تقديم كتاب: الجهاد الجديد في الغرب

* رشيد جرموني
.​
عنوان الكتاب: الجهاد الجديد في الغرب.
عنوان الكتاب في لغته: Le Nouveau Jihad en Occident.
المؤلف: فرهاد خسرو خافر .Farhad Khosrokhavar
الناشر: Robert Laffont.
مكان النشر: باريس.
تاريخ النشر: 2018.
عدد الصفحات: 590 صفحة.

مقدمة:
استأثر مفهوم الجهاد في الآونة الأخيرة بالعديد من النقاشات والجدالات والمواقف المتضاربة والمتعارضة. وكان لافتًا في هذا السياق توظيف هذا المفهوم على نحوٍ سيئ، من خلال التركيز على معاني الحرب والقتل والإرهاب. ولعل الحقيقة الثاوية وراء هذه الفكرة هي إلصاق مفهوم الجهاد بمطلب بناء “الدولة الاسلامية” المُتخيَّلة في أذهان العديد من تيارات الحركات الإرهابية وعقله، مثل القاعدة سابقًا، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” حاليًا. وارتبط مفهوم الجهاد بالحرب على المخالفين، خصوصًا الذين كانوا يعتدون على الدين الإسلامي والمسلمين في مرحلة الدعوة المحمدية الأولى أو بعدها، وسيق بشأن هذا الموضوع العديد من الأساطير، إلى درجة أن هناك من يرى أن الإسلام مرادف لمفهوم الجهاد.
وعيًا منه بصعوبة تحديد دقيق لمفهوم “الإرهاب”، حيث يتبيّن أن هناك أكثر من 260 مصطلحًا متداولًا بين الباحثين وصناع القرار ووسائل الإعلام بمعنى الإرهاب ومشتقاته، يفرد الباحث المتخصص في سوسيولوجيا الأديان، فرهاد خسرو خافر، كتابًا خاصًا للخوض في هذا المفهوم واستجلاء أبعاده، بعنوان الجهاد الجديد في الغرب. ولا يقصد المؤلف بمفهوم الجهاد ما هو متداول في الفكر الإسلامي، بل يستعمل هذا المفهوم مرادفًا للعنف والإرهاب اللذين توظّفهما الحركات الإرهابية.
تأسيسًا على ما سبق، يقدم كتاب الجهاد الجديد في الغرب مقاربة نقدية، اعتمادًا على بحث ميداني شامل، يستند إلى الأرقام والمقابلات مع عيّنة من “الجهاديين” (الإرهابيين)، ومن خلال المتابعة الدقيقة أيضًا لما يصدر من تغطيات إعلامية عالمية بشأن الأحداث الإرهابية التي تضرب المناطق الأوروبية والأميركية وغيرها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن خسرو خافر تعامل مع هذه المعطيات بكثيرٍ من الحذر المنهجي والإبستيمولوجي، إضافةً إلى اعتماده على مقاربة إثنوغرافية مكّنته من رسم “بروفايلات” للجهاديين.
* رشيد جرموني باحث في سوسيولوجيا الأديان، أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة مولاي إسماعيل بمكناس- المغرب

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *