في ذكرى رحيل المجاهد والمفكّر “علي عزّت بيجوفيتش”

عبد الرحيم لعماري

في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر 2003م، رحلَ المجاهد والمفكّر “علي عزّت بيجوفيتش”
============
علي مصطفى علي عزّت بيجوفيتش
– الميلاد: 8 أغسطس، 1925م
– الوفاة: 19 أكتوبر 2003م
– عائلة عزّت بيجوفيتش: بيج = كلمة “بك” التركية، وفيتش= ابن أو آل، على غرار ما يرد في الأنساب العربية، وبهـا يشـتهر أهـل البوسـنة والهرسـك كـما نلاحظ أثنـاء قـراءة أنـسابهم، حيث تُلـحق بآخـرها، مثـل: إبراهيموفيتش، خليلوفيتش.. إلخ.
– أحد أهم الشخصيات في التاريخ الحديث، القائد الحكيم، والعالم الكبير: علي مصطفى علي عزت بيجوفيتش.
“علي عزت بيجوفيتش”.. صاحب أعظم مقُولة في القرن العشرين:
(لا يوجد شيءٌ في هذه الحياة، يستحق أن يعيش الإنسان من أجله، أو يموت من أجله؛ سِوى الإسلام)
– أجاد قراءة اللغة العربية في الكُتّاب، وقبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية، وقرأ القرآن الكريم كاملا من المصحف وهو في الخامسة من عمره، وأتم حفظه وهو في المرحلة الابتدائية
– يقول بيجوفيتش: (كان أبي يأخذني معه لصلاة الفجر في مسجد (حجسيكا) المجاور لمنزلنا، قبل دخولي المدرسة، ولذا أصبحت فريضة جماعة الفجر بالمسجد في دمي، لا أتركها مهما حدث، فصلاة الفجر في المسجد لها مذاق خاص، وروحانيات عذبة، لا يعرفها، ولا يدرك معانيها إلا المواظب على صلاة الفجر بالمسجد).
– أول رئيس جمهوري لجمهورية البوسنة والهرسك بعد انتهاء حرب البوسنة والهرسك.
– مفكّر ومجاهد إسلام
– مؤلف لعدة كتب، أهمها:
1- الإسلام بين الشرق والغرب.
2- الإعلان الإسلامي.
3- هروبي إلى الحرية.
4 – عوائق النهضة الإسلامية.
5 – الأقليات الإسلامية في الدول الشيوعية.
6 – البيان الإسلامي.
– نال الرئيس المفكّر الداعية “علي عزّت” العديد من الجوائز، ولم يكن يتطلع إليها، ولا يسعى لنوالها، بل كانت هي التي تأتيه طوعًا، فقد عرفه البوسنيون، والعرب، والمسلمون، والمثقفون، والسياسيون من سائر الأجناس، وكان معظم المحبين له، والذين يعرفون فضله ومقامه في ميادين السياسة، والفكر، والدعوة؛ هم الذين يرشحونه، وهم الذين يمنحونه الجائزة تلو الجائزة،
ومن هذه الجوائز:
1- جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1993م.
2- جائزة (مفكر العام) من مؤسسة علي وعثمان حافظ عام 1996م.
3- جائزة جلال الدين الرومي الدولية لخدمة الإسلام في تركيا.
4- جائزة الدفاع عن الديموقراطية الدولية، من المركز الأمريكي للدفاع عن الديموقراطيات والحريات.
5- جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم (رمضان 1422هـ)، تقديرًا لجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين.
– رغم سجنه 13 سنة، بسبب دفاعه عن حقوق شعبه المُحتل، ظل مدافعا عنيدا عن حرية شعبه.. ولم يكن بيجوفيتش مجرد مناضل سياسي وزعيم وطني، بل كان المفكّر الإسلامي العملاق، والمثقف الموسوعي الذي يجمع بين العلوم الشرعية والعصرية.
– ترك وصيته الشهيرة، مع رئيس وزراء تركيا، ورئيسها الحالي الرئيس: رجب طيب أردوغان قبيل وفاته،
يقول بيجوفيتش لأردوغان (رئيس الوزراء في ذلك الوقت) في الوصيّة: (هنا أرض الفاتحين، دافعوا عن البوسنة وحافظوا عليها، هذه الأراضي أمانة في أعناقكم).
– وفاة علي عزت بيجوفيتش:
بعد أن استمر رئيسًا لدولة البوسنة والهرسك 10 سنوات، خرج ببيان مفاجيء، وأعلن عن تركه لمنصبه بعد الفترة الرئاسية الحالية، فقد تجاوز الخامسة والسبعين، وأنهكته السنون، وهـدّه المرض، وحفرت قسوة الأيام أخاديدًا في وجهه الشاحب، وضعفَ بصره، ولم يعد قادرا على الرؤية جيدا، واستسلم البطل الذي تحدى دولة يوغوسلافيا الشيوعية بكامل جبروتها للمرض..
ومات علي عزت بيجوفيتش
وخرجت البوسنة كلها تودّع بطلها الأسطوري، وفارس الإسلام في القرن العشرين.
لقد آن لجسده أن يستريح
اللهم اجعل كل أعماله، وكل ما قـدّمه للإسلام، في ميزان حسناته
اللهم اغفر له، وارحمه، وتجاوز عن سيئاته، واجعله رفيق النبي (صلى الله عليه وسلم) في الجنة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *