زوبعة في فنجان من فصيلة زوابع سابقة

بقلم ابو أيوب 
بالأمس القريب ، عجت مختلف وسائل الاعلام المرئية و المكتوبة المغربية و قنوات التواصل الاجتماعي بأخبار أزمة المملكة المغربية مع المانيا و من بعد مع اسبانيا …حيث أجمعت في تصريحاتها و تحليلاتها بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس و على هذه الدول أن تكون واضحة و صريحة في مواقفها و تعاملاتها ، كما أن عليها ان تغير مواقفها بخاصة ما يتعلق منها بالوحدة الترابية و السيادة المغربية على الصحراء. وقتها استدعت المملكة سفيرتيها زهور العلوي من برلين و حكيمة بنيعيش من مدريد للتشاور.
استدعاء فسره المحللون السياسيون ( د منار السليمي و رئيس المركز الأطلسي …..مثال) ، على انه من موقع قوة و بأن المانيا رغم ما تمثله من قوة اقتصادية على الصعيد الدولي و الاوروبي الا انها تبقى بدون ثقل سياسي و فاعلة غير مؤثرة في مسرح السياسة الدولية ، اما بخصوص اسبانيا فقد فسروه بأنها دولة تحن الى ماضيها الاستعماري ، لكنها ضعيفة عسكريا و اقتصاديا و تعيش على وقع ازمات سياسية و اقتصادية زادتها كورونا تأزما.ليخلصوا في تحليلاتهم بأن المغرب اصبح قوة عسكرية و اقتصادية مهابة الجانب ( ألمانيا متخوفة من قوة المغرب الاقتصادية و اسبانيا متوجسة من قوته العسكرية فيما الجزائر مرتعبة مثالا لا حصرا).
فماذا تغير اليوم من مواقف الدولتين بخصوص مسألة الوحدة الترابية للمملكة ؟ لا شيئ على الاطلاق تغير بخاصة الموقف من الصحراء الداعم و المساند للأمم المتحدة و تقرير المصير . ترحيب باعادة السفيرة الى برلين و تصريحات فضفاضة بنية اعادة العلاقات الثنائية الى سابق عهدها ، تصريحات مدغدغة للعواطف لا اقل و لا اكثر من كلى البلدين ، بينما تبقى الازمة مع اسبانيا مفتوحة الى اجل غير مسمى ، بالتالي كل ما قيل بخصوص استدعاء السفيرتين و قطع العلاقات و التعاملات مع السفارة ينطبق عليه ما انطبق على جعجعة بدون طحين و صنوتها تمخض الجبل فولد فأرا .
جعجعة اليوم او زوبعته ما يروج عن بيان امانة الجامعة العربية الذي وجهته الى كل منظماتها ، بيان نص على ضرورة الالتزام بخريطة العالم العربي المعتمدة لدى الجامعة العربية ، وما ان نشر البيان حتى عجت مختلف وسائل الاعلام المغربي و قنوات الفضاء الازرق بتحليلات و تصريحات اجمعت كلها ، على انها صفعة مدوية وجهتها الجامعة الى الجزائر التي تستعد لاحتضان القمة العربية المرتقبة شهر مارس المقبل ، كما تجدر الاشارة الى ان هذه الخريطة المعتمدة رسميا لا تشير بالجزم الى حدود الدول العربية( خريطة خضراء بدون حدود كتب عليها اسم العواصم العربية ).
لكن الملفت للانتباه ، ان لا أحد تسائل عن السبب وراء توزيع الامانة العامة للجامعة العربية على المنظمات المنضوية تحت لواءها ! و لا احد تسائل لماذا تم توزيع هذا البيان في الزمكان العربي؟. و لتوضيح الأمر كي نتمكن من شرح السبب و التوقيت ،و حتى يمكنها الحكم بأنها زوبعة في فنجان كسابقاتها و ليست صفعة على صولجان قصر المرادية بالعاصمة الجزائرية .
( قبل ايام التأمت بالقاهرة قمة منظمة المرأة العربية بمشاركة كل الدول العربية باستثناء اليمن و سوريا، زينت قاعة اجتماع القمة بخارطة العالم العربي غير التي هي معتمدة من طرف الجامعة العربية ، اي بمعنى أن الخريطة التي زينت مقر القمة تظهر حدود الدول العربية و من بينها حدود المملكة المغربية شاملة للصحراء ، على اثر الواقعة احتجت ممثلية الجزائر بالقمة فيما بادرت وزارة خارجية بلدها الى بعث رسالة تنديد و استنكار الى امين عام الجامعة العربية ، على اثره صدر بيان الامانة العامة بضرورة الالتزام بالخارطة المعتمدة التي لا تتضمن و لا تشير الى الحدود البرية للدول العربية ) .
فهل يتعلق الأمر اذن بصفعة كما روج لها على نطاق واسع ؟ أم مجرد زوبعة في فنجان الزوابع السابقة و لربما الجعجعات اللاحقة ؟ فمن يدري و متى يستفيق القطيع ؟ قطيع دواب ثنائية الحوافر مداويخ مجاويع كما وصفونا من تحت قبة البرلمان ” وزير المالية السابق بوسعيد مثالا لا حصرا”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *