طلاب وباحثو وأساتذة مختبر فيزياء المادة المكثفة بكلية العلوم بالجديدة يؤبنون الدكتور الشهيد يحيى قاسم القحوم الذي استشهد في اليمن

0
طلاب وباحثو وأساتذة مختبر فيزياء المادة المكثفة، شعبة الفيزياء بكلية العلوم التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، يتقدمون بأحر التعازي إلى عائلة المرحوم الشهيد يحيى قاسم القحوم وزملائه داخل المغرب وخارجه بمناسبة مرور أربعين يومًا على وفاته.

تبكي عيني على يحيى وحُقّ لها … إذ رابها الدهرُ إن الدهر ضرّارُ
لا بد من ميتة في صرفها عبر … والدهر في صرفه حول وأطوارُ

 

الدكتور الشهيد يحيى قاسم القحوم، كان متزوجًا وأبًا لطفلين جميلين، محمد وزكرياء. كان يحيى طيب القلب واللسان، عظيم الأخلاق والسمات، وفقدناه بغتة ونحن غافلون.

وُلد الشهيد يحيى في 1 يناير 1985 في عمران، اليمن. حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة عمران في اليمن بين عامي 2004 و2009. بعد ذلك، عمل كأستاذ لمادة الفيزياء في مدرسة الفتح بمديرية القفلة في عمران من عام 2010 إلى 2014. ثم انتقل إلى المغرب، حيث أكمل دورة في اللغة الفرنسية بكلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس في الرباط بين عامي 2014 و2015.

في سنة 2015، التحق بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وتوجت مجهوداته بالحصول على شهادة الماستر في الفيزياء تخصص هندسة الطاقة المتجددة والبيئة سنة 2017. ثم انتقل إلى مدينة الجديدة، حيث نقل معه هالة الطيبة التي ترافقه أينما حل وارتحل. عاش معنا بمبادئه الإنسانية وأخلاقه الأصيلة وأصبح صديق الجميع، إذ كان يساعد المحتاج ويعود المريض ويؤنس الوحيد. عاش معنا مدافعًا عن الاختلاف، محبًا للخير وصادقًا مع نفسه ومع غيره.

عاش معنا وعشنا معه بكثير من الود والحب الصادقين. التحق بمختبر فيزياء المادة المكثفة سنة 2019، فكان الخيط الناظم لمكوناته. كان وديعًا أنيقًا بهيًا، ابنًا للأساتذة وأخًا للطلبة، وكان زينة المختبر وعموده الفقري. كان سفيرًا غير رسمي لشعب اليمن، وكان مثالًا في الأخلاق والأصول. انخرط في البحث العلمي الأكاديمي انخراطًا نموذجيًا، متسلحًا بالصبر والالتزام والاحترام.

حصل يحيى على شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدًا في الفيزياء الإحصائية من كلية العلوم بمدينة الجديدة في عام 2023، وكانت تلك المناسبة مصدر سعادة كبيرة له ولأسرته ولنا جميعًا. كان ذلك اليوم عيدًا في مختبرنا، يومًا جميلًا خاليًا من الملل.


ثم انتهت رحلته في المغرب، فودعنا بعينين دامعتين وهو يحمل الأمل والحنين للقاء زوجته وأبنائه وعائلته. قال “إلى اللقاء” ولم يقل “وداعًا”، وقال “سألقاكم يا أصدقائي ولو بعد حين”. قال “أنا منكم وأنتم مني ولا فراق بيننا”. كان طموحًا، مقبلًا على الحياة، ومتفائلًا بها. كان صادقًا في مشاعره، في تعامله، في محبته وفي كل شيء. لكن القدر كان له رأي آخر.
غادرنا وتركنا في حيرة. قُتل الشهيد يحيى مغدورًا، برفقة أخيه عنتر، أمام إحدى محاكم صنعاء في مشهد أثار الرعب والاستياء أمام أعين المواطنين يوم 8 يوليوز 2024. لم يكن يحيى ظالمًا ولا مدعيًا في المحكمة، بل كان كعادته رسول صلح ووئام. تمنينا لو كانت لنا معه مكالمة أطول، حديث أعمق، ولقاء أشد حرارة، لكن الموت سبقنا إليه.
وداعًا أيها الوديع. تركت في القلب جرحًا لن يندمل، وفي العقل ذكرى لن تندثر. وداعًا أيها الشهيد يحيى قاسم القحوم ونسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يلهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.

عن مجموعة من زملائه وأساتذته

Leave A Reply

Your email address will not be published.