النائب البرلماني مصطفى شناوي عن فيدرالية اليسار يوجه رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الحكومة بخصوص إنصاف مهنيي الصحة

 

وجه النائب البرلماني الدكتور مصطفى الشناوي ، عن فيدرالية اليسار الديمقراطي و الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة المرتبطة عضويا بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل، رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الحكومة في شأن إنصاف مهنيي الصحة  لينبهه فيها إلى ما خلفه  قرار الإقتطاع م من الأجور على مهنيي الصحة والإحباط الذي قد يصيبهم، هم الذين يسمعون ويرون كيف يُعامَل المهنيون في بلدان أخرى ورغم ذلك لا يتكلمون  وما تسببه من تشويش وبلبلة  في لحظة المطلوب فيها من مهنيي الصحة التركيز التام والتفرغ الكامل لمهامهم لخدمة المواطنين .

فيما يلي نص الرسالة المفتوحة

الدارالبيضاء في : 16 أبريل 2020

السيد رئيس الحكومة ، تحية واحترام

إننا نتوجه إليكم اليوم كمكتب وطني للنقابة الوطنية للصحة المرتبطة عضويا بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل، لنبلغكم استيائنا العميق بخصوص تعاملكم غير المنصف مع مهنيي الصحة، خصوصا في هذه اللحظة المتأزمة التي يعيشها العالم نتيجة انتشار جائحة كوفيد 19 وفيروس كورونا المستجد والتي تتطلب القوة والسرعة والحزم والتضامن والتعاون للحد من آثارها الوخيمة.

أنتم تعلمون السيد رئيس الحكومة، أن مهني الصحة من ضمن الأطر والموظفين والعاملين المعرضين أكثر للإصابة بالفيروس، بل إنهم في الجبهة الأولى والصف الأمامي في الحرب ضد كورونا فهم من يسعفون ويفحصون ويحللون ويعالجون ويأخذون بأيدي المرضى المحتمل والمؤكد إصابتهم بالفيروس.

وأنتم تعلمون كذلك، أن موظفي الصحة قد ضحوا في ظل منظومة صحية هشة وهم يضحون اليوم تضحيات جسام. إنهم بكل فئاتهم وتخصصاتهم بكل المؤسسات الصحية، يتفانون في مواجهة الجائحة بالقيام بواجبهم المهني والإنساني والوطني ويخاطرون بصحتهم وحياتهم وسلامة عائلاتهم، بل منهم من نترحم عليهم كشهداء الواجب. وبالرغم من ذلك فهم الآن يركزون فقط على تقديم المساعدة والإسعاف والعلاج للمواطنين وقد تناسوا في هذه اللحظة الحرجة شروط العمل غير اللائقة ومطالبهم العادلة والمشروعة، ولم يمارسوا أبدا أي نوع من الابتزاز أو المقايضة مقابل القيام بمهامهم، بل اشتغلوا وقاموا بواجبهم بالرغم من معاناتهم من غياب أو قلة وسائل وتجهيزات الحماية.

السيد رئيس الحكومة المحترم، وأنتم على دراية بصعوبة مهام مهنيي الصحة في مرحلة دقيقة وخطرة مفتوحة على كل الاحتمالات وما يترتب عنها من ضغط وإجهاد وإرهاق وقلق وأرق وكَرَب وخوف وعزلة عن عائلاتهم بالنسبة للكثير منهم… وبالرغم من ذلك فإنهم لم يطلبوا منكم شيئا ولم ينتظروا شكرا أو مجاملة عن خدمتهم النبيلة ،

فكيف لكم السيد رئيس الحكومة أن تصدموهم بمنشوركم وتجازونهم بالاقتطاع من أجورهم في ظرفية حساسة جدا بالنسبة لهم ؟

ألم تجدوا لتحفيزهم الآن، كما فعلت دول أخرى تحترم فعلا شغيلتها الصحية، إلا الفصل 40 من الدستور لتطبيقه عليهم ؟

وإذا اتفقنا مع قراءتكم للفصل 40، فهل فرضتم مساهمة الجميع قبل أن تلجؤوا إلى جيوب الموظفين ؟

كان عليكم أن تقوموا بإعطاء إشارات إيجابية بتقليص أجور الوزراء والبرلمانيين والموظفين السامين وإلزام الشركات والمؤسسات بمساهمة وازنة بالنسبة لتلك التي حققت أرباح خيالية أو كبيرة خلال سنوات “الرخاء” واستفادت من الامتيازات والريع وعفا الله عن ما سلف ؟

ولماذا قمتم بإقحام مركزيتنا الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في منشوركم ، وقد أكدت لكم رفضها المطلق للاقتطاع الإجباري من أجور الموظفين وعدم تحويل الطابع التضامني والتطوعي للمساهمة في صندوق كورونا إلى اقتطاع إجباري. فإننا بقدر ما نثمن إيجابية خلق الصندوق، بقدر ما نعتبر أن قراركم سيفقدها بُعدَها النبيل وسيعمق فقدان الثقة في المؤسسات ، وندعوكم إلى التراجع عليه.

ألم تفكرون السيد رئيس الحكومة في مخلفات قراركم على مهنيي الصحة والإحباط الذي قد يصيبهم، هم الذين يسمعون ويرون كيف يُعامَل المهنيون في بلدان أخرى ورغم ذلك لا يتكلمون ؟

ألم تهتموا بالتشويش والبلبلة التي خلقها قراركم في لحظة المطلوب فيها من مهنيي الصحة التركيز التام والتفرغ الكامل لمهامهم لخدمة المواطنين ؟

ألم تعيروا اهتماما لإحساسهم بالغبن هم الذين كانوا ينتظرون دعمكم وتحفيزكم عوض إحراجكم لهم بإجراءات اتخذتموها أنتم و حكومتكم ؟

السيد رئيس الحكومة المحترم، لا أحد يرفض التضامن مع المتضررين والمساهمة في الصندوق، لكن المرفوض هي الصيغة الإجبارية والانتقائية المفروضة على شريحة معينة من المواطنين دون غيرها، بل إن المواطنين ومنهم موظفو الصحة ساهموا بشكل تلقائي في التضامن دون انتظار قراراتكم.

إن موظفي الصحة لا يحتاجون اليوم إلى تأكيد حسهم الوطني بتقديم عربون عن التضامن بقيمة يوم من أجرتهم، إنهم الآن بصدد تقديم صحتهم وحياتهم قربانا من أجل حماية مواطنيهم ووطنهم .

فقوموا السيد رئيس الحكومة على الأقل بالتفاتة تجاههم، واتركوهم يركزون على مهمتهم الحيوية، واسهروا على حمايتهم، وأنصتوا إلى انتظاراتهم، وإن لم تكونوا على استعداد اليوم فبعد الانتصار على الكورونا عندما تقتنعون لا محالة كما اقتنع الشعب المغربي بالأولوية القصوى لقطاع الصحة ولا ترفعون يدكم عنه وتخولون للمهنيين حقوقهم الكاملة .

وتقبلوا السيد رئيس الحكومة فائق عبارات تقديرنا واحترامنا.

عن المكتب الوطني الكاتب الوطني
د. مصطفى شناوي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *