احتفالا باليوم العالمي للغة العربيةرائد اللسانيات بالمغرب د . عبد القادر الفاسي يكتب:

 د. عبد القادر الفاسي الفهري:
لغتي العربية عِزٌّ وفَخْر، وهُوية وأداتية، وثقافة وحضارة وتاريخ وعيش، وموارد غنية ومتنوعة. لكن لغتي بحاجة إلى تخطيط شامل ملح، ناجع وقوي. لغتي بحاجة إلى نخبة تتحدى، فكرا وثقافة، ورؤيةً سياسية، وخططا اقتصادية، وإلى مجتمع واعٍ يقظٍ، وعازمٍ واثقٍ، أي كتلة بشرية مخلصة بخدمتها، وردّ الجميل والخير لها، لا نخبة مترددة واهنة، تركب مركبها لركوب ا لمصالح والامتيازات السياسية أو استرزاق الفرص المادية. لغتي بحاجة إلى أن تتقوى صفوف عشاقها وخدامها المحسنين، وسدنتها الصادقين. لغتي بحاجة إلى ثورة علمية وفنية شاملة، في البحث والفكر والتطبيق والمواكبة، والتعليم والحوسبة، لتنفُضَ عنها المحنطات القاتلة للحياة، وتستجد بمناهج العصر وأدواته. وإلى دعم مجتمعاتها للمشروع اللغوي العربي، وتجنيد بجانب الدول والقادة والرواد المبادرين وأصحاب الإرادة في بوتقة واحدة من أجل دعم مشاريعها. فبدون لغة وطنية قوية لا استقلال ثقافيا أو سياسيا، بل اقتصاديا كذلك. فهلموا جميعا، دولا ونخبا ومجتمعات، بشيوخها وكهولها وأطفالها، في يوم عيدها العالمي، إلى الاعتزاز بلغتكم العربية ومفاخرها، والعمل من أجل الارتقاء بها، ومكنوا لغتكم العربية في أُسَرِكم ومعاملاتكم وكتاباتكم وتعبيراتكم، وحساباتكم السياسية والفكرية والخيرية، حتى يتقوى لسانكم العربي (بمختلف تنوعاته)، بالاستخدام والممارسة والتفاعل، والازدهار في مختلف مناحي الحياة، تقوية لشخصيتكم ومشروعكم الحضاري. وليحيا لسانكم العربي !
الرباط، في 18-12-2022
د. عبد القادر بن الحسن الفاسي الفهري

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *