قواسم مشتركة

بقلم: ابو ايوب 
بين التكتيكي و الاستراتيجي قواسم مشتركة في الزمكان المغربي ،و القاسم المشترك في المعادلة تقني و دوره قد يغير من موازين القوة في الفضاء المغاربي . و هناك سؤال يطرح عمن المنتصر و من الخاسر ؟ لكن بكل تأكيد الشعوب هي من ستؤدي فاتورة أي حرب ، بغض الطرف عن انتصار فلان و هزيمة علان ……كما هو مؤكد ان لكل حرب نهاية و نهايتها مفاوضات و جلوس على الطاولة .
مقال اليوم نخصصه لأخبار التسلح المغربي بحسب ما يروج له في الاعلام و مواقع ( الانفصال الاجتماعي ) عفوا التواصل …..و بالأخص خبر روج على نطاق واسع ، حول تجهيز أول قاعدة دفاع جوي بسيدي يحيى الغرب بمنظومة دفاعية ضمن شعاع 250 كلم و على علو 30 كلم سلمتها الصين للقوات المسلحة الملكية، خبر سار يثلج صدور كل المغاربة لكن يبقى هذا موقفا عاطفيا للشحن و حشد الهمم .
بالتالي و وفق نظرية خبير الحرب و فيلسوفها الصين سن زو في كتابه بعنوان “فن الحرب ” . و هو بالمناسبة يدرس في كبريات الكليات و المعاهد و المراكز …العسكرية العالمية ، و ركيزة الحرب حاضنة شعبية أو جبهة داخلية كما يحلو للبعض تسميتها ، المفروض فيها ان تكون متراصة متضامنة متازرة و قس…..أليس كذلك ؟ بلى و لكن ليطمئن قلبي . سؤال يطرح عن الحاضنة الشعبية أو الجبهة الداخلية هل هي متصدعة مشروخة أم سليمة معافاة ؟ و العاطفة و حب الانتماء ليستا من ضمن القواسم المشتركة بين التكتيكي/ الاستراتيجي/ و التقني العملياتي الذي قد يقلب الموازين …أي بمعنى ما يخص خبر منظومة الدفاع الجوي :
– التكتيكي منه يرمز الى تأسيس اول نواة دفاع جوي بالمملكة بجغرافيا معينة ، و هذه الرقعة لا تعني الشيئ الكثير قياسا بجغرافية المملكة ، بالتالي و من منطلق مدى المنظومة الصينية هي لا تغطي المناطق الشرقية و الجنوبية و الوسطية ، و نطاق عملياتها يشمل فقط رقعة محددة أي بما معناه ، ان المغرب ارتكز على خطة هجومية ( السلاح الجوي الاف 16/ الاباتشي/ سلاح البر…) .
– بينما غفل البعد الاستراتيجي للحرب او اولاه اهتماما اقل…..، و هذا البعد يتجلى في الخدمات النوعية لأنظمة الدفاع الجوي في تغطية كامل جغرافية الوطن ، لتحصين البلد و حاضنته الشعبية و قابليتها للتحمل . و هي مفتاح سر المعادلة و القاسم المشترك بين المنتصر و المنكسر فما هو موقعها من الاعراب تجردا من العاطفة ؟. اليوم و وفق الخبر يتضح جليا بأن جغرافية الوطن غير محمية اقلها من هذا الجانب الدفاعي في بعدها الاستراتيجي ، اما التكتيكي منه و كما اسلفت ميلاد اول نواة منظومة دفاع جوي مغربية ، مقابل صواريخ جارة شرقية بمختلف الاحجام و المديات ووووو ، و اخبار عن خبراء ايرانيين و مليشيات حزب الله ……و كلنا يعلم أن الخصم تزود او سلح بصواريخ متوسطة المديات و المسيرات ..( تقرير غوتيريش سجل 724 طلعة استطلاع جوي بمسيرات البولي…أو نسميهم كما شئنا !.
– البعد التقني العملياتي لأي نزاع او حرب يكمن في تحديد بنك اهداف يشملها الاستهداف ( مسيرات و صواريخ الحوثيين ضد اهداف حيوية و حساسة داخل السعودية / بنك اهداف حزب الله داخل اسرائيل مثالا لا حصرا ) ، و ضمن الرؤية ذاتها من غير المستبعد لجوء البولي…الى نفس النهج في حرب الاستنزاف الثانية بالصحراء التي نشبت منذ اكثر من سنة ، و على المغرب توقع استهداف صاروخي او بمسيرات لمواقع حساسة( حزام الفوسفاط/ معبر الكركرات مثال) ، حرب استنزاف قد تطول و قد تقصر لكن نهايتها الحتمية طاولة مفاوضات بين المتحاربين .
بالتالي مع من سنتفاوض ؟ مع الجزائر أجزم بأن ليس هناك حرب معلنة و لن تكون بالمطلق و الاصرار علي هذا ، و القوى العظمى لن تسمح بها من زاوية تضارب المصالح بالمطلق و الضغوط في تصاعد مستمر ! أم مع من قد يستهدفون المواقع الحساسة بالصحراء و سوف يعلنون عن ذلك امام الأشهاد دون خوف او وجل كما يفعلون اليوم ؟ قطاع طرق/ مرتزقة / محتجزون في مخيمات الدل و العار/انفصاليون/ مغرر بهم/ ارهابيون/ خونة…..هكذا ننعثهم و به نصفهم ، فماذا لو أجبرنا على مفاوضتهم غدا ، و البعض يتنبأ بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ؟.
و في هذه الحالة أتسائل عن اتفاقية دفاع مشترك قيل بأنها ابرمت بين المغرب و اسرائيل و هل ستفعل في هذه الحالة ؟ كما اتسائل ضمن روح نص الاتفاقية ان وجدت اصلا ، هل سيشارك المغرب في اي حرب يشنها الفلسطينيون او حزب الله على اسرائيل ؟ بالتالي يبقى السؤال الرئيس :هل سنتفاوض مع قطاع طرق امتلكوا الصواريخ و المسيرات في غفلة منا و نحن ساهون غير منتبهين او واعين بالدور العملياتي الحاسم لمنظومات الدفاع الجوي لحماية جغرافية الوطن ؟ أم سنطالب بمفاوضات مع من لم يدخل في حرب معنا و هنا بالضبط يكمن سر الانتصار و الانكسار ؟.
أنعمتم مساءا كل بحسب تموقعه الجغرافي و الى ان يتجدد اللقاء ، طاب المساء .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *