عصرنة المجتمعات العربية أم عصرها

بقلم ابو أيوب
لندع العاطفة جانبا و لنتحل بقليل من الموضوعية في تعاطينا مع ما ينخر هذه المجتمعات العربية من طلوع الشمس الى مغربها ، عمليات فصل للهوية الاسلامية و سلخ لانسانية الانسان العربي المسلم تجري على قدم و ساق و نحن بها منبهرون ، بعدما تم تطويعنا بأخبار الاعلام الرغبوي فعدونا مجرد كائنات ببغائية نردد صدى المواقع و نغض الطرف على حقائق الواقع.
بالأمس القريب روجت بعض وسائل الاعلام الرغبوي خبر اقامة مهرجان الجعة( البيرة) ، الذي كان مرتقبا الاحتفال به بمدينة بوسكورة نواحي البيضاء ، على اثره تعالت الاصوات المنددة الرافضة لتنظيم هكذا نشاط مخالف لتعاليم الدين الحنيف ، فسارعت نفس القنوات الاعلامية الى نفي الخبر معلنة بأنه خبر مفبرك و مقصود الهدف من وراءه تسويد صورة البلد ، لكن فيما بعد فوجئنا بتنظيمه بالغولف الملكي لمدينة المحمدية دون تغطية اعلامية مواكبة .
اليوم تطالعنا الاخبار القادمة من مدينة البهجة مراكش الحمراء ، عن تنظيم بطولة WSOP اكبر بطولة للقمار في العالم ( World Series of Poker ) ، التي تقام بكازينو السعدي من 13 الى 22 من الشهر الجاري حيث سجل اليوم الاول من البطولة مشاركة 438 لاعبا، بطولة تعتبر أضخم بطولة تنافسية على الصعيد العالمي ، حيث منحت اللاعبين الفائزين اكثر من 3,3 مليار دولار منذ ان تم اطلاقها سنة 1970، علاوة على ذلك فهذه البطولة حطمت الرقم القياسي في حجم الجوائز .
للاشارة ، بطولة WSOP تقدم للاعبين باقة كبيرة متنوعة من الالعاب و البطولات في الكثير من متغيرات و انواع البوكر ، ففي عام 2019 تم تسجيل مشاركة 187.000 لاعب من 118 دولة حول العالم و قد حصل الفائزون على اكثر من 293 مليون دولار . بالاضافة لذلك ، فان بطولة WSOP نجحت في الترويج لانشطتها من خلال البث التلفزيوني و الوسائط الرقمية ، و عقود الرعاية المختلفة التي ابرمتها على مدار السنوات الماضية ، و قد نجحت البطولة بالفعل في توسيع علامتها التجارية لتضم بطولة WSOP اوروبا و WSOP آسيا الباسيفيك و WSOP International circuit Series .
بمثل هكذا اختراقات للمجتمعات الاسلامية ، تتم عمليات التطبيع مع المحرمات و تدجين المجتمعات و سلخ الشعوب عن هويتها و عقيدتها السمحة …تارة باسم العصرنة و اخرى بذريعة تسامح الاديان و تقبل حضارة الآخر و نشر قيم الديموقراطية …بينما عين الحقيقة و ديدن المتآمرين حرب على الاسلام و سلخ للشعوب عن ثقافتها و حضارتها حتى لا تقوم لهم قائمة ، و وأد لاي محاولة لاستعادة الامجاد الغابرة …فكما سرقوا بالأمس البعيد الثراث الحضاري الاسلامي و كتب ابن سينا و الفارابي و ابن خلدون و غيرهم كثر ، هم اليوم يسرقون انسانية الانسان المسلم و تغيير عاداته و سلوكياته …كمقدمة لبرمجته و توطئة لجعله مجرد كائن قردي او ببغائي تسهل رسكلته وفق قانون العرض و الطلب …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *