من يستهدف الحزب الاشتراكي الموحد وأمينته العامة الرفيقة الدكتورة نبيلة منيب ولماذا ؟
عبد الحق غريب
سال مداد كثير هذه الأيام حول ما يجري داخل الحزب الاشتراكي الموحد وما تتعرض له أمينته العامة الرفيقة نبيلة منيب للنيل من سمعتها وكسر شوكتها العالقة في حلقوم المخزن منذ انتخابها أمينة عامة على رأس الاشتراكي الموحد، كواحد من أقطاب اليسار المغربي الملتزم بهموم ونضالات الجماهير الشعبية.
وقبل الجواب على السؤال المشار إليه في العنوان، لا بد من التذكير وبعجالة ببعض الحالات التي يُجمع فيها المغاربة على أن المخزن لا يسمح بتجاوز الخطوط الحمراء ولا بالثبات على خط الممانعة السياسية وأنه يستعمل وينهج كل الأساليب والأدوات لإخراس معارضيه بدءً بالتدجين/الاستقطاب (المعطي بوعبيد، بنزكري…) وصولاً إلى التصفية الجسدية (المهدي بن بركة…) مروراً بالاختطاف والتعذيب والاعتقال (آلاف الحالات) وإصدار أحكام قاسية وجائرة (شباب الريف…) وما إلى ذلك.
بالنسبة للأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، الرفيقة نبيلة منيب، والتي فرضت نفسها كواحدة من اركان المشهد السياسي في المغرب بمصداقيتها وجرأتها وشجاعتها والتزامها الثابت بتصريف مواقف الحزب، وأعطت للحزب ولفيدرالية اليسار الديمقراطي اشعاعا غير مسبوق تعدى حدود البلاد. وهنا يكفي أن أسوق بعض المحطات ضمن محطات أخرى لا تقل أهمية ودون أن أخوض في التفاصيل، تبيّن بما لا يدع مجالا للشك أو التأويل أن تصريحاتها ومبادراتها لا تروق لذوي القرار وأنها تزعجهم وبالتالي وجب إخراس صوتها، إن لم نقل قتلها سياسيا :
– اتصال مسؤول حكومي بارز بالرفيقة نبيلة منيب مباشرة بعد التصريح الذي قدمته لقناة إخبارية حول التطبيع مع الكيان الصهيوني، وموقفها الثابت من دعم القضية الفلسطينية ومناهضة تطبيع علاقة الدولة المغربية مع الكيان الصهيوني؛
– اتصال مسؤول رفيع المستوى بوزارة الداخلية بالرفيقة نبيلة منيب عشية توجه وفد من المكتب السياسي إلى مدينة جرادة يوم الجمعة 16 مارس 2018 في عز حراك المنطقة؛
– اجتماع المكتب السياسي بالحسيمة يوم السبت 16 ومنبر 2019، تعبيرا منه عن تضامنه مع حراك الريف وإصداره لبلاغ يطالب من خلاله كافة القوى الديمقراطية والمناضلة في البلاد والشخصيات الوطنية الصادقة إلى بلورة مبادرة وطنية لإنهاء الاحتقان بدءً بإطلاق سراح كافة المعتقلين، وعقد لقاء مع جمعية أباء وأمهات معتقلي الحراك الشعبي بالريف؛
– حضور الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، الرفيقة نبيلة منيب، في محاكمة قائد حراك الريف ناصر الزفزافي يوم 6 أبريل 2018 إلى جانب عائلات معتقلي الحراك، يتقدمهم أحمد الزفزافي والد قائد الحراك؛
– مطالبتها بطرح ملف سبتة ومليلية السليبتين ومطالبة اسبانيا بالاعتذار على قصفها الريف بمواد محظورة أدت الى تفشي أشكال مختلفة من السرطان الى يومنا هذا وتلويت البيئة؛
– تنديدها بصوت عالٍ بالعفو على مغتصب الأطفال المغاربة المجرم دانيال كالفان؛
– عقد المؤتمر الوطني للحزب الاشتراكي الموحد أيام 19، 20 و21 يناير 2018 تحت شعار : “دعم النضالات الشعبية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية” وحضور والد ناصر الزفزافي الذي حضي بشرف إلقاء كلمة خلال افتتاح المؤتمر….
من أجل هذا، يمكن القول أن المخزن فشل في تدجين الرفيقة نبيلة منيب، منذ انتخابها أمينة عامة للحزب الاشتراكي الموحد، ولم يستطع زحزحتها عن الخط المستقيم الذي نهجته بخصوص تصريفها لمواقف الحزب تجاه كل القضايا والأحداث التي تعرفها بلادنا (التطبيع، الحراك الشعبي، المال والسلطة…)، وفِي المقابل يمكن القول أنه نجح في قطع الطريق أمام الرفيقة نبيلة منيب للوصول إلى قبة البرلمان كصوت معارض ومزعج ونجح في تشتيت نواة اليسار.
ويمكن القول كذلك أن المخزن أوقد في مسعاه لطي صفحة منيب وتطويع الاشتراكي الموحد نيرانا صديقة بهدف هدم صرح الحزب من الداخل، وجند المتاريس والعراقيل من الداخل والخارج، وهو ما فطنت له القيادة السياسية للحزب ومعها مناضلات ومناضلي الاستراكي الموحد، فكان أن تم القطع مع مسلسل الاستنزاف الذاتي والتوجه للانتخابات المقبلة برمز الشمعة، بنفس الروح الديمقراطية والوحدوية التي دشنها الرفيق محمد بنسعيد ايت يدر والتي تستكملها اليوم بشجاعة قل نظيرها الرفيقة نبيلة منيب، أيقونة اليسار المغربي، حفاظا على صوت الجماهير الشعبية وقضاياها العادلة التي يجسدها الحزب الاشتراكي الموحد.