانتكاسات الجيوستراتيجية المتتالية سواء من خلال العجز في مواجهة الصين او روسيا و كوريا الشمالية و ايران ، او انتكاستها في حديقتها الخلفية بالامريكيتين الجنوبية و اللاثينية ( كولومبيا.فينزويلا.كوبا……).

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *